هَل أدركَ النّبيُّ موسى (ع) ربّه بحاسّةِ السّمع؟

ايمن/: كيفَ كلّمَ اللهُ تعالى موسى عليه السّلام تكليماً..؟؟.. ألم يُدرِك موسى ربّهُ بذلكَ عَن طريقِ أحدِ حواسّهِ الخمس وهيَ حاسّةُ السّمع..؟؟

: اللجنة العلمية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كلامُ اللهِ لموسى عليه السّلام كانَ بواسطةٍ؛ لأنَّ الكلامَ اللّفظيَّ لا يجري على اللهِ تعالى لكونِه حادثاً وزمانيّاً واللهُ سبحانه وتعالى لا تجري عليهِ الحوادثُ، وقَد أكّدَ القرآنُ ورواياتُ أهلِ البيتِ (عليهمُ السّلام) بأنَّ الكلامَ كانَ مُنبعِثاً منَ الشّجرةِ في البُقعةِ المُباركةِ، أي أنَّ اللهَ خلقَ الكلامَ في الشّجرةِ وجعلَها ناطقةً بما يريدُ إيصالَه لموسى (عليهِ السّلام) وهوَ أمرٌ خاضعٌ لقُدرةِ اللهِ ومشيئتِه فكما خلقَ اللهُ الكلامَ في الإنسانِ يمكنُ أن يخلُقَه في أيّ شيءٍ آخر، وبذلكَ ما سمعَهُ موسى هوَ كلامُ اللهِ المخلوقِ في تلكَ الشّجرةِ، وعليه لا مجالَ للتّوهّمِ بأنَّ موسى قَد أدركَ ربّهُ بحاسّةِ السّمعِ.

 قالَ تعالى: (فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِئِ الوَادِ الأَيمَنِ فِي البُقعَةِ المُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ العَالَمِينَ) (30 القصصُ)

قالَ الإمامُ عليٌّ بنُ موسى الرّضا (عليه السّلام) حولَ كلامِ اللهِ تعالى معَ موسى وقومِه: "... إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ أحدثَه [أحدثَ الكلامَ] في الشّجرةِ، ثمَّ جعلَهُ مُنبعِثاً مِنها..."[1]

أمّا إضافةُ الكلامِ إلى اللهِ فإنّها تجري مجرى سائرِ الإضافاتِ التي تقتضي الفعليّةَ فيُقالُ للّهِ (مُتكلّمٌ) بعدَ إيجادِه للكلامِ، كما يُقالُ لهُ تعالى (رازقٌ) بعدَ إيجادِه للرّزقِ، و(مُنعمٌ) بعدَ إيجادِه للنّعمةِ وهكذا بقيّةُ صفاتِه الفعليّة.

 

[1] - التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 8 ، ح 24، ص 117.