ماهو الفرق بين العقل النظري والعقل العملي ؟

: اللجنة العلمية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

العقلُ العمليُّ بحسبِ اصطلاحِ المناطقةِ هوَ المُعبَّرُ عنهُ بالحُسنِ والقُبحِ عندَ المُتكلّمينَ, والمُعبّرُ عنهُ بالخيرِ والشّرِّ عندَ الفلاسفةِ, والمُعبّرُ عنهُ بالفضيلةِ والرّذيلةِ في اصطلاحِ عُلماءِ الأخلاقِ. والمُرادُ منَ العقلِ العمليّ هوَ المُدرِكُ لِـما ينبغي فعلُه وإيقاعُه أو تركُه, فالعدلُ مثلاً مِـمّا يُدرِكُ العقلُ حُسنَه وأنّهُ ينبغي فعلُه, والظّلمُ مِـمّا يُدرِكُ العقلُ قُبحَه, وأنّه ينبغي تركُه, وهذا ما تراهُ في لسانِ العُلماءِ حينَ يقولونَ: إنَّ حُسْنَ العدلِ وقبحَ الظّلمِ مِن مُدرَكاتِ العقلِ العمليّ, وذلكَ لأنَّ المُميّزَ للعقلِ العمليّ هوَ نوعٌ المُدرَكِ, فلمّا كانَ المُدرَكُ مِن قبيلِ ما ينبغي فعلهُ أو تركُه, فهذا يعني أنّهُ مدركٌ بالعقلِ العمليّ. وأمّا العقلُ النّظريُّ فهوَ العقلُ المُدرِكُ للواقعيّاتِ التي ليسَ لها تأثيرٌ في مقامِ العملِ إلّا بتوسّطِ مُقدّمةٍ أُخرى, كإدراكِ العقلِ لوجودِ اللهِ تعالى, فإنَّ هذا الإدراكَ لا يستتبعُ أثراً عمليّاً دونَ توسّطِ مُقدّمةٍ أُخرى, كإدراكِ حقِّ المولويّةِ , وأنَّ اللهَ جلَّ وعلا هوَ المولى الحقيقُ بالطّاعةِ, وحينئذٍ يكونُ إدراكُ العقلِ لوجودِ اللهِ تعالى مُستتبِعاً لأثرٍ عمليّ. وبذلكَ يتّضحُ أنَّ ما يدركُه العقلُ العمليُّ والعقلُ النّظريُّ هوَ الواقعُ, غايتُه أنَّ سنخَ المُدركاتِ النّظريّةِ لا تستتبعُ أثراً عمليّاً مُباشراً, وهذا بخلافِ المُدركاتِ العقليّةِ العمليّةِ, فالفرقُ - إذن - بينَ العقلِ العمليّ والنّظريّ هوَ نوعُ المُدرَكِ بصيغةِ المفعولِ. (ينظر: معجمُ المُصطلحاتِ الأصوليّة ج2: ص326). ودمتُم سالِمين.