(إذا كنت تحب الله فاستعد للبلاء وإذا كنت تحب محمّداً فاستعد للفقر وإذا كنت تحبّني فاستعد لكثرة الأعداء) هل ورد هذا الحديث عن الامام علي ع؟

السؤال .. هل ورد هذا الحديث عن الامام علي عليه السلام بهذا النص "قال الإمام علي عليه السلام (إذا كنت تحب الله فاستعد للبلاء وإذا كنت تحب محمّداً فاستعد للفقر وإذا كنت تحبّني فاستعد لكثرة الأعداء)؟

: اللجنة العلمية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لم نطّلِع على نصِّ هذا الحديثِ في كتبِ الأحاديثِ ولكِن هنالكَ حديثٌ مشهورٌ مرويٌّ في كتبِ أحاديثِنا مثلِ بصائرِ الدّرجاتِ والإختصاصِ ومعاني الأخبار: عَن الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ أَنَّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع صَعِدَ المِنبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثنَى عَلَيهِ ثُمَّ قَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ شِيعَتَنَا مِن طِينَةٍ مَخزُونَةٍ قَبلَ أَن يُخلَقَ آدَمُ بِأَلفَي سَنَةٍ لَا يَشِذُّ فِيهَا شَاذٌّ وَ لَا يَدخُلُ فِيهَا دَاخِلٌ وَ إِنِّي لَأَعرِفُهُم حِينَ مَا أَنظُرُ إِلَيهِم لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص لَمَّا تَفَلَ فِي عَينِي وَ أَنَا أَرمَدُ قَالَ أَذهِب عَنهُ الحَرَّ وَ القُرَّ وَ البَردَ وَ بَصِّرهُ صَدِيقَهُ مِن عَدُوِّهِ فَلَم يُصِبنِي رَمَدٌ بَعدُ وَ لَا حَرٌّ وَ لَا بَردٌ وَ لَإِنِّي لَأَعرِفُ صَدِيقِي مِن عَدُوِّي فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ المَلَإِ فَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ وَ اللَّهِ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنِّي لَأَدِينُ اللَّهَ بِوَلَايَتِكَ وَ إِنِّي لَأُحِبُّكَ فِي السِّرِّ كَمَا أُظهِرُ فِي العَلَانِيَةِ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ ع كَذَبتَ فَوَ اللَّهِ مَا أَعرِفُ اسمَكَ فِي الأَسمَاءِ وَ لَا وَجهَكَ فِي الوُجُوهِ وَ إِنَّ طِينَتَكَ لَمِن غَير تِلكَ الطِّينَةِ قَالَ فَجَلَسَ الرَّجُلُ قَد فَضَحَهُ اللَّهُ وَ أَظهَرَ عَلَيهِ ثُمَّ قَامَ آخَرُ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع إِنِّي لَأَدِينُ اللَّهَ بِوَلَايَتِكَ وَ إِنِّي لَأُحِبُّكَ فِي السِّرِّ كَمَا أُحِبُّكَ فِي العَلَانِيَةِ فَقَالَ لَهُ صَدَقتَ طِينَتُكَ مِن تِلكَ الطِّينَةِ وَ عَلَى وَلَايَتِنَا أُخِذَ مِيثَاقُكَ وَ إِنَّ رُوحَكَ مِن أَروَاحِ المُؤمِنِينَ فَاتَّخِذ لِلفَقر جِلبَاباً فَوَ الَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَقَد سَمِعتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ إِنَّ الفَقرَ إِلَى مُحِبِّينَا أَسرَعُ مِنَ السَّيلِ مِن أَعلَى الوَادِي إِلَى أَسفَلِه. 

بصائرُ الدّرجاتِ في فضائلِ آلِ محمّدٍ صلّى اللهُ عليهم / ج‏1 / 391 / 8 بابٌ في الإمامِ أنّهُ يعرفُ شيعتَه مِن عدوِّه بالطّينةِ التي خلقوا فيها بوجوهِهم و أسمائِهم ..... ص : 390 

2- حَدَّثَنَا أَحمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُلوَانَ عَن سَعدِ بنِ ظَرِيفٍ عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ قَالَ: كُنتُ مَعَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَسَلَّمَ عَلَيهِ قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنِّي وَ اللَّهِ لَأُحِبُّكَ فِي اللَّهِ وَ أُحِبُّكَ فِي السِّرِّ كَمَا أُحِبُّكَ فِي العَلَانِيَةِ وَ أَدِينُ اللَّهَ بِوَلَايَتِكَ فِي السِّرِّ كَمَا أَدِينُ بِهَا فِي العَلَانِيَةِ وَ بِيَدِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع عُودٌ فَطَأطَأَ بِهِ رَأسَهُ ثُمَّ نَكَتَ بِعُودِهِ فِي الأَرضِ سَاعَةً ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ إِلَيهِ فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص حَدَّثَنِي بِأَلفِ حَدِيثٍ لِكُلِّ حَدِيثٍ أَلفُ بَابٍ وَ إِنَّ أَروَاحَ المُؤمِنِينَ تَلتَقِي فِي الهَوَاءِ فَتَشَامُّ فَمَا تَعَارَفَ مِنهَا ائتَلَفَ وَ مَا تَنَاكَرَ مِنهَا اختَلَفَ وَيحَكَ لَقَد كَذَبتَ فَمَا أَعرِفُ وَجهَكَ فِي الوُجُوهِ وَ لَا اسمَكَ فِي الأَسمَاءِ قَالَ ثُمَّ دَخَلَ عَلَيهِ آخَرُ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنِّي أُحِبُّكَ فِي اللَّهِ وَ أُحِبُّكَ فِي السِّرِّ كَمَا أُحِبُّكَ فِي العَلَانِيَةِ وَ أَدِينُ اللَّهَ بِوَلَايَتِكَ فِي السِّرِّ كَمَا أَدِينُ اللَّهَ بِهَا فِي العَلَانِيَةِ قَالَ فَنَكَتَ بِعُودِهِ الثَّانِيَةَ ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ إِلَيهِ فَقَالَ لَهُ صَدَقتَ إِنَّ طِينَتَنَا طِينَةٌ مَخزُونَةٌ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَهَا مِن صُلبِ آدَمَ فَلَم يَشِذَّ مِنهَا شَاذٌّ وَ لَا يَدخُلُ مِنهَا دَاخِلٌ مِن غَيرِهَا اذهَب وَ اتَّخِذ لِلفَقر جِلبَاباً فَإِنِّي سَمِعتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ يَا عَلِيَّ بنَ أَبِي طَالِبٍ وَ اللَّهِ الفَقرُ أَسرَعُ إِلَى مُحِبِّينَا مِنَ السَّيلِ إِلَى بَطنِ الوَادِي. 

 

معاني الأخبارِ / النّصُّ / 182 / بابُ معنى قولِ أميرِ المؤمنينَ ع للذي قالَ لهُ إنّي أحبّكَ أعدَّ للفقر جِلباباً ..... ص : 182 

بابُ معنى قولِ أميرِ المؤمنينَ ع للذي قالَ لهُ إنّي أحبّكَ أعدَّ للفقرِ جلباباً 

معاني الأخبارِ / النّصُّ / 182 / بابُ معنى قولِ أميرِ المؤمنينَ ع للذي قالَ لهُ إنّي أحبّكَ أعدَّ للفقرِ جلباباً ..... ص : 182

1- أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِدرِيسَ وَ مُحَمَّدُ بنُ يَحيَى العَطَّارُ عَن مُحَمَّدِ بنِ أَحمَدَ عَن مُحَمَّدِ بنِ الحُسَينِ عَن مَنصُورٍ عَن أَحمَدَ بنِ خَالِدٍ عَن أَحمَدَ بنِ المُبَارَكِ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِأَبِي عَبدِ اللَّهِ ع حَدِيثٌ يُروَى أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع إِنِّي أُحِبُّكَ فَقَالَ لَهُ أَعِدَّ لِلفَقر جِلبَاباً فَقَالَ لَيسَ هَكَذَا قَالَ إِنَّمَا قَالَ لَهُ أَعدَدتَ لِفَاقَتِكَ جِلبَاباً يَعنِي يَومَ القِيَامَة. 

 

الإختصاصُ / النّصّ / 312 / في أنَّ الأئمّةَ ع عندَهم أبوابُ الحكمِ و معاقلُ العلمِ و فصلُ ما بينَ النّاسِ و موادُّ العلمِ و أصولُه ..... ص : 307 

عَبَّادُ بنُ سُلَيمَانَ عَن مُحَمَّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَن أَبِيهِ سُلَيمَانَ الدَّيلَمِيِّ عَن هَارُونَ بنِ الجَهمِ عَن سَعدِ بنِ طَرِيفٍ الخَفَّافِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ: بَينَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَوماً جَالِساً فِي المَسجِدِ وَ أَصحَابُهُ حَولَهُ فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِن شِيعَتِهِ فَقَالَ لَهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنَّ اللَّهَ يَعلَمُ أَنِّي أَدِينُهُ بِحُبِّكَ فِي السِّرِّ كَمَا أَدِينُهُ بِحُبِّكَ فِي العَلَانِيَةِ وَ أَتَوَلَّاكَ فِي السِّرِّ كَمَا أَتَوَلَّاكَ فِي العَلَانِيَةِ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ صَدَقتَ أَمَا فَاتَّخِذ لِلفَقرِ جِلبَاباً فَانَّ الفَقرَ أَسرَعُ إِلَى شِيعَتِنَا مِنَ السَّيلِ إِلَى قَرَارِ الوَادِي قَالَ فَوَلَّى الرَّجُلُ وَ هُوَ يَبكِي فَرَحاً لِقَولِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع صَدَقتَ قَالَ وَ كَانَ هُنَاكَ رَجُلٌ مِنَ الخَوَارِجِ وَ صَاحِباً لَهُ قَرِيباً مِن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ أَحَدُهُمَا تَاللَّهِ إِن رَأَيتُ كَاليَومِ قَطُّ إِنَّهُ أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ إِنِّي أُحِبُّكَ فَقَالَ لَهُ صَدَقتَ فَقَالَ لَهُ الآخَرُ مَا أَنكَرتُ ذَلِكَ أَ تَجِدُ بُدّاً مِن أَن إِذَا قِيلَ لَهُ إِنِّي أُحِبُّكَ أَن يَقُولَ صَدَقتَ أَ تَعلَمُ أَنِّي أُحِبُّهُ فَقَالَ لَا قَالَ فَأَنَا أَقُومُ فَأَقُولُ لَهُ مِثلَ مَا قَالَ لَهُ الرَّجُلُ فَيَرُدُّ عَلَيَّ مِثلَ مَا رَدَّ عَلَيهِ قَالَ نَعَم فَقَامَ الرَّجُلُ فَقَالَ لَهُ مِثلَ مَقَالَةِ الرَّجُلِ الأَوَّلِ فَنَظَرَ إِلَيهِ مَلِيّاً ثُمَّ قَالَ لَهُ كَذَبتَ لَا وَ اللَّهِ مَا تُحِبُّنِي وَ لَا أُحِبُّكَ قَالَ فَبَكَى الخَارِجِيُّ ثُمَّ قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ تَستَقبِلني بِهَذَا وَ قَد عَلِمَ اللَّهُ خِلَافَهُ ابسُط يَدَكَ أُبَايِعكَ فَقَالَ عَلِيٌّ عَلَى مَا ذَا قَالَ عَلَى مَا عَمِلَ بِهِ زُرَيقٌ وَ حَبتَرٌ فَقَالَ لَهُ اصفِق لَعَنَ اللَّهُ الِاثنَينِ وَ اللَّهِ لَكَأَنِّي بِكَ قَد قُتِلتَ عَلَى ضَلَالٍ وَ وَطِئَ وَجهَكَ دَوَابُّ العِرَاقِ وَ لَا يَعرِفُكَ قَومُكَ قَالَ فَلَم يَلبَث أَن خَرَجَ عَلَيهِ أَهلُ النَّهرَوَانِ وَ أَن خَرَجَ الرَّجُلُ مَعَهُم فَقُتِل. 

وهذا الحديثُ وإن شابَهَ حديثَ بصائرِ الدّرجاتِ في المعنى لكنَّ قُدّمَ هنا كلامُه للمُحبِّ على كلامِه للمُعادي وفيهِ يظهرُ سرُّ فضحِ أميرِ المؤمنينَ عليه السّلام للمُعادي.