ما هي الآيات التي نزلت بحق أمير المؤمنين (عليه السلام) في القرآن؟

: اللجنة العلمية

الأخ المحترم عبد الباسط محمد علي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه بعض الآيات الشريفة النازلة بحق مولانا أمير المؤمنين على (عليه السلام):

۱. سورة (هل أتى) نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين(1).

۲. قوله تعالى: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ الله وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)، (المائدة: ٥٥)، وقد أجمع المفسّرون واستفاضت الروايات من طرق الشيعة والسنّة انّ الآية نزلت في حقّ علي (عليه السلام)(2).

۳. (قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ) (الشورى: ۲۳)، هم علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) والأئمّة من ولد الحسين (عليهم السلام)(3).

٤. (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ ...) (النجم: ۱)، روى أهل السنّة والشيعة أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) قال: (من سقط داره الكوكب فهو خليفتي من بعدي). وقد سقط النجم في دار علي (عليه السلام)، فقال المنافقون: إنّ النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) غوى بحبّ ابن عمّه وليس قوله هذا الّا عن الهوى، فنزل قوله تعالى: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ) (النجم: ۱ـ ٤)(4).

٥. (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ) (المائدة: ٦۷)، والآية نزلت قبل غدير خم فامتثل النبي (صلى الله عليه وآله) أمر الله تعالى بالتبليغ، وأعلن ولاية على (عليه السلام) على رؤوس الاشهاد بقوله: (من كنت مولاه فهذا علي مولاه). وقد روى السيوطي عن بعض الصحابة أنّ الآية نزلت هكذا: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ أنّ علياً مولى المؤمنين الخ)(5).

٦. (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ...) (المائدة: ۳)، نزلت بعد واقعة غدير خم أيّ بعد ما بلّغ النبي (صلى الله عليه وآله) ولاية علي (عليه السلام) في غدير خم(6).

۷. قوله تعالى: (وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ) (الحاقة: ۱۲). قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (هي اذنك يا علي)(7).

۸. (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَٰئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) (الواقعة: ۱۰ ـ ۱۱). وقد ورد أنّ السبّاق ثلاثة، ففي رواية عن ابن عباس قال: (سبق يوشع بن نون إلى موسى وسبق صاحب ياسين إلى عيسى وسبق علي إلى محمّد). وفي حديث آخر من طرقنا السابقون السابقون أربعة ابن آدم المقتول وسابق اُمّة موسى (عليه السلام) وهو مؤمن آل فرعون وسابق اُمّة عيسى (عليه السلام)، وهو حبيب النجّار والسابق في اُمّة محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وهو علي بن أبي طالب (عليه السلام).

۹. (أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ الله ) (التوبة : ۱۹)، نزلت في علي (عليه السلام) والعبّاس وشيبة، فقال العبّاس: أنا أفضل لأنّ سقاية الحاجّ بيدي، وقال شيبة: أنا أفضل لأنّ حجابة البيت بيدي، وقال علي (عليه السلام): (أنا أفضل فإنّي آمنت قبلكما وهاجرت وجاهدت)، فرضوا برسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فأنزل الله تعالى هذه الآية.

۱۰. (أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ) (السجدة : ۱۸)، نزلت في علي (عليه السلام) والوليد بن عقبة، فعن ابن عبّاس: وقع بين علي بن أبي طالب وبين الوليد بن عقبة كلام، فقال له علي: (يا فاسق)، فردّ عليه، فأنزل الله (أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ).

۱۱. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً) (المجادلة : ۱۲)، ولم يعمل بهذه الآية غير علي (عليه السلام) كما قال (عليه السلام): (آية في كتاب الله ما عمل بها أحد من الناس غيري: النجوى كان لي دينار بعته بعشرة دراهم فكلّما أردت أن اُناجي النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) تصدّقت بدرهم ما عمل بها أحد قبلي ولا بعدي).

۱۲. (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا) (مريم : ۹٦)، نزلت في علي بن أبي طالب (عليه السلام) كما في تفسير الثعلبي وتذكرة الخواص سبط ابن الجوزي والدرّ المنثور للسيوطي.

۱۳. (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ)(البينة : ۷)، نزلت في علي (عليه السلام) كما في تفسير الدرّ المنثور وغيره.

۱٤. (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ)(محمد: ۳۰)، عن أبي سعيد الخدري قال ببغضهم علي بن أبي طالب. كفاية الطالب.

۱٥. (إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)(الأحزاب: ۳۳)، وحديث الكساء معروف والمشهور والآية نزلت حينما جلس النبي مع علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السّلام) تحت الكساء. وعن اُم سلمة قالت: نزلت هذه الآية: (إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) في رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وعلي وفاطمة والحسن والحسين.

۱٦. قوله تعالى: (وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ الله هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) (التحريم: ٤)، وعن ابن عبّاس قال: صالح المؤمنين علي بن أبي طالب، وعن أسماء بنت عميس قالت: سمعت النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: (وصالح المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام)(8).

۱۷. (وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ)(الزمر: ۳۳)، عن مجاهد قال: جاء به محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وصدق به علي بن أبي طالب (عليه السلام)، كما في تاريخ ابن عساكر وكفاية الطالب للگنجي وتفسير القرطبي وروى ذلك عن أبي هريرة(9). 

۱۸. ( أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ )(هود: ۱۷)، عن علي (عليه السلام) في حديث: (رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على بينة من ربه وأنا الشاهد منه أتلوه وأتبعه ...).

۱۹. قوله تعالى: (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)(البقرة : ۱۲٤)، فعن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (أنا دعوة أبي إبراهيم ـ ثمّ قال: ـ فانتهت الدعوة إليّ وإلى علي لم يسجد أحد منّا لصنم قطّ فاتّخذني الله نبيّاً واتّخذ علياً وصياً)(10).

20ـ (فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ)(الزخرف،4)(11).

21ـ (وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا)(مريم، 50) (12).

(22)ـ (قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ)، (الحجر، 41)، بحر (علي) بإضافة الصراط إليه ويؤيد هذه القراءة ما رواه في (الطرائف)، عن محمد بن مؤمن باسناده عن قتاده الحسن البصري قال: كان يقرأ هذا الحرف، (هذا صراط عليّ مستقيم) فقلت للحسن: ما معناه؟ قال: يقول هذا طريق علي بن أبي طالب ودينه طريق ودين مستقيم فاتبعوه وتمسكوا به فإنه واضح لا عوج فيه)(13).

 

ودمتم في حفظ الله ورعايته

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) تفسير الرازي، ج30، ص243.

(2) شرح التجريد القوشجي، ص368.

(3)مسند أحمد بن حنبل، ج6، ص129.

(4) شواهد التنزيل، ج2، ص278.

(5)روح المعاني، ج4، ص282.

(6) الكشاف،ج1، ص347.

(7) الدر المنثور، ج6، ص2606.

(8) كما في الدر المنثور، ج٦ ، ص۲٤٤.

(9) كما في الدر المنثور، ج٥ ، ص۳۲۸.

(10) كما في المناقب المغازلي الحديث ۳۲۳.

(11) أنظر معاني الأخبار وتفسير القمي، وبجار الأنوار.

(12) أنظر شواهد التنزيل للمسكاني القاب الرسول.

(13) أنظر: الأنوار، ج25، ص372، الكافي، ج1، ص424،