ممكن تزويدنا بالمصادرِ التاريخيّةِ المُعتبرةِ التي ذكرَت مُشاركةَ سيّدِنا العبّاسِ عليهِ السّلام في معركةِ النهروان؟  

: السيد عبدالهادي العلوي

السلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه   

نقلَ روايةَ مشاركةِ مولانا أبي الفضلِ العبّاسِ (عليهِ السّلام) في معركةِ النهروانِ المُحقّقُ الشيخُ الكلباسيّ في [الخصائصِ العبّاسيّةِ ص156] تحتَ عنوان: « الخصيصةِ الواحدةِ والعشرون: في أنّهُ (عليهِ السّلام) المعروفُ بسبعِ القنطرةِ »، فقالَ بعدَ بيانِ معنى هذا اللقبِ: « وإنّما عُرفَ أبو الفضلِ العبّاسِ (عليهِ السّلام) بسبعِ القنطرة؛ لأنّهُ ـ على ما رُوي ـ قد أبدى مِن نفسِه في حربِ النهروانِ ـ والنهروانُ بلدٌ مِن بغدادَ بأربعةِ فراسخ ـ جدارةً عاليةً في حراسةِ القنطرةِ والجسر، الذي كانَ قد أوكلَه أبوهُ أميرُ المؤمنينَ (عليهِ السّلام) مع مجموعةٍ منَ الفرسانِ بحفظِه يومَ النهروان منَ الخوارج... إلى آخره »، ولم يُبيّنِ المصدرُ الذي استطرفَ منهُ الرّواية، ولم نعثُر عليها في المصادرِ التاريخيّةِ القديمةِ التي بينَ أيدينا، وهذا لا يعدُّ مشكلةً حقيقيّة؛ إذ أنّ جملةً كبيرةً منَ الأخبارِ ما وردَت في المصادرِ القديمةِ، وسيأتي الكلامُ حولَ هذا في جوابِ الإشكالِ الرّابع.   

نعم، نقلَ الموفّقُ الخوارزميّ (ت568هـ) روايةً تفيدُ مشاركةَ سيّدِنا العبّاسِ (عليهِ السّلام) في معركةِ صفّينَ ـ التي سبقَت معركةَ النهروان كما لا يخفى ـ، إذ جاءَ في كتابِه [المناقبُ ص227] أنّه خرجَ مِن مُعسكرِ معاويةَ رجلٌ يقالُ له كريب، كانَ شُجاعاً قويّاً، يأخذُ الدرهمَ فيغمزُه بإبهامِه فيذهبُ بكتابتِه، فبرزَ إليهِ مرتفعُ الزبيديّ فقتلَه، ثمّ برزَ إليهِ شرحبيلُ بنُ بكرٍ فقتله، ثمَّ برزَ إليهِ الحارثُ الشيبانيّ فقتله « فدعا عليٌّ (عليه السّلام) ابنَه العبّاسَ، وكان تامّاً كاملاً منَ الرّجالِ، فأمرَه بأن ينزلَ عن فرسِه وينزعَ ثوبَه، ففعلَ، فلبسَ عليٌّ (عليهِ السّلام) ثيابَه وركبَ فرسَه، وألبسَ ابنَه العبّاسَ ثيابَه وأركبَه فرسَه؛ لئلّا يجبُنَ كريبٌ عَن مبارزتهِ.. إلى آخرِ الرّواية ».   

وذكرَ السيّدُ المُقرّمُ في كتابِه [العبّاسُ (عليهِ السّلام) ص247]: « ويحدّثُ صاحبُ [الكبريتِ الأحمر ج3 ص24] عن بعضِ الكتبِ المُعتبرةِ لتتبّعِ صاحبِها: أنّهُ (عليهِ السّلام) كانَ عضداً لأخيهِ الحُسينِ يومَ حملَ على الفراتِ وأزاحَ عنهُ جيشَ معاويةَ وملكَ الماء. قالَ: وممّا يُروى: أنّه في بعضِ أيّامِ صفّينَ خرجَ من جيشِ أميرِ المؤمنينَ (عليهِ السلام) شابٌّ على وجهِه نقابٌ تعلوهُ الهيبةُ وتظهرُ عليه الشجاعة، يُقدَّرُ عمرُه بالسبعَ عشرة سنةٍ، يطلبُ المُبارزةَ، فهابَهُ الناس، وندبَ معاويةُ إليهِ أبا الشعثاء، فقالَ: إنَّ أهلَ الشامِ يعدونَني بألفِ فارسٍ، ولكن أرسلُ إليهِ أحدَ أولادي، وكانوا سبعةً، وكلّما خرجَ أحدٌ منهُم قتلَه حتّى أتى عليهم، فساءَ ذلكَ أبا الشعثاءِ وأغضبَه، ولمّا برزَ إليه ألحقَه بهم، فهابَه الجمعُ، ولم يجرؤ أحدٌ على مبارزتِه، وتعجّبَ أصحابُ أميرِ المؤمنينَ مِن هذهِ البسالةِ التي لا تعدو الهاشميّينَ، ولم يعرفوهُ لمكانِ نقابِه، ولمّا رجعَ إلى مقرِّه دعاهُ أبوه أميرُ المؤمنينَ وأزالَ النقابَ عنه، فإذا هوَ قمرُ بني هاشمٍ ولدُه العبّاسُ (عليه السلام). قالَ صاحبُ الكبريتِ الأحمر بعدَ هذهِ الحكاية: وليسَ ببعيدٍ صحّةُ الخبر؛ لأنّ عُمرَه يُقدّرُ بالسبعَ عشرةَ سنةٍ، وقد قالَ الخوارزميّ كانَ تامّاً كاملاً ».  

وحُكيَ عن العلّامةِ الطريحيّ ـ كما في [بطلِ العلقميّ ج2 ص184] ـ أنّه قال: « إنَّ العبّاسَ (عليهِ السّلام) كانَ معَ أبيهِ أميرِ المؤمنينَ (عليه السّلام) في الحروبِ والغزواتِ، ويحاربُ شُجعانَ العربِ ويجالدُهم كالأسدِ الضاري حتّى يجلدَهم صرعى، وفي يومِ صفّينَ كانَ (عليه السّلام) عوناً وعضداً لأخيهِ الحُسينِ (عليهِ السلام)، وإنّ الحُسينَ (عليه السّلام) فتحَ الفراتَ وأخذَ الماءَ مِن أصحابِ معاويةَ وهزمَ أبا الأعورِ عن الماء ».  

ثمّ إنّ هاهُنا بعضَ الإشكالاتِ، نشيرُ إليها وإلى ما يمكنُ أن يُقالَ في مقامِ الجوابِ عنها:   

الإشكالُ الأوّلُ: أنّ روايةَ الموفّقِ الخوارزميّ اشتبهَ فيها الرواةُ؛ إذ الحادثةُ قد حصلَت مع العبّاسِ بنِ الحارثِ بنِ عبدِ المطّلب، وقد نقلَ الخوارزميُّ نفسُه في [المناقبِ ص230]: « ورُويَ أنّهُ برزَ في اليومِ التاسعِ عشر مِن أصحابِ معاويةَ عثمانُ بنُ وائل، وكانَ يُعدّ بمائةِ فارس وله أخٌ يُسمّى حمزة، يعدُّهما معاويةُ للشدائدِ، وجعلَ عثمانُ بنُ وائلٍ يلعبُ برُمحِه وسيفِه، والعبّاسُ بنُ الحارثِ بنِ عبدِ المُطّلب ينظرُ إليهِ معَ سليمانَ بنِ صردٍ الخزاعيّ، فقالَ لسُليمان: أنا أبرزُ إليه وقد نهاني أميرُ المؤمنينَ (عليهِ السّلام)، وفي قلبي أنّي أقتله، فبرزَ إليه..

ثمَّ ضربَه بعدَ ذلكَ العبّاسُ فرمى برأسِه ووقفَ مكانَه، فبرزَ إليهِ أخوهُ حمزة، فأرسلَ إليهِ عليٌّ (عليهِ السّلام)، فنهاهُ عَن مُبارزتِه، وقالَ له: انزِع ثيابَك، وناوِلني سلاحَك، وقِف مكاني، وأنا أخرجُ إليه، فتنكّرَ عليٌّ وخرجَ إلى حمزة، فظنّ حمزةُ أنّه العبّاسُ الذي قتلَ أخاه، فضربَه عليٌّ (عليه السلام) فقطعَ إبطَه وكتفَه ونصفَ وجهِه ورأسِه، فتعجّبَ اليمانيّونَ مِن تلكَ الضربةِ وهابوا العبّاسَ، وبرزَ إلى عليّ (عليهِ السّلام) عمرو بنُ عنبس اللخميّ، وكانَ شُجاعاً، فجعلَ يلعبُ برُمحِه وسيفِه، فقالَ عليٌّ (عليه السّلام): هلمَّ للمُكافحةِ، فليسَ هذا وقتَ اللعبِ، فحملَ عمرو على عليٍّ (عليهِ السّلام) حملةً مُنكرةً فاتّقاها بحجفتِه، ثمّ ضربَه عليٌّ وسطَه فبانَ نصفُه وبقيَ نصفُه على فرسِه، فقالَ عمرو بنُ العاص: ما هذهِ إلّا ضربةُ عليٍّ، فكذّبَه معاويةُ، فقالَ له عمرو: قُل للخيلِ تحمِل عليه، فإن ثبتَ مكانَه فهوَ عليٌّ بُن أبي طالب، فحملوا عليهِ، فثبتَ لهم ولم يتزعزَع، ثمّ حملَ عليهم فجعلَ يقتلهم حتّى قتلَ منهم ثلاثةً وثلاثينَ رجلاً ».  

الجوابُ: إنّ الروايتينِ مُختلفتانِ في التفاصيلِ وإن اتّفقتا في تنكّرِ أميرِ المؤمنينَ (عليهِ السّلام) بثيابِ غيره، فهناكَ واقعتانِ جرتا لأميرِ المؤمنينَ (عليه السلام)، أحدُها معَ ولدِه العبّاسِ (عليهِ السّلام) والأخرى مع العبّاسِ بنِ الحارث، فلا مسوّغَ لحملِ الروايةِ الأولى على اشتباهِ الرّواة، والخوارزميُّ روى الروايتينِ معاً دونَ تنبيهٍ أو إشارةٍ على الاشتباهِ، وتبعدُ غفلتُه عن اتّحادِ الحادثينِ لو صح.   

الإشكالُ الثاني: أنّ عُمرَ مولانا العبّاسِ (عليهِ السّلام) إذ ذاكَ كانَ صغيراً، فيُستبعَدُ ـ بحسبِ العادة ـ إشراكُه في المعركةِ، كما يُستبعدُ صدورُ مثلِ هذهِ الشجاعةِ والبطولةِ بذاكَ السن.   

الجوابُ: يتعقّلُ مثلُ هذا الاستبعادِ في عامّةِ النّاسِ، وأمّا البيتُ الهاشميّ المعروفُ لدى العربِ بشجاعتِهم صغاراً وكباراً فإنّ آحادَهم ـ كما أفادَ السيّدُ المُقرّمُ في كتابِه [العبّاس ص249] ـ قد فاقوا الكلّ في الفضائلِ جميعاً، وجاؤوا بالخوارقِ في جميعِ المراتبِ، فليسَ منَ البدعِ إذا صدرَ مِن أحدِهم ما يمتنعُ مثله عن الشجعانِ وإن لم يبلغوا مبالغَ الرّجال. فهذا القاسمُ بنُ الحسنِ السبطِ لم يبلُغ الحُلمَ يومَ الطفّ ملأ ذلكَ المشهدَ الرّهيبَ هيبةً.. وهذا عبدُ اللهِ بنُ مسلمٍ بنِ عقيلٍ بارزَ يومَ الطفِّ الألوفَ معَ صغرِ سنِّه حتّى قتلَ منهم ـ على روايةِ محمّدٍ بنِ أبي طالب ـ ثلاثةً وتسعينَ رجلاً بثلاثِ حملات. وهذا محمّدٌ بنُ الحنفيّةِ له مواقفُ محمودةٌ في الجملِ وصفّينَ والنهروان، وكانَت الرايةُ معه، فأبلى بلاءً حسناً سجّلَه التاريخُ وذكرَه الإسلام، وكانَ صغيرَ السنِّ على ما يظهرُ منَ السبطِ في [تذكرةِ الخواص]، وابنُ كثيرٍ في [البدايةِ ج9 ص38]، فإنّهما نصّا على وفاتِه سنةَ 81 عن خمسٍ وستّين، فتكونُ ولادتُه سنةَ 16، ولهُ يومَ البصرةِ الواقعَ سنةَ 36 عشرونَ سنة. وحينئذٍ فلا غرابةَ ولا استبعادَ مِن مواقفِ مولانا العبّاسِ (عليه السّلام) في معاركِ أبيهِ (عليهِ السّلام) وهوَ بسنٍّ صغيرٍ. مع أنّ روايةَ الخوارزميّ نصَّت على أنّه (عليهِ السّلام) « كانَ تامّاً كامِلاً منَ الرّجالِ »، وروايةُ الكبريتِ الأحمرِ على أنّه « يُقدَّر عمرُه بالسبعَ عشرةَ سنة ».  

الإشكالُ الثالث: إنّ روايةَ الخوارزميّ التي تنصُّ على كونِ العبّاسِ (عليه السّلام) تامّاً كاملاً من الرّجال، وأنّ ثيابَه كانَت مُلائمةً لبُنيةِ أبيهِ أميرِ المؤمنينَ (عليهِ السّلام)، وروايةُ الكبريتِ الأحمرِ التي تقدّرُ عمرَه بالسبعَ عشرةَ سنة.. هذه الأمورُ تتنافى معَ ما ذكرَه جملةٌ مِن علماءِ الأنسابِ ـ كما في [المُجدي ص15، سرُّ السلسلةِ العلويّة ص89، عمدةُ الطالب ص356] ـ مِن أنّ سيّدَنا العبّاسَ (عليهِ السّلام) استشهدَ ولهُ أربعٌ وثلاثونَ سنةً. وعلى هذا، يكونُ مولدُه في حدودِ سنةِ 27هـ، وقد كانَت معركةُ صفّينَ في سنةِ 37هـ ومعركةُ النهروانِ سنة 38هـ، فيكونُ عمرُ العبّاسِ إذ ذاكَ عشرَ سنواتٍ أو أحدَ عشرَ سنة.   

الجوابُ: إنّ ما ذكرَه هؤلاءِ النسّابةُ هوَ المشهورُ، وتوجدُ أقوالٌ أخرى تخالفُها، ثمّ يمكنُ الجمعُ بينَ روايتي الخوارزميّ والكبريتِ وبينَ ما ذكرَه أهلُ الأنسابِ بافتراضِ عِظمِ البُنيةِ الجسديّةِ لمولانا العبّاسِ (عليهِ السّلام) التي توحي بكبرِ سنّه، وروايةُ الكبريتِ الأحمرِ تفيدُ أنّه « يُقدَّرُ عمرُه بالسبعَ عشرةَ سنة » لا أنّ ذلكَ على التحقيقِ، وقد يستفادُ هذا ممّا ذكرَه أبو الفرجِ الأصفهانيّ في [مقاتلِ الطالبيّينَ ص55]: « كانَ العبّاسُ رجلاً وسيماً جميلاً، يركبُ الفرسَ المُطهّم ورجلاهُ تخطّانِ الأرضَ، وكانَ يُقالُ لهُ قمرُ بني هاشم ».  

الإشكالُ الرّابع: روايةُ الخوارزميّ لم ينقُلها غيرُه مِن قُدامى المؤرّخينَ، وروايتا الكبريتِ الأحمرِ والخصائصِ العبّاسيّةِ لم ينقُلها المؤرّخونَ القُدامى في مدوّناتِهم التاريخيّةِ، بل هُما مِن رواياتِ المُتأخّرينَ، ولو كانَ العبّاسُ (عليهِ السلام) في صفِّ المُحاربينَ بصفّينَ والنهروانِ لذكرَه المؤرّخونَ القُدامى كالطبريّ والمسعوديّ ونظائرِهم.

الجوابُ: وقد أفادَ المُحقّقُ المظفّرُ في [بطلِ العلقمي ج2 ص185] في جوابِ هذا الإشكالِ: أنّ المؤرّخينَ الذينَ لهم شهرةٌ لم يضبطوا كلّ حادثةٍ، ولم يقفوا على كلِّ قضيّةٍ منَ القضايا التاريخيّةِ، فبعضُ الوقائعِ قد وصلَ إليهم نبأه وبعضُها لم يصل، والذي لم يصِلهم أكثرُ ممّا وصلَ إليهم، وقد فاتَ الطبريّ ما استدركَه عليهِ الجزريّ، وذكرَ المسعوديُّ ما لم يذكُره اليعقوبيّ، وهكذا، فما وصلَ إليهم فقد ذكروه، وما لم يصِل لم يبقَ في طيّ الخفاءِ المُظلم، بل برقَت بارقةٌ مِن ذلكَ العلمِ فأضاءَ لطالبيهِ وأسفرَ لرائديه، فاقتضبوا منهُ شاردةً، واحتبلوا قنصيه، فكانَ كالمُستدركِ على مَن فاتَه العلمُ به.. على أنّ المؤرّخينَ الشهيرين ـ الطبريّ والجزريّ ـ ذكرا أشهرَ رجالِ الإسلامِ شجاعةً وتقدّماً فيمَن حضرَ صفّينَ القعقاعُ بنُ عمرو التميميّ فارسُ العرب.. ولم يضبطا له قصّةً تدلُّ على نباهةِ ذكرِه في تلكَ الحربِ التي تسابقَ فيها أبطالُ الإسلامِ على إحياءِ الذكرِ الخالدِ مع منافسةِ الشرفِ بينَ القطرينِ المُتقابلين، على أنّهما في حربِ الجملِ ذكرَ له في صفِّ عليٍّ (عليهِ السلام) صوتاً وملآ تاريخيهما مِن آثارِه في المغازي والفتوحاتِ الإسلاميّةِ في مُجالدةِ الفُرسِ والرّومان، فأوردا ما يدهشُ الألبابَ ويُحيّرُ الفكر، وفي حربِه معَ عليٍّ (عليهِ السّلام) ذكرا للخاملينَ منَ العربِ أثراً ولم يذكُرا له ولنظيرِه في الشجاعةِ عبيدِ اللهِ بنِ الحرّ الجعفيّ مع زعمِهما أنّه شهدَ مع معاويةَ صفّين، وكذلكَ نظيرَه في الشهرةِ مالكاً بنَ مسمعٍ البكري مع شهرةِ هذينِ الرجلينِ وسيرِ أثرِهما في الحروبِ الإسلاميّة، فإذا جازَ أن يُقالَ أهملا هؤلاءِ الأبطالَ لعدمِ علمِهما بما صدرَ منهما في ذلكَ الموقفِ جازَ مثلُ ذلكَ في العبّاسِ بنِ أميرِ المؤمنينَ (عليهما السلام)، وإذا جازَ أن يُقالَ أنّهما لم يدوّنا كلّما كانَ منَ الوقائعِ لأنَّ في استيفائِها ما يربو على حجمِ الكتابِ بالضعفِ، قُلنا إنَّ موقفَ العباسَ الأكبرَ ممّا لم يدونّاه ودوّنَه علماءُ الفُرس.   

والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.