العَبَّاسُ (ع) كَانَ وَسِيمًا وَجَمِيلًا فِي هَيْئَتِهِ.

      الأَخُ المُحْتَرَمُ.. السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ. 

     لَمْ يَثْبُتْ عَنْ كُلِّ نَقَلَةِ التَّارِيخِ وَالسِّيَرِ وَالمَعَانِي أَنَّهُمْ ذَكَرُوا هَذِهِ الصِّفَةَ (رِجْلَاهُ تَخُطَّانِ الأَرْضَ) عَلَى أَنَّهَا صِفَةٌ قَبِيحَةٌ فِي الشَّخْصِ، فَضْلًا عَنْ ذِكْرِهَا لِلعَبَّاسِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) الَّذِي اتَّفَقَ الكُلُّ عَلَى جَمَالِ هَيْئَتِهِ وَوَسَامَتِهِ، وَلَوْ كَانَ هَذَا الطُّولُ عِنْدَ العَبَّاسِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) شَيْئًا مُنَفِّرًا، لَأَشَارُوا إِلَيْهِ، وَلَوْ عَلَى نَحْوِ الإِسْتِثْنَاءِ، كَأَنْ يَقُولُوا: كَانَ شَخْصًا وَسِيمًا وَلَكِنَّ عِنْدَهُ طُولًا مُفْرِطًا.. بَلْ عَلَى العَكْسِ نَجِدُ كُلَّ النُّقُولَاتِ تَذْكُرُهُ بِالوَسَامَةِ وَالجَمَالِ وَلَمْ تُشِرْ إِلَى أَيِّ عَيْبٍ أَوْ قُبْحٍ فِي هَيْئَتِهِ (سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِ).

     قَالَ أَبُو الفَرَجِ الأَصْفَهَانيُّ عَنْهُ: (كَانَ العَبَّاسُ رَجُلًا وَسِيمًا جَمِيلًا، يَرْكَبُ الفَرَسَ المُطَهَّمَ وَرِجْلَاهُ تَخُطَّانِ فِي الأَرْضِ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: قَمَرُ بَنِي هَاشِمٍ) [مَقَاتِلُ الطَّالِبِيِّينَ: 55].

      وَقَالَ السَّيِّدُ المُقَرَّمُ فِي تَرْجُمَتِهِ: (وَلَمَّا تَطَابَقَ فِيهِ الجَمَالَانِ الصُّورِيُّ وَالمَعْنَوِيُّ قِيلَ لَهُ: "قَمَرُ بَنِي هَاشِمٍ"، حَيْثُ كَانَ يَشُوءُ بِجَمَالِهِ كُلَّ جَمِيلٍ، وَينُذُّ بِطَلَاوَةِ مَنْظَرِهِ كُلَّ أَحَدٍ، حَتَّى كَأَنَّهُ الفَذُّ فِي عَالَمِ البَهَاءِ، وَالوَحِيدُ فِي دُنْيَاهُ، كَالقَمَرِ الفَائِقِ بِنُورِهِ أَشِعَّةَ النُّجُومِ، وَهَذَا هُوَ حَدِيثُ الرُّوَاةِ... (ثُمَّ ذَكَرَ جُمْلَةً مِنْ أَقْوَالِ الرُّوَاةِ فِي جَمَالِهِ وَبَهَاءِ هَيْئَتِهِ)) [العَبَّاسُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) - عَبْدُ الرَّزَّاقِ المُقَرَّمُ -: 131]. 

     وَدُمْتُمْ سَالِمِينَ.