لماذا لم يقم الإمام السجاد (عليه السلام) بالجهاد كما قام أبوه بذلك؟

: اللجنة العلمية

أخي المحترم نعيم السعيدي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

1ـ ليس الجهاد بحمل السلاح فقط، فالجهاد هو بذل الجهد في سبيل قضيةٍ ما، وأكبر شاهدٍ على ذلك القرآن الكريم في دعواته لجهاد النفس، والجهاد بالأموال، والجهاد بالكلام.

2ـ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ((أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر)).

3ـ هناك تصوّر خاطئ بأنّ الإمام الحسين (عليه السلام) كان مبادراً للحرب وسائراً نحوها، وهو تصوّر رسمته كتب التاريخ التي كُتبت أغلبها وفق رؤية السلطان، أو ما رسمته بعض كتب غلاة الشيعة من تصوّرات خاطئة عن الإمام الحسين (عليه السلام) وكل ما أحاط به.

4ـ إنّ الشاهد لنا على قضية الإمام الحسين (عليه السلام) هي كلماته المباركة، فهو القائل: ((وإنّي خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي)).

5ـ إنّ الإمام الحسين (عليه السلام) قد أضطُر للحرب بعد أن أجبر على ذلك، فكان ما كان، ولا يمكن لمثل الإمام الحسين (عليه السلام) في ذلك الموقف أن يجامل أو يهادن فقال: ((لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقر إقرار العبيد)).

5ـ إنّ جهاد الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) هو بإصلاح المجتمع وبسلاح الكلمة والموعظة الحسنة.

قال تعالى: ((ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)) سورة النحل، الآية (125).

6ـ الإمام السجاد كان يؤدي دوره كإمام في الجهاد وإصلاح المجتمع، وأكبر شاهد على ذلك كلماته وأدعيته التي جمعت في كتاب هو (الصحيفة السجادية)، أو ما يشتهر بـ(زبور آل محمد)، والتي لازالت خالدة إلى يومنا الحاضر، بل إنّ الكثير من المصلحين من مسلمين وغيرهم قد استفادوا منها، وبالخصوص رسالة الحقوق التي تعدّ أرقى مواثيق حقوق الإنسان على الإطلاق.

وهناك أسباب قد ذكرتها الكتب التي كُتبت عن حياة الإمام السجاد (عليه السلام)، يمكن مراجعتها.

 

ودمتم في حفظ الله ورعايته