هل تَتمَاشَى الرَّحمَةُ مع النَّصِّ القُرآنِيِّ الَّذي يَدعُو إلى الإرْهَابِ؟!!
إرهَابُ المُسلِمِينَ لغَيرِ المُسلِمِينَ هو مَطلَبٌ رَبَّانِيٌّ بحَسَبِ النَّصِّ القُرآنِيِّ (الأنفَالُ:60)! فهَل تَتمَاشَى الرَّحمَةُ مع الإرْهَابِ؟
الأخُ المُحتَرمُ.. السَّلامُ علَيكُم ورَحمةُ اللهِ وبَركاتُه.
الإرْهَابُ في اللُّغَةِ - كمَا هو مَعلُومٌ - التَّخوِيفُ، وليسَ المُرَادُ مِن الإرْهَابِ في قَولِه تَعَالى: (تُرهِبُونَ به عَدوَّ اللهِ وعَدوَّكَم) في سُورَةِ الأنفَالِ، الآيَةُ 60، هذا المَعنَى الَّذي يَنسَبِقُ إلى الأذهَانِ الآنَ مِن تَخوِيفِ النَّاسِ وإفزَاعِهِم بغَيْرِ حَقٍّ، بل هو تَخوِيفٌ للأعْدَاءِ والمُعتَدِينَ فقط، والآيَةُ الكَرِيمةُ أشَارَتْ بكُلِّ وُضُوحٍ إلى هذا المَعنَى حِينَ نصَّتْ على الجِهَةِ التي يَنبَغِي تَخوِيفُها وهي (عَدوَّ اللهِ وعَدوَّكُم)، فإذنْ هو تَخوِيفٌ للأعْدَاءِ فقط، وتَخوِيفُ الأعْدَاءِ هو مَطلَبٌ عُقلَائِيٌّ تَعمَلُ به كُلُّ شُعُوبِ الأرْضِ وعُقلَائِهَا قَدِيماً وحَدِيثاً، فكُلُّ الدُّوَلِ في عَالَمِنَا اليَومَ تَجِدُها تَستَعرِضُ قُوَّاتَها وتُقِيمُ الفَعَّالِيَّاتِ القِتالِيَّةَ في البَرِّ والبَحْرِ والجَوِّ لغَرَضِ تَخوِيفِ أعْدَائِهم وجَعْلِهِم لا يُفكِّرُونَ بالإعتِدَاءِ عَليْهم، وهذا المَعنَى لا يَتنَافَى مع الرَّحمَةِ، بل هو مِن تَمَامِ العِزَّةِ والكَرَامَةِ البَشرِيَّةِ التي أقَرَّتْها كُلُّ القَوانِينِ الشَّرعِيَّةِ والوَضْعيَّةِ بأنْ يَكُونَ الإنسَانُ على أهِبَّةِ الإستِعدَادِ في الدِّفاعِ عن أرْضِهِ وعِرْضِه وسِيَادَتِه مِن ظُلْمِ الظَّالِمِينَ وجَوْرِ المُستَبدِّينَ.
ودُمتُم سَالِمينَ.
اترك تعليق