هَلْ حَدِيثُ (لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِالذَّبْحِ) المَرْوِيُّ عَنْ النَّبِيِّ (ص) هُوَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ؟
مَا مَدَى صِحَّةِ الحَدِيثِ المَنْسُوبِ لِلنَّبِيِّ (صَلَّى اللهَ عَلَيْهِ وَآلِه): (لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِالذَّبْحِ)؟
الأَخُ المُحْتَرَمُ.. السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
(أَوَّلاً): لَمْ يُرْوَ هَذَا فِي كُتُبِ الشِّيعَةِ الحَديثيَّةِ المُعْتَمَدَةِ، إِنَّمَا ذَكَرَهُ المَجلِسيُّ فِي البِحَارِ (ج16ص116) نَقْلًا عَنْ كَشَفِ الغُمَّةِ لِأَبِي الحَسَنِ عَليِّ بنِ عِيسَى بنِ أَبِي الفَتْح الإربلي.
وَقَدْ صَرَّحَ الإربلِيُّ أَنَّهُ اعْتَمَدَ فِي الغَالِبِ النَّقْلَ عَلَى كُتُبِ الجُمْهُورِ لِيَكُونَ أدعَى إِلَى تَلَقِّيهِ بِالقَبُولِ (ج1ص2).
(ثَانِياً): وَجَدْنَاهُ مَرْوِيّاً فِي كُتُبِ الجُمْهُورِ بِسَنَدٍ حَسَنٍ :
(1) - البَحْرُ الزَّخارُ (ج 6ص483) لِأَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بنِ عَمْرٍو العتكِيِّ المَعْرُوفِ بِالبَزَّارِ (المُتَوَفَّى: 292 هُ).
(2) - مُسْنَدُ أَحْمَدَ (ج2ص218) لِأَبِي عَبْدِ اللهِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَوْفَ نَبُلُّ بنِ هِلَالِ بنِ أَسَدٍ الشَّيْبَانِيِّ (المُتَوَفَّى: 241 هُ).
(3) - الجَمْعُ بَيْنَ الصَّحِيحَيْنِ (ج3ص334) لِأَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ فُتُوحٍ الأزْدِيِّ الحَمِيدِيِّ (المُتَوَفَّى: 488 هُ).
(4) - (صَحِيحُ بنِ حَبَّانَ (ج14ص491) لِأَبِي حَاتمٍ مُحَمَّدِ بنِ حَبَّانَ التَّمِيمِيِّ، الدَّارْمِيِّ، البُستِيِّ (المُتَوَفَّى: 354 ه).
قَالَ ابْنُ أَبِي بَكْرٍ الهَيثَمِي: رَوْاهُ أحْمَدُ وَقَدْ صَرَّحَ ابْنُ إِسْحَاقَ بِالسَّمَاعِ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِه رِجَالُ الصَّحِيحِ( مَجْمَعُ الزَّوَائِدِ وَمَنْبَعُ الفَوَائِدِ ج6ص9).
(ثَالِثاً): (حَمَلُوا الحَدِيثَ عَلَى أَشْخَاصٍ مَعْنِيِّينَ وَهُمْ كُفَّارُ قُرَيْشٍ الَّذِينَ آذَوْا النَّبِيَّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ).. وَيَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَبَارَكَ اسْمُهُ: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107)) [الأنبِيَاء:107].. وَأَنَّهُ (صَلَّى اللهَ عَلَيْهِ وَآلِهِ) عَفَى عَنْ كُبرَائِهِم يَوْمَ المَقْدِرَةِ وَالمُكْنَةِ فِي فَتْحِ مَكَّةَ حَتَّى اشْتَهَرَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ) (صَحِيحُ مُسْلِمٍ ج5ص170).
وَدُمْتُمْ سَالِمِينَ.
اترك تعليق