الغَرَضُ مِنْ الإمْتِحَانَاتِ الدُّنيَوِيَّةِ.

سُؤَالٌ: تَقُولُونَ: إنَّ الحَيَاةَ الدُّنْيَا مُجَرَّدُ امْتِحَانٍ وَابْتِلَاءٍ. فَهَلْ مِنْ العَدْلِ أَنْ يُضَحِّيَ الإِلَهُ بِحَيَاةِ أخَرِينَ لِيَخْتَبِرَ إِيمَانَهُمْ، كَحَالَةِ مَوْتِ الأَطْفَالِ؟

: اللجنة العلمية

     الأَخُ المُحْتَرَمُ.. السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ. 

     يُمْكِنُ بَيَانُ الجَوَابِ عَنْ هَذَا الإسْتِفْهَامِ مِنْ جِهَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ:

   1- إِنَّ كَوْنَ الدُّنْيَا مُجَرَّدُ امْتِحَانٍ لَيْسَ بتَامٍّ، فَكَثِيرَةٌ هِيَ النُّصُوصُ الشَّرْعِيَّةُ الَّتِي تَمْتَدِحُ الدُّنْيَا وَتَصِفُهَا بِأَنَّهَا مَزْرَعَةُ الآخِرَةِ، وَأَنَّ فِيهَا مُصَاحَبَةُ الإِخْوَانِ، وَصِلَةُ الأَرْحَامِ، وَإِعَانَةُ الإِخْوَانِ، وَنَدَبَتْ كَثِيراً إِلَى تَكْثِيرِ الأَوْلَادِ، وَالحَثِّ عَلَى التَّكسُّبِ، وَالتَّوْسِعَةِ عَلَى العِيَالِ، وَنَهَتْ عَنْ الرَّهْبَانِيَّةِ فِي الدِّينِ، وَعَنْ تَرْكِ التَّفَاعُلِ مَعَ المُجْتَمَعِ وَالنَّاسِ وَ وَ وَ وَ.. فَرَاجِعْ: مِيزَانَ الحِكْمَةِ تَحْتَ عُنْوَانِ "الدُّنْيَا" فَسَتَجِدُ عَشَرَاتِ الأَحَادِيثِ الدَّالَّةِ عَلَى ذَلِكَ.

    2 - إِنَّ كَوْنَ مَوْتِ الأَطْفَالِ بِدَاعِي الإمْتِحَانِ أَوَّلَ الكَلَامِ، فَإِنْ كَثِيراً مَا يَحْصُلُ مَوْتُهُمْ بِسَبَبٍ طَبِيعِيٍّ نَاتِجٍ عَنْ تَقْصِيرٍ مِنْ الوَالِدَينِ فِي مُرَاعَاتِ مَا يَضُرُّ الأَطْفَالَ حَالَ الحَمْلِ مِمَّا يُسَبِّبُ مَوْتَهُمْ، كَتَنَاوُلِ بَعْضِ الأَدْوِيَةِ وَبَعْضِ الأَطْعِمَةِ أَوْ عَدَمِ تَهْيِئَةِ العِلَاجِ المُنَاسِبِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ أَسْبَابٍ.

    3 - إِنَّ بَيَانَ الوَعْظِ وَالإِرْشَادِ لِلنَّاسِ لَهُ طَرِيقٌ طَبِيعِيٌّ وَهُوَ إِرْسَالُ الرُّسُلِ وَالأَنْبِيَاءِ، وَأَلِفَاتُ نَظَرِ النَّاسِ إِلَى مَا تَؤُولُ إِلَيْهِ عَاقِبَةُ مَنْ يَعْمَلُ الخَيْرَ وَعَاقِبَةُ مَنْ يَعْمَلُ السُّوءَ، وَلَيْسَ المَوْتُ مِنْ الأَسَالِيبِ الإِرْشَادِيَّةِ مِنْ قِبَلِ الشَّرْعِ الحَنِيفِ.

     وَدُمْتُمْ سَالِمِينَ.