سلسلة سؤال وجواب حول التوحيد (1)
وهو من المباحث العقائدية الرئيسية، بل العمدة فيها، وهو من أشرف العلوم، فلا بد من الإهتمام به جيداً، وأخذه من مصادره الصحيحة، ليحصل القطع به، لأنّه قوام الدّين، وأساسه المتين، لذا في الإستدلال على أي مطلبٍ فيه، لا بد أنْ يراعى الأدلة التي تورث اليقين، والدليل على أهميته أنّ أكثر اختلاف أهل الملل والنحل ناشئ من هذا الأصل الإعتقادي.
س1: ما معنى التوحيد؟ج: هو الإعتقاد الجازم بأنّ الله تعالى هو الخالق لهذا الكون واحدٌ في ذاته (أي لا شريك له) وبسيط غير مركب، وواحدٌ في صفاته (أي لا تعدد في صفاته، أي صفاته عين ذاته) ومتفردٌ في الربوبية (لا ربَّ غيره) ومتفردٌ في الخالقية (لا خالق غيره) ومتفردٌ في العبودية (لا معبود سواه).
فالتوحيد معناه: أنْ نؤمنَ بأنّ الله تعالى واحدٌ في ذاته وفي صفاته وفي أفعاله، كذلك في الاستعانة والتوكل عليه سبحانه، وكذلك هو واحد في التشريع.
س2: هناك داءان خطيران تسربا إلى المجتمعات البشرية ما هما؟ج: الأول: الإلحاد: وأدلة التوحيد تدفعه تماماً، والتي نجزم بصحتها، وأنّ هناك خالقاً لهذا الكون متصفٌ بصفات الكمال، ومنزه عن صفات النقص.
والثاني: الشرك: وهو لا يقل عن الكفر، بل هو مقدمة للكفر، والخروج عن العقيدة السليمة.
س3: ما أقسام التوحيد؟ج: ينقسم التوحيد إلى أقسام عدّة:
القسم الأول: التوحيد الذاتي: هو الإعتقاد بأنّ الله سبحانه وتعالى بسيط غير مركب، واحدٌ لا شريك له.
وهو على قسمين:
الأول/ التوحيد الذاتي الأحدي: وهو الإعتقاد بأنّ الله تعالى بسيط غير مركب، والبسيط: ما لا جزء له، والمركب: ما له جزء أو أجزاء.
وبعبارة أخرى: البساطة تلازم الغنى، والتركيب يلازم الاحتياج.
س4: هل الواجب سبحانه مركب أم بسيط؟ مع بيان الدليل؟ج: بل قطعاً هو بسيطٌ.
وقد ذكروا عدة أدلة عقلية نذكر دليلاً واحداً:
الدليل: لو كان الواجب مركباً، لأحتاج إلى أجزاءه، والتالي باطل فالمقدم مثله في البطلان (بمعنى إذا ثبت بطلان التالي يثبت بطلان المقدم).
بيان الملازمة: فِلما تقدم من أنّ المركب ما له جزء، ولا يخرج إلى الوجود إلا في حاله إجتماع أجزاءه، وقد ثبت أنّ المحتاج إلى الغير ممكن وليس واجباً، فإذا فرضنا أنّ الله تعالى محتاجٌ صار ممكناً، وهذا خلاف ماتقدم إثباته سابقاً من أنّه تعالى واجب الوجود لذاته، وغير محتاج إلى الغير قطعاً، ثبت بذلك بطلان التالي فيثبت قطعاً بطلان المقدم (كونه مركب)، فالصحيح أنّه تعالى بسيط وليس مركب.
أو قل:
المركب محتاج إلى الغير ..........................................................(1)
والمحتاج إلى الغير ممكن ..........................................................(2)
المركب ممكنٌ، وبما أنّ الله واجب إذن ليس بمركب ...........(النتيجة).
القسم الثاني/التوحيد الذاتي الواحدي: وسيأتي الكلام عنه لاحقاً.
اترك تعليق