هَلْ نَزَلْتَ (عَبَسَ وَتَوَلَّى) فِي النَّبِيِّ (ص)؟!!
جلِيلٌ: نُزُولُ (عَبَسَ وَتَوَلَّى) فِي النَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يَنْتَقِصُ مِنْهُ. نَقُولُ: لَيْسَ فِي ذَلِكَ أَيُّ انْتِقَاصٍ، وَقَدْ تَبَيَّنَ لَنَا مِمَّا سَبَقَ أَنَّ عِصْمَةَ الأَنْبِيَاءِ (عَلَيْهِمْ السَّلَامُ) هِيَ فِي التَّنْزِيلِ، كَمَا أَنَّهُمْ مَعْصُومُونَ مِنْ الكَبَائِرِ، وَلَيْسَ فِي ذَلِكَ أَيُّ انْتِقَاصٍ مِنْهُمْ. (عَبَسَ وَتَوَلَّى) نَزَلَتْ فِي عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ. نَقُولُ: وَكَيْفَ تَنْزِلُ سُورَةٌ كَامِلَةٌ مُكَمَّلَةٌ عَلَى رَجُلٍ غَيْرِ النَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)؟ فَهَذَا مِنْ أَعْجَبِ مَنْ سَمِعْتُ!! أَيُعْقَلُ أَنْ تَنْزِلَ سُوَرَةٌ كَامِلَةٌ عَلَى عُثْمَانَ بِسَبَبِ خَطَأٍ ارْتَكَبَهُ!!؟ وَلِمَاذَا لَمْ تَنْزِلْ عَلَى بَقِيَّةِ الصَّحَابَةِ الَّذِينَ أَخْطَئُوا أَيْضًا!! وَلَا أَدْرِي كَيْفَ يُفَسِّرُ قَوْلَ إِمَامِهِ الَّذِي يَعْتَبِرُهُ مَعْصُومًا وَهُوَ الصَّادِقُ أَنَّهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) إِذَا رَأَى عَبْدَ اللهِ بْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ قَالَ: "مَرْحَبًا مَرْحَبًا! لَا وَاللهِ، لَا يُعَاتِبُنِي اللهُ فِيكَ أَبَدًا" وَكَانَ يَصْنَعُ بِهِ مِنْ اللُّطْفِ حَتَّى كَانَ يَكُفُّ عَنْ النَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) مِمَّا يَفْعَلُ بِهِ. "المَجْمَعُ ج 5 ص (437). وَبِحَارُ الأَنْوَارِ ج 17 ص (77) وَنُورُ الثِّقْلَيْنِ لِلْحويزِيِّ ج 5 ص (59) وَتَفْسِيرُ المِيزَانِ للطَّبَاطَبَائِيِّ ج 2 ص (24) وَتَفْسِيرُ البُرْهَانِ ج 3 ص (161) وَمَجْمَعُ البَحْرَيْنِ للطُّرَيْحِيِّ ج 3 ص (112).
الأَخُ جَلِيلٌ المُحْتَرَمُ.. السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
مِنْ المَعْرُوفِ عَنْ الأَئِمَّةِ (عَلَيْهِمْ السَّلَامُ) أَنَّ الآيَةَ المَذْكُورَةَ (عَبَسَ وَتَوَلَّى..) نَزَلَتْ فِي رَجُلٍ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ، وَفِي بَعْضِهَا صَرَّحَتْ بَاسْمِهِ وَقَالَتْ هُوَ: عُثْمَانُ. [رَاجِعْ: تَفْسِيرَ الْقُمِّيِّ ج2 ص405 وَتَفْسِيرَ البُرْهَانِ ج4 ص427 وَ428 وَتَفْسِيرَ نُورِ الثِّقْلَيْنِ ج5 ص508 وَ509 وَمَجْمَعَ الْبَيَانِ ج10 ص437].
وَأَمَّا مَا وَرَدَ عَنْ الإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) :(كَانَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) إِذَا رَأَى عَبْدَ اللهِ بْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ قَالَ: "مَرْحَبًا مَرْحَبًا! لَا وَاللهِ، لَا يُعَاتِبُنِي اللهُ فِيكَ أَبَدًا)، فَهُوَ يُحْمَلُ عَلَى التَّعْرِيضِ بِالشَّخْصِ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ الآيَةُ الكَرِيمَةُ، وَكَانَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) يُرِيدُ أَنْ يَقُولَ: لَا وَاللهِ، لَا يُعَاتِبُنِي اللهُ فِيكَ أَبَدًا، وَلَا أُعَامِلُكَ كَمَا عَامَلَكَ فُلَانٌ.
تَقُولُ: وَمَا هُوَ الوَجْهُ فِي حَمْلِ هَذِهِ الرِّوَايَةِ عَلَى التَّعْرِيضِ دُونَ نِسْبَةِ العَبْسِ إِلَى النَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ)؟!!
نَقُولُ :وَجْهُ الحَمْلِ لِجِهَتَيْنِ:
الأُولَى: لِمَحَلِّ الجَمْعِ العُرْفِيِّ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الرِّوَايَاتِ الأُخْرَى الوَارِدَةِ عَنْ أَئِمَّةِ أَهْلِ البَيْتِ (عَلَيْهِمْ السَّلَامُ) فِي نُزُولِهَا بِحَقِّ عُثْمَانَ.
الثَّانِيَةُ: لِمَحَلِّ القَطْعِ بِعِصْمَتِهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) الثَّابِتَةِ عِنْدَ الأَئِمَّةِ (عَلَيْهِمْ السَّلَامُ) وَشِيعَتِهِمْ، فَيُؤَوَّلُ كُلُّ حَدِيثٍ مُخَالِفٍ لِهَذَا القَطْعِ، أَوْ يُضْرَبُ بِهِ عَرْضُ الجِدَارِ، لِكَوْنِهِ مِنْ أَخْبَارِ الآحَادِ، والآحَادُ لَا تُعَارِضُ المَقْطُوعَ مُطْلَقًا.
وَدُمْتُمْ سَالِمِينَ.
اترك تعليق