ما معنىٰ الحديثُ المعلَّقُ؟

محمَّد/الكويت/ السَّلامُ عليكُم: ما معنى الحديثُ المعلّقُ؟ وهل يعتبر مِنَ الأَحاديثِ الضَّعيفةِ أَو الصَّحيحةِ، أَرجو توضيحَ ذلكَ؟

: اللجنة العلمية

 الأَخ محمَّد المحترمُ، السَّلامُ عليكُم ورحمةُ ٱللهُ وبركاتُهُ

فيما يَتعلَّقُ بِسؤالكَ، فَنَوَدُّ أَن نُبيِّنَ أَنَّ الحديثَ المعلَّقَ مِن حيثُ الُّلغةِ، هو اسمُ مَفعولٍ مِن علَّق الشَّيءَ بالشَّيءِ، أَي ناطَهُ وربطَهُ به، وجعلَهُ معلَّقاً (أُنظُر لسانَ العربِ  لِابْنِ مَنظور، والمعجم الوسيط)، وأَمَّا في اصْطلاحِ أَهلِ الحديثِ فهُو الحديثُ الَّذي حُذِفَ مِن مَبدأِ إِسنادِهِ راوٍ واحدٌ فأَكثرَ على التًّوالي (أُنظُر: علومَ الحديثِ لِابْنِ الصَّلاحِ، الصَّفحة 69), مثاله:  قولُ البُخارِيِّ في (صَحيحهِ), رقم الحديثِ (243): وقال عَفَّان: حدَّثنا صَخْرُ بنُ جُوَيرة عن نافع عن ابْنِ عُمر, أَنَّ النَّبِيّ (ص) قال: أَرآني أَتَسَوَّكُ بسِوَاكٍ، فجاءني رَجُلَانِ، أَحدُهُما أَكبرُ مِنَ الآخرِ، فناولتُ السِّواكَ الأَصغرَ مِنهما، فقيل لي: كَبِّرْ، فدفعتُهُ إِلى الأَكبر مِنهما. لاحِظْ أَنَّ البُخَارِيَّ هُنا قد علَّق هذا الحديثَ الَّذي بينَهُ وبينَ عَفَّان؛ وذلكَ لأَنَّ البُخَارِيَّ لم يُدرِكْ عَفَّان، إِنَّما يَروي عنهُ بالواسطةِ. ثُمَّ إِنَّ الحديثَ المعلَّقَ بحُكمِ الحديثِ المُنقَطعِ الضَّعيفِ؛ وذلكَ لِلجَهلِ بحالِ الرَّاوي أَو الرُّواةِ السَّاقِطِينَ مِنَ الْإِسْنادِ. نَعَم يُستثنَى مِن هذا الحُكمِ بعضُ الأَحاديثِ المعلَّقةِ الَّتي عُرِفَ فيها الواسطةُ المفقودةُ أَو السَّاقِطةُ، كما هو الحالُ مع الأَحاديثِ المعلّقةِ في صَحيح البُخَارِيِّ، أَو في صَحيح مُسلمٍ أَو في غيرِهِما، فمثلاً: الأَحاديثُ المعلَّقةُ في صَحيحِ البُخَارِيِّ إعتَنَى بها الحافظُ ابْنُ حَجَرٍ العَسْقَلَانِيُّ، فَبيَّنَ الواسطةَ السَّاقِطةَ منها, وأَفردَ لها كِتاباً خاصّاً سَمَّاهُ (تغليقَ التَّعليقِ), وأَمَّا الأُحاديثُ المعلَّقةُ في صَحيحِ مُسلمٍ فَقَدِ اعْتَنَى بها الحافظُ أَبو عَلِيٍّ الغَسَّانِيُّ، والحافظُ ابْنُ الصَّلَاحِ. 

 ودُمتُم سَالِمينَ.