وفاةُ رسولِ اللهِ (صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّمَ) والحقيقةُ في قراءةِ الإسلامِ

ابو فاطمة الموصلي‏/: السّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ: هناكَ أقلامٌ مأجورةٌ تصدّتْ لتشويهِ صورةِ الإسلامِ المُحمّديّ وها هوَ أحدهُم جعلَ مِنَ الرّسولِ الأعظمِ زيرَ نساءٍ حيثُ يقولُ إنّهُ عندَ وفاتهِ صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ إنتقلَ الى بيتِ إحدى زوجاتهِ وطردَ النّاسَ مِنَ الغرفةِ ونامَ على صَدرِهَا، هل يعقلُ هذا؟ ومَا حقيقةُ وفاةِ الرّسولِ؟ جزاكمُ اللهُ خيرَ جزاءِ المحسنينَ.

: اللجنة العلمية

الأخُ أبو فاطمةَ المحترمُ، عليكمُ السّلامُ ورحمةُ اللهِ وبركاتهُ 

جاءَ فِي كتابِ "الصّحيحُ مِن سيرةِ النّبيِّ الأعظمِ (صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّمَ)" للسّيّدِ جعفرٍ مرتضى العامليّ، عَن كيفيّةِ وفاةِ رسولِ اللهِ (صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّمَ)، ما نصُّهُ: (أحداثُ الوفاةِ في النّصوصِ والآثارِ: توفيَّ فِي بيتِي بينَ سحرِي ونحرِي: عَن عائشةَ قالت: «إنَّ مِن أنعُمِ اللهِ عليَّ أنَّ رسولَ اللهِ «صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّمَ» توفيَّ فِي بيتِي وبينَ سحرِي ونحرِي».

وفِي روايةٍ: «بينَ حاقِنتِي وذاقِنتِي».

وفِي روايةٍ: «وجمعَ اللهُ بينَ ريقِي وريقهِ عندَ موتهِ».

وفِي روايةٍ: «دخلَ عليَّ عبدُ الرّحمنِ وبيدهِ السّواكُ وأنا مسنِدَةٌ رسولَ اللهِ «صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّمَ» إلى صدري، فرأيتهُ ينظرُ إليهِ، فعرفتُ أنّهُ يحبُّ السّواكَ، فقلتُ: آخذهُ لكَ، فأشارَ برأسهِ، أي نعم، فقصَمتهُ ثمَّ مضَغتهُ ونقضتهُ فأخذهُ، فاستنَّ بهِ أحسنَ مَا كانَ مُسْتَتِنَاً.

ونقولُ:

إنَّ هذا الكلامَ غيرُ صحيحٍ، فإنَّ نفسَ النّبيِّ «صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّمَ» قَد فاضَتْ وهوَ على صدرِ عليٍّ أميرِ المؤمنينَ «عليهِ السّلامُ»، ويدلُّ على ذلكَ مَا يلي:

1 - إنَّ عليّاً «عليهِ السّلامُ» يقولُ: «فلقَد وسدتكَ فِي ملحودةِ قبركَ، وفاضَتْ بينَ سحرِي وصدرِي نفسُكَ، إنَّا للهِ وإنَّا إليهِ راجعونَ.

2 - وقالَ «عليهِ السّلامُ»: «إنَّ آخرَ مَا قالَ النّبيُّ: الصّلاةُ، الصّلاةُ، إنَّ النّبيَّ «صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّمَ» كانَ واضعاً رأسهُ في حِجري، فلم يزَلْ يقولُ: الصّلاةَ، الصَّلاةَ، حتّى قُبِضَ».

3 - وقالَ «عليهِ السّلامُ» أيضاً: «ولقَد قُبِضَ رسولُ اللهِ «صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّمَ» وإنَّ رأسَهُ لعلى صدري».

4 - وفِي خطبةٍ لهُ «عليهِ السّلامُ» قالَ: «.. ولقَد قُبِضَ النّبيُّ «صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّمَ» وإنَّ رأسَهُ لفِي حجري، ولقَد وليتُ غسلهُ بيدي، تُقلّبُهُ الملائكةُ المقرّبونَ معِي..».

5 - مَا رواهُ إبنُ سعدٍ بسندهِ إلى الشّعبيِّ، قالَ: «توفيَ رسولُ اللهِ «صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّمَ»، ورأسهُ فِي حجرِ عليٍّ» ومثلهُ عَن أبي رافعٍ). انتهى [الصّحيحُ مِن سيرةِ النّبيِّ الأعظمِ صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّمَ ، ج22 ص 336].

هذا بالنّسبةِ إلى وفاةِ رسولِ اللهِ (صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّمَ)، وكذلكَ الحالُ بالنّسبةِ لبقيّةِ الأحداثِ، سواءٌ مِن ناحيةِ السّيرةِ الشّخصيّةِ للنّبيِّ الأعظمِ (صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّمَ) أو بقيّةَ أمورِ الإسلامِ فِي الفقهِ والأصولِ فإنّهُ توجدُ قراءتانِ للإسلامِ وليسَ قراءةٌ واحدةٌ، القراءةُ التي قدَّمَتهَا المدرسةُ السّنيّةُ والقراءةُ التي قدَّمتهَا المدرسةُ الشّيعيّةُ، ومَا تجدهُ مِن مثالبَ بحقِّ النّبيِّ الأعظمِ (صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّمَ) فِي المواقِع الإعلاميّةِ للغربِ وغيرهِ إنَّمَا هيَ جاءَت مِنَ القراءةِ السّنيّةِ للأسفِ، التي قدّمَتْ أعظمَ شخصيّةٍ عرَفتهَا البشريّةُ بهذهِ الصّورةِ المشوّهةِ للنّاسِ، وقَد عالجَ كتابُ "الصّحيحِ مِن سيرةِ النّبيِّ الأعظمِ" صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّمَ الكثيرَ منهَا.

ودمتُم سالِمينَ.