هل كيانُ أبو عمرة ( رئيسُ شرطةِ المختارِ الثقفي ) شخصيّةٌ حقيقية ؟!!
فراس جواد سلامٌ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتهُ شخصيّةُ أبا عمرةَ كيان الذي يَنصرُ المختارَ الثقفيَ هل هوَ شخصيّةٌ حقيقيّةٌ هل هو حقاً منَ المناصرينَ والآخذينَ بحقّ الإمامِ الحسينِ عليهِ السّلام؟
عليكُم السّلامُ ورحمةُ اللهِ وبركاتهُ كيان أو كيسان أبو عمرةَ ، شخصيّةٌ حقيقيّةٌ وردَ ذكرُها في التّاريخِ في الحوادثِ التي رافقتْ ظهورَ حركةِ المختارِ وثورتهِ في الأخذِ بثأرِ الإمام الحسينِ ( عليهِ السّلام ) ، فقد ذكرَ الطبريُّ في تاريخهِ في حوادثِ سنةِ 66هـ : (( وأصابَ المختارُتسعةَ آلافِ ألفٍ في بيتِ مالِ الكوفةِ فأعطى أصحابَهُ الذينَ قاتلَ بهم حينَ حصرَإبنَ مطيعٍ في القصرِ وهم ثلاثةُ آلافٍ وثمانمائةِ رجلٍ كلَّ رجلٍ خمسمائةَ درهمٍخمسمائةَ درهم وأعطى ستةَ آلافٍ من أصحابهِ أتوهُ بعدَ ما أحاطَ بالقصرِ فأقاموا معهُتلكَ الليلةَ وتلكَ الثلاثةَ الأيّامِ حتّى دخلَ القصرَ مائتينِ مائتين وإستقبلَ النّاسَبخيرٍ ومَنّاهمُ العدلَ وحسنَ السّيرةِ وأدنى الأشرافِ فكانوا جُلساءَهُ وحُدّاثَهُوإستعملَ على شرطتهِ عبدَ اللهِ بنَ كاملٍ الشّاكري وعلى حرسهِ كيسانَ أبا عمرةَمولى عرينةَ )) [ تاريخُ الطّبري 4: 509]وفي موردٍ آخرَ يذكرُ الطبريُّ عن حركةِ المختارِ : (( وبعثَأبا عمرةَ صاحبَ حرسهِ فساروا حتْى أحاطوا بدارِ خولي بنِ يزيدٍ الأصبَحيوهوَ صاحبُ رأسِ الحسينِ الذي جاءَ به فاختَبى في مخرجهِ فأمرَ معاذُ أبا عمرةَ أنْيطلبَهُ في الدّارِ فخرجتْ إمرأتهُ إليهم فقالوا لها أينَ زوجُكِ فقالتْ لا أدري أينَ هووأشارتْ بيدِها إلى المخرجِ فدَخلوا فوجدوهُ قد وضعَ على رأسهِ قوصرةً فأخرجوهُوكانَ المختارُ يَسيرُ بالكوفةِ ثمّ إنّهُ أقبلَ في أثرِ أصحابهِ وقد بعثَ أبو عمرةَ إليهِ رسولاًفإستقبلَ المختارُ الرّسولَ عندَ دارِ أبي بلالٍ ومعه إبنُ كاملٍ فأخبرهُ الخبرَ فأقبلَالمختارُ نحوَهم فإستقبلَ بهِ فرَدَدهُ حتّى قتلهُ إلى جانبِ أهلهِ ثم دعا بنارٍ فحرَقهُ ثمّ لم يبرَح حتّى عادَ رماداً ثمّ إنصرفَ عنهُ وكانتِ امرأتهُ من حضرتْ موتهُ يُقالُ لها العيوفُ بنتُ مالكٍ بنِ نهارٍ بنِ عقرب وكانتْ نصبَتْ لهُ العداوةَ حينَ جاءَ برأسِ الحسين )) [ تاريخُ الطبري 4: 531]وبنفسِ ما أفادَهُ الطبريُّ أفادهُ إبنُ الأثيرِ في تاريخهِ أيضاً [ انظر الكاملَ في التّاريخ 4: 227] وأيضاً ذكرهُ إبنُ كثيرٍ في " البدايةِ والنّهاية " في أحداثِ حركةِ المختارِ وثورتهِ، قال : (( وإذا سيّدهُ أبو عمرةَ أميرُ حرسِ المختارِ ، وهو قد ركبَ في طلبِ شمر ، فدلّهُ العلجُ على مكانهِ فقصدَهُ أبو عمرةَ ، وقد أشارَ أصحابُ شمرٍ عليهِ أن يتحوّلَ من مكانهِ ذلكَ ، فقال لهم : هذا كلّهُ فرقٌ منَ الكذّابِ ، واللهِ لا أرتحلُ منْ ههنا إلى ثلاثةِ أيّامٍ حتّى أملأ قلوبَهُم رُعباً فلمّا كانَ اللّيلُ كابسَهُم أبو عمرةَ في الخيلِ فأعجلَهُم أنْ يَركبوا أو يلبسوا أسلحَتهم )) [ البدايةُ والنّهاية 8: 297]فهذهِ هيَ أهمُّ المصادرِ التّاريخيّةِ ، والتي عليها المعتمدُ في توثيقِ الأحداثِ والأخبارِ تذكرُ شخصيّتهُ وتشيرُ إلى منصبهِ ودَورهِ في حركةِ المختارِ وثورتهِ التي ثارَ فيها طلباً لثأرِ الحسينِ ( عليهِ السّلام ) ، فهو شخصيّةٌ حقيقيّةٌ لا شكّ في ذلكَ من هذهِ النّاحية .ودُمتُم سالِمين
اترك تعليق