سلسلة سؤال وجواب حول العدل الإلهي (6)
أفعاله تعالى غير معللّة بالغايات (رأي الأشاعرة)
س1: هل يوجد مخالف في أنّ لأفعاله تعالى غايةً وغرضاً؟
ج: نعم ذهب الأشاعرة إلى أنّ الله تعالى لا يفعل لغرضٍ وغايةٍ، أي أنكروا كون أفعاله معللة بالغايات.
س2: ما هو دليلهم على ذلك؟ وكيفية الردّ عليهم؟
ج: قالوا:
أولاً: لو كان فعل الله تعالى فيه غايةً وغرضاً لكان ناقصاً مستكملاً بذلك الغرض، والتالي باطل فالمقدم مثله في البطلان.
بيان الملازمة:
إذا كان فعله تعالى متوقفاً على الغرض والغاية فمعناه أنّ فعله ناقص وقد أكمله بهما.
بطلان التالي: إنّ الله تعالى غني لا يحتاج إلى شيء، فيثبت عدم احتياج فعله إلى الغرض والغاية.
ويرد عليهم: لو كانت الغاية والغرض يعود نفعهما إليه تعالى لصح ما ذكروه، والحال، إنّ الفائدة تعود إلى الموجودات المخلوقة، التي هي من أفعاله تعالى، ضمن نطاق النظام الأصلح والأتم.
ثانياً: لو كانت أفعاله تعالى لا تكون إلا لغرض أو غاية، معناه أنّ فعله موقوف على واسطة وهي الغرض والغاية، وهذا تحديد لفعله تعالى، وحيث أنّ هذا باطل، لأنّه تعالى فاعل لجميع الأشياء ابتداءً وبلا واسطة فيثبت بطلان ما فرض أولاً.
ويرد عليهم: إنّ الغرض ليس خارجاً عن الفعل، وليس الفعل متوقف عليه، بل الفعل الصادر منه تعالى متصف بوصفٍ إمّا العبث وإمّا الهدف، وحيث إنّ الأول باطل، فيثبت الثاني جزماً، وأمّا ما ذكروه فليس صحيحاً، إذ فعله لم يتوقف على شيء، بل الغاية والغرض كامنةٌ في فعله تعالى.
اترك تعليق