هل امر ولاية ال بيت رسول الله عامة بشخص فقط يتوجب على اتباعه او ان يكون الاتباع في كل بلد امام كما هو حاصل؟
بسام البخيتي من اليمن
لا ريب في أن ولاية عموم المؤمنين هي ولاية المحبة والاتحاد والمودة، ولذا يقول الحق تبارك وتعالى { الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ } وقد وصف تعالى تآزر اليهود والنصارى واتحادهم في الأهداف والغايات بقوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} المائدة : 51.
فالمراد بالولاية هاهنا هي ولاية المحبة المستلزمة لتقارب نفوسهم، وتجاذب أرواحهم المستوجب لاجتماع آرائهم على اتباع الهوى، والاستكبار عن الحق وقبوله، واتحادهم على إطفاء نور الله سبحانه، وتناصرهم على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والمسلمين كأنهم نفس واحدة ذات ملة واحدة، وليسوا على وحدة من الملية لكن يبعث القوم على الاتفاق، ويجعلهم يدا واحدة على المسلمين.
وأما ولاية العترة الطاهرة على رأسها خاتم الأنبياء والمرسلين (صلى الله عليه واله) فهي الأولوية بالتصرف، بمعنى أنه أولى بالتصرف بنفوس المؤمنين وأموالهم من أنفسهم، ولذا قال الحق جل وعلا (النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ) الأحزاب : 6.
وقد قال (صلى الله عليه واله) في حجة الوداع :« ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم »
ولا ريب في دلالة هذا النص على أنّه صلّى الله عليه وآله وسلّم أولى من المؤمنين بالتصرف مطلقاً ، فإنّ هذه الجملة متّخذة ـ من الآية الكريمة في القرآن العظيم ... وهي تدلّ على الأولويّة بالتصرّف .
وما ثبت للنبي من ولاية فهو ثابت لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) دليل ذلك أنه بعد أن جعلهم يقرون بأولويته في التصرف في أنفسهم بنص الحديث المتقدم، عطف (صلى الله عليه بالقول (فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه) ما يعني أن أمير المؤمنين (عليه السلام) هو كذلك أولى بالتصرف في نفوس المؤمنين بنص كلام رسول الله (صلى الله عليه واله)
اترك تعليق