هل حديث ( علي وشيعته هم الفائزون ) خبر آحاد ؟ فإن كان كذلك فهل يمكن إبراز حديث صحيح السند من كتب السنة في ذلك ، ام انه حديث تحقق فيه التواتر فلا نناقش في اسانيده ؟

: اللجنة العلمية

السلام عليكم ورحمة الله

1 ـ بالنّسبةِ لهذا الحديثِ بهذهِ الألفاظِ فهوَ ممّا طفحَت بهِ كتبُ أهلِ السّنّةِ، وأمّا خوضُ بعضِهم في بعضِ طُرقِه فهوَ نابعٌ عَن تمحُّلٍ صرفٍ، سيّما وأنَّ الحديثَ واردٌ موردَ رواياتِ التّفسيرِ، فقَد أخرجَ الحاكمُ في كتابِه شواهدِ التّنزيلِ بالإسنادِ إلى عليٍّ قالَ : حدّثني رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وآلِه وسلّمَ وأنا مُسنِدُه إلى صدري ، فقالَ : (( يا عليّ أما تسمعُ قولَ اللهِ عزَّ وجلَّ ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) هُم أنتَ وشيعتُك ، وموعِدي وموعدُكم الحوضُ ، إذا إجتمعَتِ الأممُ للحسابِ تُدعَونَ غُرّاءَ مُحجّلينَ.  شواهدُ التّنزيلِ للحاكمِ الحسكانيّ ج 22 حديث 1125 . ثمَّ إنَّ القومَ قَد قبلُوا ثلاثةَ علومٍ مِن دونِ شرطِ الإسنادِ فضلاً عنِ الصّحّةِ، أحدُها علمُ التّفسيرِ، فقَد نقلُوا عَن أحمدَ بنِ حنبلٍ قولُه :  (ثلاثةٌ ليسَ لها أصلٌ: التّفسيرُ والملاحمُ والمغازي) قالَ الزّركشيّ تعليقاً على هذا المقطعِ : قالَ المُحقّقونَ مِن أصحابِه: مُرادُه أنَّ الغالبَ أنّهُ ليسَ لها أسانيدُ صحاحٌ مُتّصلةٌ. راجِع البُرهان  2/156 2 ـ على أنّهم لو لَم يقبلُوا ما تقدّمَ فهذهِ روايةٌ مِن طُرقِهم صحيحةٌ صريحةٌ بهذا المعنى، قالَ الحاكمُ أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ مُحمّدٌ بنُ أحمدَ بنِ بطّةَ الأصبهانيّ ثنا عبدُ اللهِ بنُ محمّدٍ بنِ زكريّا الأصبهانيّ ثنا إسماعيلُ بنُ عمرو البجليّ ثنا الأجلحُ بنُ عبدِ اللهِ الكنديّ عَن حبيبٍ بنِ ثابتٍ عَن عاصمٍ بنِ ضُمرةَ عَن عليٍّ رضيَ اللهُ عنهُ قالَ: أخبرَني رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ أنَّ أوّلَ مَن يدخلُ الجنّةَ أنا وفاطمةَ والحسنَ والحُسينَ قُلتُ : يا رسولَ اللهِ فمُحبّونا ؟ قالَ : مِن ورائِكم. وعلّقَ عليهِ بالقولِ : صحيحُ الإسنادِ ولَم يُخرجاه. مستدركُ الحاكِم 3 / 164.  وأمّا تضعيفُ الذّهبيّ لهذهِ الرّوايةِ : بقولِه: (قلتُ إسماعيلُ وشيخُه وعاصمٌ ضعّفوا والحديثُ مُنكَرٌ منَ القولِ يشهدُ القلبُ بوضعِه) إنتهى كلامُ الذّهبيّ. راجِع المُستدركَ بتعليقِ الذّهبي.  فهوَ ليسَ بغريبٍ مِن مثلِه فقَد نهلَ مِن ابنِ تيميّةَ عيوناً كدرةً، وعليهِ فهوَ مُجانبٌ للصّوابِ فيما افتراهُ، فهؤلاءِ الرّواةُ ممَّن وثّقَهُم كبارُ مُحقّقي علمِ الرّجالِ، وإليكَ بعضَ تراجمِهم: 1- إنَّ إسماعيلَ بنَ عمرو البجليّ المُتوفّي 227هـ ، وثّقهُ عدّةُ مِن كبارِ الرّجاليّينَ: قالَ : إبنُ حجرٍ العسقلانيّ : فهوَ أصبهانيٌّ أصلُه كوفيّ ... ذكرَه إبراهيمُ بنُ أرومةَ فأثنى عليهِ وقالَ شيخٌ مثلَ إسماعيل ضيّعوهُ ، وقالَ أبو نعيمٍ الأصبهانيّ كانَ عبدانُ بنُ أحمدَ يوازي إسماعيلَ هذا بإسماعيلِ بنِ أبّان وقالَ وقعَ بأصبهانَ فلَم يُعرَف قدرُه . وذكرَه إبن حبّانَ في الثّقاتِ )) تهذيبُ التّهذيبِ ج 1 ص 320 -321 . 2- أجلحُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ حجيّة : قَد وثّقَهُ غيرُ واحدٍ مِن أئمّةِ الجرحِ والتّعديلِ منهُم : يحيى بنُ معينٍ فقالَ: ثقةٌ وفي موضعٍ آخرَ قالَ ليسَ بهِ بأسٌ . وفي موضعٍ ثالثٍ قالَ : صالحٌ . وقالَ العجليّ : كوفيٌّ ثقةٌ . قالَ: ابنُ عديّ: لهُ أحاديثٌ صالحةٌ ، يروي عنهُ الكُوفيّونَ وغيرُهم ولَم أجِد لهُ حديثاً مُنكراً مُجاوِزاً للحدِّ ، لا إسناداً ولا متناً . إلّا أنّهُ يُعدُّ في شيعةِ الكوفةِ ، وهوَ عندي مُستقيمُ الحديثِ صدوقٌ، راجِع ترجمتَه : في تهذيبِ الكمالِ ج2 ص 275 وتهذيبِ التّهذيب ج1 ص 189.