حول قوله تعالى (و جاء ربك و الملك صفاً صفا ) ما معنى و جاء ربك ؟؟
الأخُ المُحترمُ، السّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ
الجوابُ: إنَّ لفظَ (جاءَ) في هذهِ الآيةِ المُباركةِ لا يمكنُ حملُه على المعنَى الحقيقيّ له, أي بمعنَى الإنتقالِ مِن مكانٍ إلى مكانٍ آخر, لأنَّ ذلكَ يستحيلُ على اللهِ تعالى الذي لا يخلو منهُ مكانٌ, وهو جلَّ شأنُه وصفَ نفسَهُ بقولِه: ﴿وكانَ اللهُ بكلِّ شيءٍ مُحيطاً﴾ [النّساء:126], فإذا كانَت هذهِ صفتُه, فحينئذٍ يستحيلُ في حقّه أنْ نقولَ: إنّه ينتقلُ مِن مكانٍ إلى آخر, لأنَّ ذلكَ يستلزمُ فراغَه في المكانِ الأوّلِ وانتفاءَ إحاطتِه بِه, وعليهِ لا بُدّ مِن حملِ لفظِ (وجاءَ) على المعنَى المجازيّ, ليستقيمَ معنى الآيةِ المُباركةِ, فتُصبح بمعنى (وجاءَ أمرُ ربّك), ويؤيّدُ ذلكَ ما رواهُ الشّيخُ الصّدوقُ (رض) في كتابِه (التّوحيدِ) [في الصّفحةِ 158, حديث رقم (1) طبعةُ المُدرّسينَ بقُمّ المُقدّسة] بإسنادِه إلى الحسنِ بنِ عليٍّ بنِ فضّالٍ أنّهُ قالَ: سألتُ الرّضا عليهِ السّلام عن قولِ اللهِ عزَّ وجلّ: (وجاءَ ربّكَ والملكُ صفّاً صفّاً)؟ فقالَ: إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ لا يُوصفُ بالمجيءِ والذّهابِ تعالى عنِ الإنتقال, إنّما يعني بذلكَ وجاءَ أمرُ ربّكَ والملكُ صفّاً صفّا.
اترك تعليق