ماهو المعنى الحقيقي في اللفظ الوارد في زيارة عاشوراء (على لسانك) مع ان السامع الذي ليس له نصيب من العم أمثالي يفهم ويتبادر إلى الذهن انه احد الجوارح وهو سبحانه وتعالى منزه عن ذلك كله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نسبةُ اللّسانِ إلى اللهِ تعالى ليسَ بمعنى الجارحةِ، تعالى اللهُ عَن ذلكَ علوّاً كبيراً، وكلُّ الألفاظِ التي تُطلقُ عليهِ تعالى وفيها نسبةُ الجوارحِ المُرادُ منها المعنى المجازيّ، كما قالَ تعالى (يدُ اللهِ فوقَ أيديهم) ومعناهُ قُدرةُ اللهِ فوقَ قُدرتِهم، أو كقولِه تعالى (واصبِر لحُكمِ ربّكَ فإنّكَ بأعيُنِنا) أي بمرأىً ومنظرٍ مِنّا، نرى ونسمعُ ما تقولُ وتفعل. وهذا المعنى مُستعملٌ في كلماتِ العربِ، فلَو قالَ أحدُهم : (إنَّ لزيدٍ عليَّ أيادي كثيرةً) فليسَ معناه أنَّ عندَ زيدٍ ما يزيدُ عنِ اليَدينِ بَل يريدُ القولَ أنَّ لهُ عليَّ أفضالاً كثيرةً، فعبّرَ عنِ الفضلِ باليدِ. إذا إتّضحَ هذا نقولُ: إنَّ قولَ الإمامِ (اَللّـهُمَّ اِنَّ هذا يَوْمٌ تَبَرَّكَتْ بِهِ بَنُو أُمَيَّةَ وَابْنُ آكِلَةِ الاَكبادِ اللَّعينُ ابْنُ اللَّعينِ عَلى لِسانِكَ وَلِسانِ نَبِيِّكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ). يُرادُ مِن لسانِ اللهِ الخبرُ الواردُ عنِ اللهِ تعالى في لعنِ بني أميّةَ، ومِن شواهدِ إستعمالِ الذّكرِ الحكيمِ لفظُ اللّسانِ بغيرِ الجارحةِ، ما قالهُ تعالى على لسانِ إبراهيمَ (عليهِ السّلام): {إجعَل لي لسانَ صدقٍ في الآخرين} الشُّعراءُ – 84. فإنَّ مِن جُملةِ ما عناهُ إبراهيم (عليهِ السّلام) بأن يجعلَ اللهُ تعالى لهُ لسانَ صدقٍ في الأجيالِ اللّاحقةِ، بقاءَ ذكرِه بعدَ إرتحالِه.
اترك تعليق