ماهو سبب او حكمة الله مع المعاقين ذهنيا والذين يعانون من العاهات الولادية الابدية وسقط عنهم التكليف ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إعلم أيدكَ اللهُ أنَّ جميعَ ما نراهُ مِن تفاوتٍ في مزايا الحياةِ، كالتّفاوتِ في الفقرِ والغِنى، والصّحّةِ والمرضِ، وسائِر الأحوالِ الإجتماعيّةِ، راجعٌ إلى عدلِه تباركَ وتعالى، والضّابطُ فيهِ أنّهُ يُقدّرُ هذهِ الأمورَ بحسبِ ما يعلمُ مِن نيّةِ الإنسانِ وإرادتِه، فإن علمَ فيهِ خيراً، وأنّهُ يريدُ الآخرةَ، قدّرَ لهُ ما شاءَ منَ الأقدارِ، وقسمَ لهُ ظروفاً اقتصاديّةً وصحّيّةً واجتماعيّةً توصلُه إلى غايته، وإن علمَ منهُ شرّاً، وأنّهُ يريدُ الدّنيا، قسمَ لهُ مِن هذهِ الظّروِف ما يوصلُه الى غايتِه، وقَد أشارَ القُرآنُ الكريمُ لِما تقدّمَ بقولِه تعالى: (مَّن كَانَ يُرِيدُ العَاجِلَةَ عَجَّلنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصلَاهَا مَذمُومًا مَّدحُورًا (18) وَمَن أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعيَهَا وَهُوَ مُؤمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعيُهُم مَّشْكُورًا (19) كُلًّا نُّمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِن عَطَاءِ رَبِّكَ ۚ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحظُورًا (20) انظُر كيفَ فَضَّلنَا بَعضَهُم عَلَىٰ بعضٍ ۚ) الإسراءُ، وبناءً عليه فخلقُ البعضِ مُعاقاً قدرٌ قدّرهُ اللهُ تبارك وتعالى بناءً على ما علمَهُ مِن خلالِ عِلمِه بالغيبِ، بإرادةِ هذا الإنسانِ، وأنّهُ هَل يريدُ الدّنيا أو يريدُ الآخرةَ، وعليهِ تُقدّرُ أقدارُه، وقَد تكونُ الإعاقةُ مِن ضمنِ الظّروفِ المُوصلةِ، فقَد وردَ: (مِن عبادي المؤمنينَ مَن لا يصلحُه إلّا الفاقةُ و لو أغنيتُه لأفسدَهُ ذلكَ، و إنَّ مِن عبادي مَن لا يصلحُه إلّا الصّحّةُ ولو أمرضتُه لأفسدَهُ ذلكَ، و إنَّ مِن عبادي مَن لا يصلحُه إلّا المرضُ و لو أصححتُ جسمَهُ لأفسدَهُ ذلكَ..) أمالي الطّوسي، ص 186.
اترك تعليق