ممكن اسماء مصادر تحتوي على مفهوم العقائد لغة واصطلاحا وكذلك فيما يخص مفهوم التربية لغة واصطلاحا
احتاج مساعدتكم في اسماء مصادر ..تحتوي على مفهوم العقائد لغة واصطلاحا .. وكذلك فيما يخص مفهوم التربية لغة واصطلاحا .. مع خالص شكري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: العقائدُ جمعُ عقيدةٍ, والعقيدةُ لغةً مأخوذةٌ منَ: (العقدِ)، وهوَ: نقيضُ الحلِّ، ويقالُ: عقدتُ الحبلَ، فهوَ: معقودٌ، ومنهُ: عقدةُ النّكاحِ، والعقدُ: العهدُ، والجمعُ: عقودٌ، وهيَ أوكدُ العهودِ. ويقالُ: عهدتُ إلى فلانٍ في كذا وكذا، وتأويلُه: ألزمتُه بذلكَ. فإذا قلتَ: عاقدتُه، أو: عقدتُ عليهِ، فتأويلُه: أنّكَ ألزمتَه ذلكَ باستيثاق.
أمّا العقيدةُ في الإصطلاحِ الشّرعيّ فهيَ: تُطلَقُ على الإيمانِ بأُصولِ الدّينِ, وقد قرّرَ العُلماءُ منَ الفريقينِ على أنَّ العقائدَ يجبُ أن يصلَ فيها الإنسانُ إلى اليقينِ، ولا يكفي في العقيدةِ الظنُّ. قالَ تعالى: (إِنَّ الظَّنَّ لاَ يُغنِي مِنَ الحَقِّ شَيئاً).
فالظّنُّ في الواقعيّاتِ لا يُغني شيئاً، إذِ المطلوبُ في الواقعيّاتِ اليقينُ، والقرآنُ الكريمُ يشيرُ ويرشدُ إلى هذهِ القاعدةِ: (أَفَمَن يَهدِي إِلَى الحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَ يَهِدِّي إِلاَّ أَن يُهدَى فَمَا لَكُم كَيفَ تَحكُمُونَ).
فالعقلاءُ إذا أرادوا الوصولَ إلى أمرٍ واقعٍ وحقيقةٍ منَ الحقائقِ، يهتدونَ بمَن يعلمُ تلكَ الحقائقَ ويهدي ويوصلُ إلى تلكَ الحقيقةِ، أمّا الذي ليسَ بعارفٍ بالحقيقةِ, ولا يهتدي إلى الواقعِ، فلا يمكنُ أن يكونَ هادياً للآخرينَ، وغايةُ ما يُستفادُ مِن قولِه الظّنُّ، وهوَ لا يُغني منَ الحقِّ شيئاً، كما تقدّمَ، فلا بُدَّ للإنسانِ مِن إتّباعِ الأدلّةِ للوصولِ إلى حالةِ الإطمئنانِ والعلمِ بأنّهُ على عقيدةٍ صحيحةٍ سليمةٍ.
وأمّا التربيةُ لغةً:فقدَد وردَ تعريفُ التّربيةِ في اللّغةِ في مُعجمِ لسانِ العربِ على أنّها ربا يربو أي نما وزادَ، كما ذُكرَت في القرآنِ الكريمِ في قولِه تعالى: (فَإِذَا أَنزَلنَا عَلَيهَا المَاء إهتَزَّت وَرَبَت وَأَنبَتَت مِن كُلِّ زَوجٍ بَهِيجٍ) [الحجُّ: 5]، بمعنى نمَت وازدادَت، أمّا التّربيةُ بمعناها الواسعِ فهيَ: العمليّةُ التي تُسهمُ في تشكيلِ عقلِ وجسمِ وخُلقِ الفردِ باستثناءِ ما تتدخّلُ فيه الوراثةُ والعمليّاتُ التّكوينيّةُ للجسمِ. وأمّا التّربيةُ بمعناها الضّيّقِ فهيَ غرسُ المهاراتِ والمعلوماتِ والمعارفِ مِن خلالِ مؤسّساتٍ تَمَّ إنشاؤها لذلكَ، مثل المدارسِ والجامعاتِ وغيرِها.
أمّا تعريفُ التّربيةِ إصطلاحاً فهوَ يختلفُ باختلافِ المُنطلقاتِ الفلسفيّةِ، التي تسلكُها الجماعاتُ الإنسانيّةُ في تدريبِ أجيالِها، وإرساءِ قِيمِها ومعتقداتِها، وباختلافِ الآراءِ حولَ مفهومِ العمليّةِ التّربويّةِ وطُرقِها ووسائلِها. ولِذا وردَ في تعريفِ التّربيةِ تعاريفُ متعدّدةٌ منها:
التّربيةُ تعني تغذيةَ الجسمِ وتربيتَه بما يحتاجُ إليهِ مِن مأكلٍ ومشربٍ ليشّبَّ قوياًّ مُعافىً قادراً على مواجهةِ تكاليفِ الحياةِ ومشقّاتِها. فتغذيةُ الإنسانِ والوصولُ بهِ إلى حدّ الكمالِ هوَ معنى التّربيةِ، ويُقصدُ بهذا المفهومِ كلُّ ما يُغذّي في الإنسانِ جسماً وعقلاً وروحاً وإحساساً ووجداناً وعاطفةً.
ومنها: أنَّ التّربيةَ تعني الرّعايةَ والعنايةَ في مراحلِ العُمرِ الأدنى، سواءٌ كانَت هذهِ العنايةُ مُوجّهةً إلى الجانبِ الجسميّ أم موجّهةً إلى الجانبِ الخُلقيّ الذي يتمثّلُ في إكسابِ الطّفلِ أساسيّاتِ قواعدِ السّلوكِ ومعاييرِ الجماعةِ التي ينتمي إليها.
ومنها: أنَّ التّربيةَ تعني الزّيادةَ والنّماءَ. وذلكَ حينَ يتزوَّدُ الطّفلُ بأنواعِ المعرفةِ، وألوانِ الثّقافةِ، فيتغذَّى عقلُه، وتكبرُ مُدركاتُه، فيزكو ويسمو. علاوةً على نماءِ جسمِه، بسببِ تغذيتِه ورعايتِه صحيّاً، وتأمينِ ما يحتاجُ إليهِ مِن مأكلٍ ومشربٍ؛ ليترعرعَ بعافيةٍ جيّدةٍ، ويشبَّ عنِ الطّوقِ بقوّة، فيتحمَّلُ تكاليفَ الحياةِ، وتبعاتِها، وقَد تربّى جسمُه، ونما عقلُه، وصفَت نفسُه، وزكَت روحُه.
ومِن معاني التّربيةِ: الإصلاحُ والتّهذيبُ، حيث تُبذَلُ جهودٌ كبيرةٌ ومستمرّةٌ لرعايةِ الطّفلِ، وإصلاحِ أحوالِه، وعدمِ إهمالِه، بِدءاً منَ الأسرةِ، مروراً بالمدرسةِ، ودُورِ العلمِ، ووعظِ العلماءِ، وقراءةِ الكُتبِ، وسماعِ البرامجِ الهادفةِ... وهذا وغيرُه يساعدُ في إصلاحِ الطّفلِ، وإثراءِ نفسِه بالعلمِ المُفيدِ، والنّهجِ السّديدِ، إذ يرتبطُ طلبُ العلمُ بمناهجِ التّربيةِ، وهو مِـمّا يُعطي الأطفالَ معَ مرورِ الوقتِ خبراتٍ ومهاراتٍ وتوجيهاتٍ، تُساعدُهم على تحقيقِ أهدافِهم في الحياةِ، فللتّربيةِ دورُها الرّائدُ، وأثرُها العميقُ في توجيهِ ميولِ الطّفلِ، وربطِه بالأخلاقِ الحميدةِ، والعلاقاتِ الإنسانيّةِ الرّاقيةِ، وكبحِ جماحِ الشّهواتِ، ورفعِ القوى نحوَ الخيرِ والصّواب. ودمتُم سالمينَ.
اترك تعليق