اريد تعريفا اصطلاحيا أو أكثر للفظة الأئمة والمصادر التي أخذت منها .

: السيد رعد المرسومي

السلام عليكم ورحمة الله : لفظُ الأئمّةِ جمعٌ مُفردُه إمامٌ, ومصدرُه الإمامةُ, فلِذا سنبحثُ هذا الموضوعَ لُغةً واصطلاحاً, فنقولُ:

1- الإمامةُ في اللّغةِ مصدرٌ منَ الفعلِ (أمَّ), تقولُ: (أمَّهم وأمَّ بهِم: تقدّمَهُم، وهيَ الإمامةُ، والإمامُ: كلُّ ما إئتُمَّ بهِ مِن رئيسٍ أو غيرِه), (ويقولُ إبنُ منظورٍ في لسانِ العربِ (ج1/ص222): (الإمامُ كلُّ مَن إئتمَّ بهِ قومٌ كانوا على الصّراطِ المُستقيمِ أو كانوا ضالّينَ.. والجمعُ: أئمّةٌ، وإمامُ كلِّ شيءٍ قيّمهُ والمُصلحُ له، والقرآنُ إمامُ المُسلمينَ، وسيّدُنا مُحمّدٌ رسولُ اللهِ - صلّى اللهُ عليهِ وسلّم - إمامُ الأئمّةِ، والخليفةُ إمامُ الرّعيّةِ، وأمَمتُ القومَ في الصّلاةِ إمامةً، وإئتُمَّ بهِ: إقتُديَ به. 

والإمامُ: المثالُ، وإمامُ الغلامِ في المكتبِ ما يتعلّمَهُ كلَّ يومٍ، وإمامُ المثالِ ما إمتُثلَ عليه، والإمامُ: الخيطُ الذي يُمَدُّ على البناءِ فيُبنى عليهِ ويُسوّى عليهِ سافُّ البناءِ..). 

وقالَ صاحبُ (تاجِ العروسِ) في مادّةِ (أمَّ): (والإمامُ: الطّريقُ الواسعُ، وبهِ فُسِّرَ قولُه تعالى: وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُّبِينٍ [سورةُ الحجر: 79] أي: بطريقٍ يُؤمُّ، أي: يُقصَدُ فيتميّزُ) قالَ: (والخليفةُ إمامُ الرّعيّةِ، قالَ أبو بكرٍ: يُقالُ فُلانٌ إمامُ القومِ معناهُ: هوَ المُتقدّمُ عليهم، ويكونُ الإمامُ رئيساً كقولِكَ: إمامُ المسلمينَ)، قالَ: (والدّليلُ: إمامُ السّفرِ، والحادي: إمامُ الإبلِ، وإن كانَ وراءَها لأنَّهُ الهادي لها..). 

وقالَ الجوهريّ في (الصّحاحِ): (الأمُّ بالفتحِ القصدُ، يقالُ: أَمَّهُ وأمّمهُ وتأمّمهُ إذا قصدَه). إلى غيرِ ذلكَ منَ المعاني المُقاربةِ. 

ومِن جميعِ ما سبقَ نلاحظُ تقاربَ مدلولِ هذهِ الألفاظِ عندَ أصحابِ اللّغةِ.  

2- وأمّا الإمامةُ إصطلاحاً: فهيَ تُطلقُ في إصطلاحِ الفُقهاءِ على ثلاثةِ معانٍ: 

1ـ الإمامةُ المنصوصةُ مِن قبلِ اللهِ تعالى، بمعنى خلافةِ النّبيّ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) ووصايتِه مِن قبلِ اللهِ سُبحانَه وتعالى، وهُم خصوصُ الأئمّةِ الإثنَي عشر (عليهم السّلام). 

2ـ الإمامةُ العامّةُ، بمعنى الحاكميّةِ وولايةِ الأمرِ. 

3ـ الإمامةُ في الصّلاةِ (إمامةُ الجمعةِ والجماعةِ). 

وإذا أُطلِقَ مُصطلحُ الإمامةِ بلا قيدٍ فإنّهُ ينصرفُ إلى الإمامةِ العُظمى والولايةِ الكُبرى، وهوَ الإمامُ المعصومُ (عليه السّلام) المَنصوبِ مِن قبلِ اللهِ تعالى إماماً، وقدوةً للنّاسِ، ومُفترضَ الطّاعةِ على العبادِ. (ينظر: مجمعَ البحرينِ، ج1، ص77). ودمتُم سالِمين.