اذا تعرضت هذه الروح إلى الإيذاء والانكسار هل لها علاج وما هو هذا العلاج. مستثنى منها الجسد المادي؟

: سيد حسن العلوي

الدّنيا دار إمتحانٍ وإبتلاءٍ وفتنة ، وليست دار راحةٍ واستراحة ، فمن نظر إلى الدّنيا بهذه النظرة هانت عليه كلّ المتاعب والمصاعب . والبلاء للمؤمن أسرع مِن غيره فقد رويَ في الحديث عن الصّادق (عليه السّلام) : إنّ البلاء أسرع إلى شيعتنا منَ السّيل إلى قرار الوادي . ورويَ عن الإمام الكاظم (عليه السّلام) : المؤمنُ مثل كفّتي الميزان ، كلّما زيد في إيمانه زيد في بلائه . التّحميص لابن همام ص30 - 31 . والبلاء كفّارة للذنوب ، وسببها أعمالنا قال تعالى : ﴿وَما أَصابَكُم مِن مُصيبَةٍ فَبِما كَسَبَت أَيديكُم وَيَعفو عَن كَثيرٍ﴾ [الشورى: ٣٠] ففي الحديث عن الصادق (عليه السّلام) : لا تزال الغمومُ والهموم بالمؤمن حتّى لا تدع له ذنباً . التمحيص ص44 . والعلاج إنّما يكون بالصّبر والتحمّل ، والرّضا بقضاء الله ، والتسليم له ، والتفويض إليه ، والإكثار مِن ذكر الله ، والإستغفار ، والإكثار مِن : لا حول ولا قوّة إلّا بالله العلي العظيم . والدّعاء والطلب منَ الله أن يُقدّم له ما فيه خيرهُ وصلاحه لدنياه وآخرته . ففي الحديث عن الإمام الصّادق (ع) قال : إنّ فيما ناجى الله به موسى بن عمران عليه السّلام أن يا موسى ما خلقت خلقاً هو أحبّ إليّ مِن عبدي المؤمن ، وإنّي إنّما أبتليه لما هو خيرٌ له [ وأزوي عنه ما يشتهيه لما هو خيرٌ له ، وأعطيه لما هو خير له ] وأنا أعلم بما يُصلح عبدي ، فليصبر على بلائي ، وليشكر نعمائي ، وليرضَ بقضائي ، أكتبهُ في الصّدّيقين عندي إذا عمل بما يرضيني ، وأطاع أمري . الأمالي، الشيخ المفيد، ص ١٢٥ - 126 .