هل في قبض الروح الم للحيوان مثل الالم عند الانسان؟ واذا كان هناك الم لهذا الحيوان ما الذنب الذي اقترفه حتى يكون انتزاع الروح منه بهذه القوه ؟
هُناكَ شواهدُ على إمكانيّةِ حشرِ الحيواناتِ دلَّت عليها آياتُ الذّكرِ الحكيمِ وبعضُ المرويّاتِ، فمِنَ الآياتِ قولُه تعالى : {ما مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} الأنعام : 38. وقولُه تعالى : ( وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ ) التّكوير : 5. ووردَ أنّهُ يقتصُّ منَ الجماءِ (ذاتِ القرونِ) منَ القرناءِ (التي لا قرونَ لها). لكِنَّ مُجرّدَ الإشتراكِ في الأخذِ والإنتقامِ والحسابِ والأجرِ بينَ الإنسانِ وغيرِه لا يقضي المُعادلةَ والمساواةَ مِن جميعِ الجهاتِ كما لا يقتضِي الإشتراكَ في ما هوَ أقرب مِن ذلكَ بينَ أفرادِ الإنسانِ أنفسِهم أن يُجري حسابَ أعمالِهم مِن حيثُ المُداقّةِ والمُناقشةِ مجرىً واحداً فيوقفُ العاقلَ والسّفيهَ والرّشيدَ والمُستضعَفَ في موقفٍ واحدٍ. راجِع تفسيرَ الميزانِ . أمّا قبضُ أرواحِ الحيواناتِ ومَن هوَ الذي يقبضُها فهذهِ القضيّةُ وغيرُها مثلَ البناءِ على وجودِ نوعٍ منَ الإدراكِ عندَ الحيواناتِ هَل يستلزمُ بعثَ أنبياءَ إليهِم مِن جنسِهم أو لا ؟ هذا ما لَم يرِد فيهِ نصٌّ ولذلكَ يبقى مجهولاً بالنّسبةِ لنا .
اترك تعليق