هل من بايع الخلفاء الثلاثة يسقط ولائه واقراره بولاية أهل البيت (عليهم السلام)؟
السلام عليكم ورحمة الله
البيعةُ هي التعهّدُ بالسّمع والطاعة للحاكم، ولذا عرّفها الراغبُ الاصفهاني في مفرداته في باب (بيع) بقوله: (وبايع السلطانَ إذا تضمّن بذلَ الطاعة له، ويقال لذلك بيعة ومبايعة)، وفصّل إبن خلدون في تعريف البيعة بقوله: (اعلم أنّ البيعة هي العهدُ على الطاعة، كأنّ المبايع يعاهد أميره على أنهُ يسلم له النظر في أمر نفسه وأمور المسلمين، لا ينازعه في شيء من ذلك، ويطيعه فيما يكلفه به من الأمر على المنشَط والمكره، وكانوا إذا بايعوا الأمير وعقدوا عهدهُ جعلوا أيديهم في يده تأكيداً للعهد، فأشبه ذلك فعل البائع والمشتري، فسمّيَ بيعة، هذا مدلولها في عُرف اللغة ومعهود الشرع، وهو المرادُ في الحديث في بيعة النبيّ ليلة العقبة وعند الشجرة) (مقدمة ابنِ خلدون: 209) والبيعة ضمنَ هذا المفهوم لا تكون إلا في لحظة حضور عهد الخلفاء، وعليه ينحصرُ السؤال في من بايع الخلفاء الثلاثة في زمن خلافتهم، وبذلك تصبحُ الإجابة واضحةً على السؤال، فإذا كانت البيعة نابعة عن اعتقادٍ بأنهم الخلفاء الشرعيون الذين أوجب الله طاعتهم فإنّ مثل هذا لا يعدّ موالياً لأهل البيت (عليهم السلام) حتى نسأل عن سقوط ولايته، أمّا إذا كانت البيعة بسبب الاضطرار أو لمبرّر اجتماعي أو سياسي مثل الحفاظ على الأمة من الفرقة والاختلاف أو أي سببٍ عقلائي آخر فإنّ ذلك لا يكون موجباً لخروج الشيعي من تشيعه لأهل البيت (عليهم السلام).
اترك تعليق