ماصحة الحديث عن الامام علي "كيف نعرف اهل الحق في زمن كثرت فيه الفتن ،، فقال : اتبعوا سهام العدو فإنها ترشدكم الى اهل الحق "وخطبة الوسيلة معتبرة ام لا.؟

: السيد رعد المرسومي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : أمّا الشقّ الأوّل من السؤال فهذا الكلامُ المنسوبُ إلى أمير المؤمنين عليه السلام لا أثرَ له في كتبنا المعتبرة وغيرها , ولا يعرف مصدره. نعم بعضهم كان ينسبهُ إلى الشافعيّ ولا يصحُّ ذلك عنه أيضاً, إذ لا يوجد له أصلٌ عن الشافعي.

وأمّا الجوابُ عن الشقّ الثاني من السؤال, فنقول: إنّ خطبة الوسيلة رواها ثقة الإسلام الشيخ الكلينيّ أعلى الله تعالى مقامهُ في كتابه الشريف الكافي (ج8/ص18), بإسناده  عن محمّد بن عليّ بن معمر، عن محمّد بن عليّ بن عكاية التميميّ، عن الحسين بن النضر الفهريّ، عن أبي عمرو الأوزاعيّ، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد قال: دخلتُ على أبى جعفر (عليه السلام)فقلت: يا ابنَ رسول الله قد أرمضني إختلافُ الشيعة في مذاهبها فقال: يا جابر ألم أقفكَ على معنى إختلافهم من أين اختلفوا ومن أيّ جهة تفرّقوا؟ قلت: بلى يا ابن رسول الله. قال: فلا تختلف إذا اختلفوا يا جابر إنّ الجاحد لصاحب الزمان كالجاحد لرسول الله (صلّى الله عليه وآله) في أيّامه، يا جابر اسمع وع، قلت: إذا شئت، قال: اسمع وع وبلّغ حيث انتهت بك راحلتك, إنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) خطب الناس بالمدينة بعد سبعة أيّام من وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وذلك حين فرغ من جمع القرآن، وتأليفه فقال: الحمدُ لله الذي منعَ الأوهام أن تنالَ إلّا وجوده, وحجب العقول أن تتخيّل ذاته لامتناعها من الشبه والتشاكل بل هو الذي لا يتفاوتُ في ذاته ولا يتبعّض بتجزئة العدد في كماله، فارقَ الأشياء لا على اختلاف الأماكن ويكون فيها لا على وجه الممازجة، ...إلى آخر الخطبة.

قلت: وهذه الخطبة وإنْ كان إسنادها ضعيفاً من جهة ضعف بعض رجالها كعمرو بن شمر, ولكنْ ضعف الخبر لا يعني عدمَ صحّته وفق مبنى كثير من علمائنا الأعلام خصوصاً إذا احتفّ متنُ الخبر بقرائن تشهد بصحّته, ونحن إذا نظرنا في عبارات هذه الخطبة ودقّقنا فيها لوجدنا فيها من قوّة المباني ورفعة المعاني ما يشهدُ بصحّتها ولا تحتاج إلى سند؛ مع أنّ هذه الخطبة من الخطب المشهورة عنه صلوات الله عليه.ومن المعلوم أنّ الخبر إذا كان مشهوراً وقد عملت به الطائفة فهو خبرٌ صحيح عند كثير من علمائنا الأعلام مع قطع النظر عن كون إسناده صحيحاً أو ضعيفاً. (ينظر: كتابُ مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول (ص) للشيخ المجلسيّ (قدّس) (ج25/ص36). ودمتم سالمين.