ما صحة الحديث (سأل النبي جبريل هل انت تضحك؟ قال له نعم قال له النبي متى ؟قال عندما يخلق الانسان و هو يبحث عن شي لم يخلق في الدنيا !...وهي الراحة )

هذا الكلام هل صحيح وله سند: سأل النبي جبريل هل انت تضحك؟ قال له نعم قال له النبي متى ؟ قال عندما يخلق الانسان ومن اول مايولد الى ان يموت وهو يبحث عن شي لم يخلق في الدنيا !!! تعجب النبي وقال ماهو الشي الذي يبحث عنه الانسان ولم يخلق في الدنيا ؟ قال جبريل: الراحه.

: السيد رعد المرسومي

السّلامُ عليكم ورحمة الله: 

هذا الخبرُ بهذا النصِّ لا أصلَ لهُ ولا أساسَ ، سواءٌ أكانَ في كُتبِنا معاشرَ الإماميّةِ أم في كتبِ أبناءِ العامّةِ وإن كانَ مُنتشِراً بكثرةٍ على مواقعِ التّواصلِ الإجتماعيّ. نعَم وردَت عدّةُ أحاديثَ تُحذّرُ مِن طلبِ الرّاحةِ في الدّنيا نوردُها إليكَ لتكُن على بيّنةٍ مِن هذا الأمرِ، وهذهِ الأحاديثُ هيَ ما يأتي: عنِ الإمامِ زين العابدينَ (عليه السّلام )، أنّهُ قالَ لرجلٍ مِن جُلسائِه: إتّقِ اللهَ وأجمِل في الطّلبِ ، ولا تطلب ما لم يُخلَق . . . فقالَ الرّجلُ: وكيفَ يطلبُ ما لم يُخلَق ؟ ! ، فقالَ : مَن طلبَ الغِنى والأموالَ والسّعةَ في الدّنيا فإنّما يطلبُ ذلكَ للرّاحةِ ، والرّاحةُ لم تُخلَق في الدّنيا، ولا لأهلِ الدّنيا ، إنّما خُلقَت الرّاحةُ في الجنّةِ، ولأهلِ الجنّة. 

وعنِ الإمامِ الصّادقِ ( عليه السّلام )، لـمّا سُئلَ عَن طريقِ الرّاحة؟ قالَ: في خلافِ الهوى ، قيلَ : فمتى يجدُ عبدٌ الرّاحةَ ؟ فقالَ ( عليه السّلام ) : عندَ أوّلِ يومٍ يصيرُ في الجنّة. أوحى اللهُ تعالى إلى داودَ ( عليه السّلام ) : يا داودُ إنّي وضعتُ خمسةً في خمسةٍ والنّاسُ يطلبونَها في خمسةٍ غيرها فلا يجدونَها . . . وضعتُ الرّاحةَ في الجنّةِ وهُم يطلبونَها في الدّنيا فلا يجدونَها. وعن الإمامِ الصّادقِ ( عليه السّلام ) أنّه قالَ لأصحابِه : لا تتمنّوا المُستحيلَ ! ، قالوا : ومَن يتمنّى المُستحيلَ؟ فقالَ : أنتُم ، ألستُم تمنّونَ الرّاحةَ في الدّنيا ؟ قالوا: بلى ، فقالَ : الرّاحةُ للمؤمنِ في الدّنيا مستحيلةٌ. [ينظر: كتابُ ميزانِ الحكمةِ للرّيشهريّ 2/1133]. ودمتُم سالِمين.