اذا كانت الولاية هي من الدين الاسلامي ,فلماذا لم يُذكر نصا ظاهرا واضحا في القران لإزالة الشبهة وإقامة الحجة على الخلق؟
السؤال هو قلتم الولاية من الدين؟؟ .. اذن: فلماذا لم يُذكر نصا ظاهرا واضحا لإزالة الشبهة وإقامة الحجة على الخلق .. كما ذكر غيرها من أمور الدين فالله (جل جلاله) ذكر بكتابه بلفظ صريح واضح لايحتاج للمرويات ولا التفسيرات مثلا: *علم الخضر وغسل الجناية، وكفر فرعون ، وقصةيوسف وفضله وضرب مثلا ببعوضة.. ولم نختلف في تحريم القتل.. والشرك.. والزنا لأنّه ثابت بالنص! لم نختلف فيه ولا نحتاج؛ لا للمرويات ولا التفسيرات والتحليلات!!! بعدها مما لا شك فيه أنْ نجزم أنّ الولاية هي من تأليفكم× فخرافة الولاية هي محل ظن.. وتحليل.. وشهوة عاطفية مُلحة تحصل عند الموالي لأسباب أهمّها التربية والهَوَسَات فهي لم تذكر في القران الكريم، فهل نسي الله أنْ يذكرها، كلّا وحاشا أو أن الولاية خرافة وهي من البدع على الاسلام { ما فرطنا في الكتاب من شيء} ستجد القوم يفرون الى المرويات لإثباتها سؤالي هو: أيّهما أولى بالذكر بالقران الكريم وأولى بالاهتمام والتبين الخمر والزنا والطهارة أم ولاية علي .؟
بسم الله الرحمن الرحيم
للإجابة على هذا السؤال يجب تفكيك النص الذي صاغه المستشكل وإعادة ترتيبه لأن فيه كثير من التشويش ومن الواضح أنه ليس اشكالا علميا بحتا، فصاحبه يقرر حكما جازما في ختام كلامه.
أما مصدر التشويش فجهات :
أحدها :لم توضح عباراته ما هي الولاية المقصودة التي يطالب بذكرها في القرآن الكريم هل هي خصوص اسم علي عليه السلام، فيجاب عن علة عدم النص عليه، أم أنها مطلق الولاية بصرف النظر عن مصداقها الخارجي فيجاب بالتنبيه إليها في نصوص القرآن.
وأخرى : الذكر في القرآن أما بلفظ ظاهر أو بتأويل برواية صحيحة فأيهم يعني؛ خصوصا أنه ذكر علم الخضر وهو لا يمكن إثباته في القرآن إلا بالثاني
ملاحظة أخرى في النص انتقاله من التساؤل عن الدليل إلى رمي أمر الولاية بالخرافة، ثم ارجاع سبب الإيمان بهذه الخرافة للتربية والهوسات، مما يخرجه من التساؤل إلى الاستهزاء.
من هنا لا يناسب جواب هذا النص المشوش الساخر من قبل السائل رد مباشر وبسيط، وإنما يلزم مقدمات ترفع الشبهة.
أولا : يستفاد من عبارته أن كل ما ليس مذكورا ظاهرا في القرآن ليس من الدين
فهل هذا الأمر صحيح؟
لمعرفة ذلك علينا أن نعرف كيف أصبح القرآن حجة، وهل الطريق الذي كشف لنا حجية القرآن قاصر عن كشف طرق أخرى؟
رغم أن حجية القرآن أصبحت من ضروريات الدين وبديهياته ولكن البحث العلمي يقتضي أن نتساءل عن لماذا القرآن حجة وكيف اكتشفنا حجيته.
في الواقع المعتمد الأساسي في حجية القرآن هو العقل ؛ وأصبح القرآن حجة لعلمنا بصدوره عن سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم بالتواتر واعتقادنا بأنه صلى الله عليه وآله صادق في رسالته ونبوته، بالإضافة لإعجاز القرآن .
بهذه المعطيات حكم العقل بحجية القرآن الكريم لأنه بناءً عليها يقودنا للعلم بمراد الله سبحانه وتعالىى.
فحجية القرآن نفسها لم تقم علي القرآن لاستلزامها الدور (وقوف الشيء على نفسه)، وهذا أول نقض للقول بأن كل ما ليس في القرآن ليس بحجة وليس من الدين.
وإذا علمنا أن العقل هو الذي أعطى للقرآن حجيته فهل يجوز أن يعطي الحجية لأمر آخر مشابه للقرآن أم لا.
العقل يقول نعم ممكن بشرط أن لا ينفي القرآن حجيته، لأنه حين ذاك يقود للتناقض بعد ثبات حجية القرآن بالعقل.
فلنا أن ننظر مستصحبين ما سبق عن حجية السنة الشريفة، هل هي مما ينفيها القرآن ؟.
هل ما ذكر في السنة من بيان ليس من الدين؟:
1/ قد اشتبه البعض أن القرآن ينص على أن السنة ليست من الدين ركونا لمثل الآية التي أوردها المستدل (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ)، والآية إذا صرفنا النظر عن سياقها الذي جاءت فيه، وهل الكتاب المذكور هو القرآن الكريم أم لا؛ لا تعارض وجود حجة أخرى غير القرآن، إذ إن المدعي لحجية السنة يدعي ذكرها والإشارة إليها في القرآن، وبالتالي إذا كان المقصود من الكتاب القرآن فمن مصاديق عدم تفريطه بيانه لدور السنة عبر الآيات التي ستأتي لاحقا.
ونفس الأمر ينطبق على موضوع الولاية إذ إن المُدّعى وجودها في القرآن الكريم وإنه بين كل شيء عندما بين الولاية التي بها أُكمل الدين وأتمت النعمة كما سيأتي
ونفس الجواب ينطبق على قوله تعالى في سورة النحل: وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ 89 النحل
فقد بين القرآن كل شيء عندما قال :وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43) بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ(44)
وبالعودة لسياق آية التفريط في سورة الأنعام حيث قال الرب سبحانه وتعالى ِإنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (36) وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْعْلَمُونَ (37) وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38) الأنعام
يرى البعض اعتمادا على هذا السياق أن المقصود كتاب الأعمال نظير قوله تعالى في سورة النبأ ((وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا) 29 النبأ
وقوله تعالى في سورة الجاثية تَرَىٰ كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً ۚ كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَىٰ إِلَىٰ ((كِتَابِهَا)) الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (28) هَٰذَا ((كِتَابُنَا)) يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ ۚ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (29)(الجاثية)
أو أن المقصود اللوح المحفوظ كما في قوله تعالى في سورة الأنعام وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ۚ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۚ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي ((كِتَابٍ مُّبِينٍ))
2/ ليس أن القرآن لا يعارض حجية السنة فقط وإنما استُدّل بكثير من آيات القرآن الكريم على حجية السنة نذكر نماذج منها:
مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا 80 النساء
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِننْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا 59 النساء
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ 24 الأنفال
َمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43) بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ(44)
وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (64)
هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ 2 الجمعة
ثانيا: طريقة صياغة الإشكال ربما تعطي انطباع عن رؤية ساذجة للقرآن الكريم ومعالجته للمعارف الدينية، فالأمثلة التي يضربها( علم الخضر ...... وكفر فرعون ، وقصة يوسف وفضله
وضرب مثلا ببعوضة) ربما تشير إلى رؤية سطحية للقرآن الكريم تحجب عن صاحبها معرفة الولاية ونظائرها من معارف التوحيد في القرآن الكريم. فالقرآن ليس كتاب لذكر القصص وذكر أسماء الأعلام والحيوانات وصفاتهم، الكتاب كما وصف نفسه أنه نور(یا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتابِ وَ يَعْفُوا عَنْ كَثيرٍ قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَ كِتابٌ مُبينٌ (15)المائدة
هُوَ الَّذي يُنَزِّلُ عَلى عَبْدِهِ آياتٍ بَيِّناتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَ إِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَؤُفٌ رَحيمٌ (9)
الحديد
شَهْرُ رَمَضانَ الَّذي أُنْزِلَ فيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَ بَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَ الْفُرْقان185 البقرة
فالقرآن بهذه الأوصاف يربوا أن يكون سرد سطحي كقصص الأطفال إنما حقائق توظف الأسماء والأحداث لتذكر الإنسان بحقيقته وحقيقة علاقته بالخالق، القرآن الذي يُرقي قارئه عبر سيرة الموحدين درجة درجة في سلم التوحيد فهو كما أطلق على نفسه بصائر، َدْ جاءَكُمْ بَصائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَ مَنْ عَمِيَ فَعَلَيْها وَ ما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفيظٍ (104) الآنعام
وَ إِذا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قالُوا لَوْ لا اجْتَبَيْتَها قُلْ إِنَّما أَتَّبِعُ ما يُوحى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هذا بَصائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَ هُدىً وَ رَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (203) الاعراف
هذا بَصائِرُ لِلنَّاسِ وَ هُدىً وَ رَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (20) الجاثية
والبصيرة هي الرؤية هي المنظار الذي يوضح ويبلور النظر إلى الأشياء، هي الوسيلة للفهم والعقل، و هي رمز ورموز القرآن؛ تماما كأي رموز أخرى لا تستطيع أن تؤدي رسالتها إلا إذا اتخذت وسيلة لما وراءها من حقائق، فما يذكره القرآن من أسماء وقصص إنما تعبير عن بصائر وحقائق وسنن، ومنظومة معارف، وهنا نضرب مثالين لمعالجة القرآن أحدهما قضيتنا الحالية في الحجة والاحتجاج والثاني موضوع الولاية.
المثال الأول:
إذا تعاملنا مع القرآن بشكل عبوري بمعنى أن ننطلق من الفاظه إلى حقائقه، ومن قصصه إلى سننه نستكشف كيف ينظر القرآن إلى الحجة والاحتجاج، فهو يجيب على قضية أساسية ما هي الحجة؟ وهل تخضع لهوى المكلف وتشهياته، أم أنها أمر موضوعي خارجي بعيد عن النظرة الذاتية للمكلف، يقول الرب سبحانه وتعالى في سورة الإسراء :(وَ قالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً (90)أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخيلٍ وَ عِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهارَ خِلالَها تَفْجيراً (91)َوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمْتَ عَلَيْنا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ قَبيلاً (92)
أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقى فِي السَّماءِ وَ لَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلاَّ بَشَراً رَسُولاً (93) سورة الإسراء.
كل طلب من هذه الطلبات قد نراه مستساغا في نفسه وطريقا للحجة؛ مع ذلك يسرده القرآن في إطار الانكار عليهم
ومثله قوله تعالى:
: وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ ٱسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِىَ نَفَقًا فِى ٱلْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِى ٱلسَّمَآءِ فَتَأْتِيَهُم بِـَٔايَةٍۢ ۚ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى ٱلْهُدَىٰ ۚ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْجَٰهِلِينَ الأنعام 35
وَ قالُوا ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَ يَمْشي فِي الْأَسْواقِ لَوْ لا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذيراً (7) الفرقان
وَ ما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعامَ وَ يَمْشُونَ فِي الْأَسْواقِ وَ جَعَلْنا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَ كانَ رَبُّكَ بَصيراً (20) الفرقان
وَ لَوْ أَنَّنا نَزَّلْنا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَ كَلَّمَهُمُ الْمَوْتى وَ حَشَرْنا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً ما كانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللَّهُ وَ لكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ (111) الأنعام
وَ قالَ الَّذينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ أَوْ نَرى رَبَّنا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا في أَنْفُسِهِمْ وَ عَتَوْا عُتُوًّا كَبيراً (21)الفرقان
فَلَوْ لا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنينَ (53) الزخرف
وَ قالُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَ لَوْ أَنْزَلْنا مَلَكاً لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لا يُنْظَرُونَ (8)
الأنعام
قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدي خَزائِنُ اللَّهِ وَ لا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَ لا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ ما يُوحى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَ الْبَصيرُ أَ فَلا تَتَفَكَّرُونَ (50) الأنعام
فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَ ضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّما أَنْتَ نَذيرٌ وَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكيلٌ (12)
هود
وَ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدي خَزائِنُ اللَّهِ وَ لا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَ لا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَ لا أَقُولُ لِلَّذينَ تَزْدَري أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْراً اللَّهُ أَعْلَمُ بِما في أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذاً لَمِنَ الظَّالِمينَ (31)هود
نزول الملائكة مع الرسول ، تنزه الرسول عن أكل الطعام والمشي في الأسواق، غنى الرسول، وقوته الخارقة، كل هذه الأشياء يراها المكلفون حجة تقطع الطريق على المعترضين بينما القرآن يذكرها في إطار النكير على أصحابها، والحكمة حتى لا يضع الإنسان شرو ط للمعرفة لا علاقة لها بها، مثل ما نبتلى به في العصر الحاضر ، من ذهاب البعض إلى أن كل ما لا يمكن تجريبه ماديا ليس من العلم والمعرفة أو أن كل ما لا يمكن البرهنة الرياضية عليه ليس بمعرفة.....الخ ؛من الشروط التي يضيق بها البعض سبل المعرفة والعلم.
فالحقائق الوجودية الكبرى؛ سواء كانت مادية أو معرفية، تكشف عن نفسها بطرق عدة فعلى سبيل المثال التفاحة(والمثال يضرب ولا يقاس) قد تكشف عن حقيقة وجودها عبر رائحتها، أو لونها، أو طعمها، أو شكلها، فليس لمن يعرفها بطعمها أن يعترض على من يتعرف عليها عبر رائحتها بحجة أنه لا يمكن استكشاف وجودها إلا عبر الطعم.
وهكذا حقائق الوجود مكشوفة لعقولنا بطرق شتى ومناهج عدة، فما صدقه العقل واعتبره موصلا للحقائق كان كذلك لأنه ؛ أي العقل هو المهيمن على الطرق(المناهج) إلى الحقائق يضعها ويرفعها بناء على مناسبتها لموضوع المعرفة.
المثال الثاني:
الولاية:
أ/ آيات ثبت أنها تخص ولاية أمير المؤمنين ع
هناك آيات كثيرة في القرآن الكريم نصت فرق المسلمين على نزولها في علي وأهل بيته تدل على ولايتهم عليهم السلام،
منها قوله تعالى : منها (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ 56 المائدة.
والمتأمل في هذه الآية يلاحظ أن تفسيرها بمشخص خارجي في وقتها كما هو المدعى دون عمومها واطلاقها أقرب لألفاظها ذلك أن اسم الموصول لا يخاطب به إلا من كان له معرفة يقينية بالشخص أو الأشخاص المشار إليهم باسم الموصول في الخارج، لذلك لم يستخدم القرآن لفظ (الذين نافقوا ) إلا في موردين ذلك أن المنافقين وإن كانوا معروفين للرسول صلى الله عليه وآله، ولكنهم لم ينكشفوا للمؤمنين إلا في مواقف محددة هي التي استخدم فيها القرآن لفظ الذين نافقوا في سورة آل عمران حين الحديث عن غزوة أحد وتخلف المنافقون، وسورة الحشر حين الحديث عن غزوة الأحزاب اذا انكشف المنافقين بتآمرهم مع أهل الكتاب.
بينما علي وإيمانه كان محل يقين من كل المسلمين فحق أن يخاطبهم بقوله الذين آمنوا.
ومنها: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا
ومنها: وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا 83 النساء
ومنها )يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) (67)المائدة
منها : الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا
وقد نص المفسرون ارتباطهما بحديث الغدير المشهور المتواتر
وغيرها من الآيات الشريفة
ب/ ترقي في الادعاء: نحن ندعي أن الولاية العامة التي تمثل ولاية أمير المؤمنين عليه السلام والأئمة من ولده أحد مصاديقها تنتظم تقريبا كل القرآن لارتباطها بالتوحيد وإن مدار القرآن ولايتهم عليهم السلام.. وهو مفاد رواياتهم عليهم السلام.
لأن القرآن الكريم عندما يبين التوحيد؛ يبين سبيلين سبيل الله وولايته وسبيل الشيطان والطاغوت، وطالما أن الطاغوت أمر محسوس مادي نواجهه على الأرض فسبيل الله يجب أن لا يكون أمرا ميتافيزيقيا وإنما أمر محسوس بين يتمثل في الرسول وأولي الأمر (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا 83 النساء)
والمجال لا يسع هنا لسرد كل تطبيقاتها في سور القرآن الكريم، لكن يمكن الإشارة لعناوين ترسم أهم أعمدتها التي لا يمكن أن نجد لها تطبيق إلا عبر نظرية الإمامة والولاية الشيعية
سبيل الله وسبيل الطاغوت وولاية الشيطان:
(((الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ﴿76﴾) النساء
ولكي يحكم الطاغوت لابد من وسائل ومقدمات ..فهو له سبيل ..والقرآن عندما يشير إلى سبيل الطاغوت يربطه بأولياء الشيطان..فهو وليهم ..
ومن لم يكن الله وليه فالشيطان وليه ..وفي الحقيقة التحاكم للطاغوت والاعتراف به ..الخ هو دخول في ولاية الشيطان ...
والسبيل هو ثقافة وفكر وسياسة واجتماع ..وحزب
سبيل وحزب ( ثقافي ، سياسي ، اجتماعي ،)
((اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ (19) إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَٰئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ (20) كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (21) لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)) (22) المجادلة
إذا الشيطان مشروعه : وعد وتزيين
﴾ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَٰؤُلَاءِ أَهْدَىٰ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا ﴿51﴾ النساء
قيادة( ولاية): طاغوت ( قتال وتحاكم وإخراج من النور إلى الظلمات)، سبيل... حزب
ومجموع ذلك ولاية وسلطنة
وقد حذرنا الله تعالى من ولاية الشيطان التي تقود إلى كل ذلك ..
(تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿63﴾ النحل
إذا فهمنا ذلك ...يمكن بسهولة التعرف على ملامح المشروع المقابل والاصل الذي تدعو إليه الرسالات
مشروع التوحيد وخلافة الله وولايته:
الخروج من ولاية الطاغوت والدخول في ولاية الله : هدف رسالي موحد واساس ..
(وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴿36﴾ النحل
ثم بيان مقدمات هذه المشروع :
الكفر بالطاغوت ..في سياق رائع في سورة البقرة في آية الكرسي التي تتحدث عن سلطان الله وولايته واسمائه الحسنى
(اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴿255﴾ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انْفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿256﴾ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿257﴾
ثم بتفصيل اكثر عن الولاية الإلهية( العروة الوثقى):
التسليم لله والخضوع التام هو العروة الوثقى ..يقول تعالى في سورة لقمان : (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۚ أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَىٰ عَذَابِ السَّعِيرِ ﴿21﴾ وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ ۗ وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴿22﴾
وهذا بدوره يتجلى في الرسل والاصفياء الذي يختارهم بحسب المهام الموكلة إليهم وفيهم تتوفر مواصفات معينة تحقق قول الله تعالى( اني جاعل في الأرض خليفة)
لتتضح معالم المشروع السماوي الذي يعبر عنه القرآن بالعروة الوثقى و الصراط المستقيم والذي اخذ ابليس على نفسه ان يقعد للناس عليه حتى لا يكون اكثر الناس شاكرين ..
فالرسل والانبياء والقادة الربانيين هم من يحكم ويقود ...وابى ابليس ان يكون لديه المقابل كبديل
إذاً مقابل كل رسول طاغوت ...
ومقابل كل طاغوت يخرج الناس من النور إلى الظلمات هناك ولي يثبت الناس على النور ويهديهم ويقودهم ضد مشروع الشيطان..
وبعد الرسول يستمر الطاغوت في التواجد ...
فهل ترك ابليس وحيداً في الساحة ليسيطر بعد وفاة الرسل أم ان مشروع التوحيد مشروع مستمر مادامت السموات والأرض ...ومادام ابليس على الأقل؟
طالما الامر مستمر بأصل الكفر بالطاغوت ...والأيمان بالله والدخول في ولايته ..فلابد من مصداق لذلك الخليفة الذي يقابل الطاغوت ...
يخبرنا الله تعالى عن ولايته ...وجوهر توحيده
(إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ﴿55﴾ وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ﴿56﴾ المائدة
فالله تعالى له خلفاء يمثلون ولايته ...وهم الرسل والانبياء والاوصياء.. سماهم القران بالخليفة في الأرض كما سماهم (اولي الامر)
و حق المالكية والحاكمية والخالقية الطاعة من العبد ..والله تعالى جعل تلك الطاعة لخليفته ووليه المختار ..واتاهم الكتاب والحكم والنبوة (أُولَٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ۚ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ ﴿89﴾
يقول تعالى :
((وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ...))
وقال:
((مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ۖ وَمَنْ تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿80﴾النساء
والطاعة نور من مالكية الرب ......والكتاب نفحة من علمه تعالى ....والحكم قبس من سلطان ولايته
وباجتماعها تكون الولاية
وقد بين الله تعالى من له الولاية في سورة المائدة ...وكيف يكون امتدادها ..ليكون الكفر بالطاغوت ( القيادة البديلة) موصلاً للإيمان بالله ومن يختاره ليكون خليفته ويكون اولي بهم من انفسهم
((إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ﴿55﴾ وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ﴿56﴾ المائدة
لتكتمل المقابلة ...ونرى الأصل بوضوح
فولاية الله الحقة يقابلها أوهام الشيطان ..وامنياته
ولي الله ( خليفته) يقابل الطاغوت
حزب الله ( ومكونه الذين يتولون الله ورسوله والذين آمنوا) يقابل حزب الشيطان
وسبيل الله ...يعاكسه سبيل الشيطان
والتسليم لأولياء الله وخلفائه يقابله التحاكم إلى الطاغوت
(﴾ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴿65﴾
ويقول (((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ
والحديث عن اولي الأمر في الحقيقة هو امتداد للحديث عن امر الولاية .. فالامر الذي امر الله تعالى بطاعة اوليائه وحامليه هو قبس من نور الولاية
اولي الامر مصداق الذين يؤتون الزكاة وهم راكعون
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ۖ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴿59﴾ النساء
((وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا.....))83 النساء
والجدير بالملاحظة ان في سورة النساء بعد ان يخبرنا الله تعالى بوجوب طاعة الله ورسوله واولي الامر ...يعرض بأولئك الذي اختاروا القيادة التي يدعو لها الشيطان ( الطاغوت) بدلاً عن الرسول واولي الامر في الآية (59)
ولتقريب ذلك نحاول الإجابة عن الامر ..ما هو ولمن ؟
لله الأمر:
((قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ۚ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ ۚ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ ﴿31﴾ يونس
((فِي بِضْعِ سِنِينَ ۗ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ ۚ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ﴿4﴾ الروم
((وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَىٰ ۗ بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا ۗ....))31 الرعد
((ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ ۖ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ ﴿26﴾ محمد
((وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴿9﴾ الحجرات
((اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ﴿12﴾ الطلاق
(((((( سورة القدر وتنزل الملائكة من كل أمر ...)))
امر الله نور لاية الله
(((يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا ۖ وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ ﴿19﴾ الانفطار
(((هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ ۚ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا ﴿44﴾
فمن له الأمر له الولاية إذا اعظم تجليات الولاية الخلق والأمر والحكم
((إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ ۗ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ۗ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿54﴾ الأعراف
فالذي يدبر الامر هو الله تعالى لا إله إلا هو يقول تعالى :
(إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ۖ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴿3﴾ يونس)
ومن الامر سننه الحاكمة وقيوميته فتبارك الله رب العالمين..
ونقرأ (وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا ﴿1﴾ وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا ﴿2﴾ وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا ﴿3﴾ فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا ﴿4﴾ فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا ﴿5﴾
فالملائكة تدبر من الامر باذنه ..ومنها رسل ينفذون امر الله تعالى .
ونقرأ ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ ﴿3﴾ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴿4﴾
وقوله تعالى(تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ﴿4﴾ سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴿5﴾
الملائكة مدبرات لبعض الامر
والملائكة سجدت لخليفة الله
لذلك تتنزل بالامر إلى ولي الامر وخليفة الله على الامر
وواضح ان المسجود له أولى بالامر
فسماهم الله تعالى مصداق ذلك الخليفة (اولو الأمر) وقال (منكم) لبيان انهم من جنس البشر دفعاً لأي توهم ..
وهذه الولاية هي عين التوحيد الذي فهمناه وذلك يعني ان الأرض لا يمكن ان تخلو منه طالما كانت هناك مطلوبية للتوحيد
نماذج قرآنية عن أمر الله واولياء الله
((وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ۚ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ﴿82﴾ الكهف
تجليات العلم والرحمة والولاية
((فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا ﴿65﴾ الكهف
التسبيح والتدبير
فإذا كانت الملائكة مدبرات امراً ( على التكوين)
فإن أولياء الله حملة ومنفذي ارادته وامره
الملائكة تسبح بحمد ربها وتقدس له ...فاذن الله تعالى بأن يكون لها شأن في تدبير الكون
واولياء الله وخلفائه يسبحون الله ..ويسلمون ويخلصون له ...فاخلصهم الله تعالى
عباد الله المخلصون هم المسبحون و في سورة الصافات حديث مفصل عن بعضهم ومنهم يونس الذي يصفه الله تعالى بانه من المسبحين ..
وفي سورة النور ( يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال) وتبدأ الآيات ببيان مثل نور الله ...الذي يهدي إليه الله من يشاء هو ذلك النور في سورة البقرة الذي بولايته يخرج اليه المؤمنين من الظلمات
حملة هذا النور ..هم أصحاب الاذن بالولاية ...وهم الذين إذن الله تعالى ان يتم أمره على أيديهم فقال : (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ ۖ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ﴿73﴾ الانبياء ...
وقال اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم
كل ذلك تجده مجموعا في هذه الآيات من سورة النساء فعلى وزن ما صغناه لك فيما مضى تدبر فيها .
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ ﴿44﴾ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَىٰ بِاللَّهِ نَصِيرًا ﴿45﴾ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ ۚ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَٰكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿46﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَىٰ أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا ﴿47﴾ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ۚ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا ﴿48﴾ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ ۚ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا ﴿49﴾ انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ۖ وَكَفَىٰ بِهِ إِثْمًا مُبِينًا ﴿50﴾ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَٰؤُلَاءِ أَهْدَىٰ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا ﴿51﴾ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ ۖ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا ﴿52﴾ أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا ﴿53﴾ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ۖ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا ﴿54﴾ فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ ۚ وَكَفَىٰ بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا ﴿55﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴿56﴾ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ ۖ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا ﴿57﴾ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ﴿58﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ۖ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴿59﴾ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴿60﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا ﴿61﴾فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا ﴿62﴾ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا ﴿63﴾ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا ﴿64﴾ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴿65﴾
اترك تعليق