لماذا سميت ذات النطاقين بهذا الاسم؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
لقّبت بـ « ذاتِ النطاقين » أسماء بنتُ أبي بكر، وهي زوجةُ الزبير بن العوّام وأمّ عبد الله.. قال النووي: قالَ العلماء: النطاقُ أن تلبسَ المرأة ثوبها ثمّ تشدّ وسطها بشيء، وترفع وسط ثوبها وترسلهُ على الأسفل، تفعلُ ذلك عند معاناةِ الأشغال لئلّا تعثرَ في ذيلها. (شرحُ صحيح مسلم ج16 ص99).
روى البخاريّ وغيرهُ عن أسماء بنت أبي بكر، قالت: صنعتُ سفرةَ رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلّم في بيت أبي بكر حين أراد أن يهاجرَ إلى المدينة، قالت: فلم نجد لسفرته ولا لسقائه ما نربطهما به، فقلت لأبي بكر: والله ما أجد شيئاً أربط به إلّا نطاقي، قال: فشقّيه باثنين، فاربطيهِ بواحد السقاء وبالآخر السفرة، ففعلت، فلذلك سُمِّيت « ذات النطاقين ». (صحيح البخاري ج4 ص13، ص258، مسند أحمد ج6 ص346، وغيرها).
وروى البخاريّ: أنّ أهلَ الشام كانوا يعيّرون ابنَ الزبير بابنِ ذاتِ النطاقين. (ينظر: صحيح البخاري ج6 ص199).
ومن الظاهر أنّ هذا يدلّ على فقر أبي بكر وفقر أسرته، وقد قال الشيخ الكراجكيّ ـ في بيان غلط العامّة فيما يدّعون لأبي بكر من الإنفاق والغنى ـ: ومن العجبِ دعواهم الإنفاق لرجلٍ قد عُرف مذ كان بالفقر وسوءِ الحال، ومَن اطّلع في النقلِ والآثار، وأشرف على السّيَرِ والأخبار، لم يخفَ عليه فقرُ أبي بكر وصعلكتهُ، وحاجتهُ ومسكنتهُ، وضيقُ معيشته، وضعفُ حيلته، وأنّه كان في الجاهليّة معلّماً، وفي الإسلام خيّاطاً، وكان أبوهُ سيّء الحال ضعيفاً، يكابدُ فقراً مهلكاً، ومعيشة ضنكاً، مكتسبهُ أكثرُ عمره من صيد القماري والدباسيّ الذي لا يقدر على غيره، فلمّا عُميَ وعجز ابنهُ عن القيام به التجأ إلى عبدِ الله بن جدعان، فنصبهُ ينادي على مائدتهِ كلّ يومٍ لإحضار الأضياف، وجعلَ له على ذلك ما يقوتهُ من الطعام، فمن أين كان لأبي بكر هذا الحال، وهذه حالهُ وحالُ أبيه في الفقر والإختلال؟! وهم الراوون: أنّ أبا بكر طلبَ يوماً من منزلهِ غشاءً لقربة فلم يكن عنده شيء حتّى شقّت أسماءُ نطاقها فغشّتِ القربة بنصفهِ، وزعموا أنّه سمّاها ذاتَ النطاقين. (التعجّب من أغلاط العامّة ص125ـ126)
اترك تعليق