هل العلاقة بين المرأة والمرأة (والمقصود هنا العلاقة الجنسية ) حرام في الاسلام ؟

السلام عليكم .. أنا مسلم وأعلم ان العلاقة السليمة التي أحلها الله تكون بين الرجل والمرأة وان ما دون ذلك حرام .. وأعلم أيضا ان العلاقة بين المرأة ومثلها من نفس الجنس حرام ولكن لا أملك الدليل على ذلك .. فمسألة المثلية بين الرجال محرمة بشكل قطعي ويروي لنا القران في هذا الصدد قصة سيدنا لوط .. سؤالي هنا : هل العلاقة بين المرأة والمرأة (والمقصود هنا العلاقة الجنسية ) حرام في الاسلام ؟ واذا كانت حرام .. ماهو الدليل من الكتاب والسنة والاجماع على ذلك .

: سيد حسن العلوي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : 

حرمةُ المُساحقةِ – كحُرمةِ اللواطِ والزّنا – مِن ضروريّاتِ دينِ الإسلامِ، التي أجمعَ على حُرمتِها جميعُ المُسلمينَ، ولم يُخالِف فيهِ أحدٌ منهم، وهيَ مِن أشدِّ الكبائرِ، وأعظمِ المُحرّماتِ، وعلى فاعلِها لعنةُ اللهِ وملائكتُه، وأنّهُ فعلُ أصحابِ الرّسِّ، وهوَ الزّنا الأكبرُ، وهيَ منَ المُحرّماتِ التي جعلَ اللهُ عليها حدّاً، وحدُّها حدُّ الزّنا، فلو تكرّرَت المُساحقةُ أربعةَ مرّاتٍ وتخلّلها الحدُّ، تُقتلُ في الرّابعةِ، ومصيرُ المرأةِ المُساحقةِ إلى النّارِ، وعليهنَّ سبعونَ حلّةً مِن نار، وفوقَ تلكَ الحُللِ جلدٌ جافٍ غليظٌ مِن نارٍ، وعليهنَّ نطاقٌ مِن نارٍ وتاجٌ مِن نار مِن فوقِ تلكَ الحُللِ وخفافٌ مِن نارٍ، وإبليسُ علّمَ اللّواطَ لرجالِ قومِ لوط، وإبنتُه لاقيس علّمَت النّساءَ السّحاقَ، فاستغنى الرّجالُ بالرّجالِ والنّساءُ بالنّساء، ويؤتى بهنَّ يومَ القيامةِ وقد أُلبسنَ مُقطّعاتٍ منَ النّارِ وقُنّعنَ بمقانعَ مِن نارٍ وبُردينِ مِن نار وأدخلَ في أجوافهنَّ إلى رؤوسهنَّ أعمدةٌ مِن نارٍ وقُذفَ بهنَّ في النّار.

 

قالَ العلّامةُ الحلّي: السّحقُ هو دلكُ فرجِ إمرأةٍ بفرجِ أُخرى، وهوَ محرّمٌ بالإجماعِ، رُوِيَ عنِ النبيّ (صلّى اللهُ عليهِ وآله وسلّم) قالَ: إذا أتَت المرأةُ المرأةَ، فهُما زانيتان. (تحريرُ الأحكام: 5 / 333) 

وقالَ السّيّدُ الرّوحاني: الموضعُ الثاني في السّحقِ وهوَ وطئُ المرأةِ لمثلِها، المُكنّى عنهُ في الأخبارِ باللّواتي مع َاللواتي وحُرمتُه مُجمعٌ عليها، والنّصوصُ الدّالّةُ عليها مُستفيضةٌ بل متواترة. (فقهُ الصّادق:25 / 455) .

وقالَ السيّدُ سابق (وهوَ مِن علماءِ أهلِ السنّةِ والجماعةِ): السّحاقُ مُحرّمٌ باتّفاقِ العُلماء. (فقهُ السنّةِ للسيّد سابق: 2 / 436) . 

 

 

(تحريمُ السّحاق)

1 – روى الكُلينيُّ بسندِه عن هشامٍ الصّيدناني ، عن أبي عبدِ الله ( عليه السّلام ) قالَ : سألَهُ رجلٌ عَن هذهِ الآيةِ ( كذّبَت قبلَهم قومُ نوحٍ وأصحابُ الرسِّ ) فقالَ بيدِه هكذا فمسحَ إحداهُما بالأخرى فقالَ ؟ هنَّ اللواتي باللواتي يعني النّساءَ بالنّساء . (الكافي للكُلينيّ: 5 / 551) .

 

2ـ الرّاوندي بالإسنادِ عن يعقوب بنِ إبراهيم قالَ: سمعتُ أبا الحسنِ موسى بنَ جعفرٍ صلواتُ اللهِ عليهما وسأله رجلٌ عن أصحابِ الرّسِّ الذينَ ذكرَهم اللهُ في كتابِه مَن هُم ؟ وممَّن هُم ؟ وأيُّ قومٍ كانوا ؟

فقاَل : كانا رسّينِ ، أمّا أحدُهما - فليسَ الذي ذكرَه اللهُ في كتابِه - كانَ أهله أهلُ بدو وأصحابُ شاةٍ وغنم ... 

وأمّا الذينَ ذكرَهم اللهُ في كتابِه ، فهُم قومٌ كانَ لهم نهرٌ يُدعى الرّسَّ ، وكانَ فيها أمياهٌ كثيرةٌ ، فسألَه رجلٌ وأينَ الرّسَّ ؟ فقالَ : هوَ نهرٌ بمنقطعِ آذربيجان ، وهوَ بينَ حدِّ ( 3 ) أرمنية و آذربيجان ، وكانوا يعبدونَ الصّلبانَ ، فبعثَ اللهُ إليهم ثلاثينَ نبيّاً في مشهدٍ واحدٍ فقتلوهُم جميعاً ، فبعثَ اللهُ إليهم نبيّاً وبعثَ معهُ وليّاً فجاهدَهم ، وبعثَ اللهُ ميكائيلَ في أوانِ وقوعِ الحبِّ والزّرعِ ، فانضبَ ماءَهم فلم يدَع عيناً ولا نهراً ولا ماءاً إلّا أيبسَه ، وأمرَ ملكَ الموِت فأماتَ مواشيهم وأمرَ اللهُ الأرضَ فابتلعَت ما كانَ لهُم مِن تبرٍ أو فضّةٍ أو آنيةٍ " فهوَ لقائمِنا عليه السّلام إذا قامَ " فماتوا كلّهم جوعاً وعطشاً وبكاءاً فلم يبقَ منهُم باقيةٌ وبقيَ منهُم قومٌ مُخلصونَ ، فدعوا اللهَ أن يُنجيهم بزرعٍ وماشيةٍ وماءٍ ويجعلَه قليلاً لئلّا يطغوا فأجابَهم اللهُ إلى ذلكَ ، لِما علمَ مِن صدقِ نيّاتِهم .

ثمَّ عادَ القومُ إلى منازلِهم ، فوجدوها قد صارَت أعلاها أسفلَها ، وأطلقَ اللهُ لهُم نهرَهم و زادَهم فيهِ على ما سألوا ، فقاموا على الظّاهرِ والباطنِ في طاعةِ اللهِ ، حتّى مضى أولئكَ القومُ ، وحدثَ نسلٌ بعدَ ذلكَ أطاعوا اللهَ في الظّاهرِ ونافقوهُ في الباطنِ وعصوا بأشياءَ شتّى ، فبعثَ اللهُ مَن أسرعَ فيهم القتلَ ، فبقيَت شرذمةٌ منهُم فسلّطَ اللهُ عليهم الطّاعونَ ، فلم يبقَ منهُم أحدٌ وبقيَ نهُرهم ومنازلُهم مائتي عامٍ لا يسكنُها أحدٌ ، ثمَّ أتى اللهُ تعالى بقومٍ بعدَ ذلكَ فنزلوها وكانوا صالحين ، ثمَّ أحدثَ قومٌ منهمُ فاحشةً واشتغلَ الرّجالُ بالرّجالِ والنّساءُ بالنّساءِ ، فسلّط اللهُ عليهم صاعقةً ، فلم يُبقِ منهم باقية . (قصصُ الأنبياءِ للرّاوندي ص 101) .

 

3ـ وروى عليٌّ بنُ أبراهيم بسندِه عَن جميلٍ عن أبي عبدِ اللهِ ( عليه السّلام ) قالَ : دخلَت إمرأةٌ معَ مولاتِها على أبي عبدِ اللهِ ( عليه السّلام ) فقالَت : ما تقولُ : في اللواتي معَ اللواتي ؟ فقالَ : هُنَّ في النّارِ إذا كانَ يومُ القيامةِ أُتيَ بهنَّ فألبسنَ جلباباً مِن نارٍ وخُفّينِ مِن نارٍ وقناعينِ مِن نار وأُدخِلَ في أجوافهنَّ وفروجهنَّ أعمدةٌ مِن نارٍ وقُذفَ بهنَّ في النّارِ ، قالت : فليسَ هذا في كتابِ اللهِ قالَ : بلى قالَت : أينَ ؟ قالَ : قوله : { وعاداً وثمودَ وأصحابَ الرّسِّ } . (تفسيرُ القّمّي: 2 / 113) .

وقالَ عليٌّ بنُ إبراهيم: أصحابُ الرّسِّ هُم الذيَن هلكوا ، لأنّهم إستغنوا الرّجالُ بالرّجالِ ، والنّساءُ بالنّساءِ ، والرّسُّ : نهرٌ بناحيةِ آذربايجان . (تفسيرُ القمّي: 2 / 323) .

وقالَ الصّدوقُ: ومعنى أصحابِ الرّسِّ : أنّهم نُسبوا إلى نهرٍ يُقالُ لهُ : الرّسُّ مِن بلادِ المشرقِ ... وكانَ نساؤهم يشتغلنَ بالنّساءِ عنِ الرّجالِ ، فعذّبَهم اللهُ عزّ وجلَّ بريحٍ عاصفٍ شديدةِ الحُمرةِ ، وجعلَ الأرضَ مِن تحتِهم حجرَ كبريتٍ يتوقّدُ ، وأظلّتهم سحابةٌ سوداءُ مظلمةٌ ، فانكفَت عليهم كالقبّةِ جمرةٌ تلتهبُ فذابَت أبدانُهم كما يذوبُ الرّصاصُ في النّار. (معاني الأخبارِ للصّدوق ص 48 – 49) .

وقالَ الطوسيُّ بعدَ أن ذكرَ الأقوالَ في أصحابِ الرّسِّ: وعَن أهلِ البيتِ (ع) أنّهم قومٌ كانَت نساؤهم سحّاقات . (التبيانُ في تفسيرِ القرآنِ: 7 / 491) .

 

4- وعَن إسحاقَ بنِ جريرٍ قالَ : سألتني إمرأةٌ أن أستأذنَ لها على أبي عبدِ اللهِ (عليه السّلام) فأذنَ لها فدخلَت ومعها مولاةٌ لها ، فقالَ : يا أبا عبدِ اللهِ قولُ اللهِ عزَّ وجلَّ : ( زيتونةٍ لا شرقيّةٍ ولا غربيّة ) ما عنى بهذا ؟ فقالَ : أيّتُها المرأةُ إنَّ اللهَ لم يضرِب الأمثالَ للشّجرِ إنّما ضربَ الأمثالَ لبني آدمَ سلِي عمّا تُريدينَ ، فقالت : أخبِرني عنِ اللواتي معَ اللواتي ما حدّهنَّ فيهِ ؟ قالَ : حدُّ الزّنا إنّهُ إذا كانَ يومُ القيامةِ يُؤتى بهنَّ قد ألبسنَ مُقطّعاتٍ مِن نار وقُنّعنَ بمقانعَ مِن نارٍ وسُرولنَ منَ النّارِ وأُدخلَ في أجوافهنَّ إلى رؤوسهنَّ أعمدةٌ مِن نارٍ وقُذفَ بهنَّ في النّارِ ، أيّتُها المرأةُ إنَّ أوّلَ مَن عملَ هذا العملَ قومُ لوطٍ فاستغنى الرّجالُ بالرّجالِ فبقيَ النّساءُ بغيرِ رجالٍ ففعلنَ كما فعلَ رجالهن . (الكافي للكُلينيّ: 5 / 551، المحاسنُ للبُرقي: 1 / 114، ثوابُ الأعمالِ وعقابُها للصّدوق ص268) . 

 

5- وروى الكُلينيُّ بسندِه عَن بشيرٍ النّبّالِ قالَ : رأيتُ عندَ أبي عبدِ اللهِ ( عليه السّلام ) رجلاً فقالَ له : جُعلتَ فداكَ ما تقولُ في اللّواتي معَ اللواتي ؟ فقالَ لهُ : لا أخبرُكَ حتّى تحلفَ لتُخبرنَّ بما أحدّثكَ بهِ النّساءَ قالَ : فحلفَ لهُ ، قالَ : فقالَ : هُما في النّارِ وعليهما سبعونَ حلّةً مِن نارٍ فوقَ تلكَ الحُللِ جلدٌ جافٌّ غليظٌ مِن نارٍ ، عليهما نطاقانِ مِن نار وتاجانِ مِن نار فوقَ تلكَ الحُللِ وخفّانِ مِن نارِ وهُما في النّار . (الكافي للكُليني: 5 / 552) .

 

6- وروى بسندِه عَن يعقوبَ بنِ جعفرٍ قالَ : سألَ رجلٌ أبا عبدِ اللهِ أو أبا إبراهيم ( عليهما السّلام ) عنِ المرأةِ تُساحقُ المرأةَ وكانَ مُتّكئاً فجلسَ فقالَ : ملعونةٌ الرّاكبةُ والمركوبةُ وملعونةٌ حتّى تخرُجَ مِن أثوابِها الرّاكبةُ والمركوبةُ فإنَّ اللهَ تباركَ وتعالى والملائكةَ وأولياءَه يلعنونهُما وأنا ومَن بقيَ في أصلابِ الرّجالِ وأرحامِ النّساءِ فهوَ واللهِ الزّنا الأكبرُ ولا واللهِ ما لهنَّ توبةٌ قاتلَ اللهُ لاقيس بنتَ إبليس ماذا جاءَت بهِ فقالَ الرّجلُ : هذا ما جاءَ بهِ أهلُ العراقِ ، فقالَ : واللهِ لقَد كانَ على عهدِ رسولِ اللهِ ( صلّى اللهُ عليهِ وآله ) قبلَ أن يكونَ العراقُ وفيهنَّ ، قالَ رسولُ اللهِ ( صلّى اللهُ عليهِ وآله ) : لعنَ اللهُ المُتشبّهاتِ بالرّجالِ منَ النّساءِ ولعنَ اللهُ المُتشبّهينَ منَ الرّجالِ بالنّساء . (الكافي للكُليني: 5 / 552) .

 

7ـ وروى الطّبرسيُّ عنِ النّبيّ (صلّى اللهُ عليهِ وآله وسلّم) قالَ : السّحقُ في النّساءِ بمنزلةِ اللّواطِ في الرّجال . (مكارمُ الأخلاق ص232، دعائمُ الإسلام:2 / 456، مُستدركُ الوسائل: 14 / 353 عنِ الجعفريّات) .

 

8ـ عن أبي خديجةَ ، عن أبي عبدِ اللهِ عليه السّلام ، قالَ : لعنَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وآله المُتشبّهينَ منَ الرّجالِ بالنّساءِ ، والمُتشبّهاتِ منَ النّساءِ بالرّجالِ ، قالَ : وهُم المُخنّثونَ واللّاتي ينكحُ بعضهنَّ بعضاً وإنّما أهلكَ اللهُ قومَ لوطٍ حينَ عملَ النّساءُ مثلَ ما عملَ الرّجالُ ، يأتي بعضُهم بعضاً . (المحاسنُ للبُرقي: 1 / 113، ثوابُ الأعمالِ وعقابُها للصّدوق ص267، الكافي للكُلينيّ: 5 / 550) .

 

9- عنِ النّبيّ ( صلّى اللهُ عليهِ وآله ) ، أنّه قالُ : " إنَّ أخوفَ ما أخافُ على أمّتي عملُ قومِ لوط ، فلترتقِب أمّتي العذابَ إذا تكافى الرّجالُ بالرّجالِ والنّساءُ بالنّساء . (مُستدركُ الوسائلِ:14 / 347) .

 

( حدُّ السّحاق )

1ـ عَن أبي عبدِ اللهِ عليه السّلام أنّهُ دخلَ عليهِ نسوةٌ فسألتهُ إمرأةٌ منهنَّ عنِ السّحقِ ، فقالَ : حدُّها حدُّ الزّاني. 

فقالَت المرأةُ: ما ذكرَ اللهُ عزّ وجلّ ذلكَ في القرآن ؟ 

فقالَ : بلى ، قالَت . وأينَ هوَ ؟ 

قالَ : هُنَّ أصحابُ الرّسِّ . (الكافي للكُلينيّ: 75 / 202، المحاسنُ للبُرقي: 1 / 114، ثوابُ الأعمالِ وعقابُها للصّدوقِ ص268، مَن لا يحضرُه الفقيهُ للصّدوقِ:4 / 42، التّهذيبُ للطّوسي: 10 / 57) .

 

2 – عن سماعةَ بنِ مهران قالَ : سألتُه عنِ المرأتينِ توجدانِ في لحافٍ واحدٍ قالَ : تُجلدُ كلُّ واحدةٍ منهُما مائةَ جلدة . (الكافي للكُليني: 5 / 552، التهذيب للطوسي: 10 / 57) .

 

3 –عن زُرارةَ ، عن أبي جعفر عليه السّلام قالَ : السّحاقةُ تُجلدُ . (الكافي للكُلينيّ: 5 / 552، التّهذيبُ للطّوسي: 10 / 57) .

 

(حكمةُ تحريمِ اللّواطِ والسّحق )

1 – روى الصّدوقُ بسندِه عَن محمّدٍ بنِ سنان أنَّ أبا الحسنِ عليّاً بنَ موسى الرّضا عليهِ السّلام كتبَ إليهِ فيما كتبَ مِن جوابِ مسائلِه علّةُ تحريمِ الذّكرانِ للذّكرانِ ، والإناثِ للإناثِ لِما رُكّبَ في الإناثِ وما طُبعَ عليهِ الذّكرانِ ولِما في إتيانِ الذّكرانِ الذّكرانَ والإناثِ الإناثَ مِن إنقطاعِ النّسلِ وفسادِ التّدبيرِ وخرابِ الدّنيا . (عللُ الشّرائعِ: 2 / 547 باب 340) .

 

(مِن علاماتِ آخرِ الزّمانِ وفسادِ النّاس)

1 – روى الصّدوقُ بسندِه عن محمّدٍ بنِ مُسلم الثّقفي قالَ : سمعتُ أبا جعفرٍ محمّداً بنَ عليٍّ الباقرِ عليهما السّلام يقولُ : القائمُ منّا منصورٌ بالرّعبِ ، مؤيّدٌ بالنّصرِ تطوي لهُ الأرضُ وتُظهرُ لهُ الكنوزَ ، يبلغُ سُلطانُه المشرقَ والمغربَ ، ويُظهرُ اللهُ عزَّ وجلَّ بهِ دينَه على الدّينِ كلِّه ولو كرهَ المُشركونَ ، فلا يبقى في الأرضِ خرابٌ إلّا قد عُمِّر ، و ينزلُ روحُ اللهِ عيسى بنُ مريم عليهِ السّلام فيُصلّي خلفَه . 

قالَ : قلتُ : يا إبنَ رسولِ اللهِ متّى يخرجُ قائمُكم ؟ قالَ : إذا تشبّهَ الرّجالُ بالنّساءِ ، والنّساءُ بالرّجالِ ، واكتفى الرّجالُ بالرّجالِ ، والنّساءُ بالنّساءِ ، وركبَ ذواتُ الفروجِ السّروجَ ، وقُبلَت شهاداتُ الزّورِ ، ورُدَّت شهاداتُ العدولِ ، وإستخفَّ النّاسُ بالدّماءِ وإرتكابِ الزّنا وأكلِ الرّبا ، وإتّقيَ الأشرارُ مخافةَ ألسنتِهم ... ( كمالُ الدّينِ للصّدوق: 331) .

 

2ـ وروى الكُلينيُّ بسندِه عَن حمرانَ قالَ : قالَ أبو عبدِ اللهِ ( عليه السّلام ) : ... فإذا رأيتَ الحقَّ قَد ماتَ وذهبَ أهله ، ورأيتَ الجورَ قد شملَ البلادَ ، ورأيتَ القرآنَ قد خلِقَ وأُحدثَ فيهِ ما ليسَ فيهِ ووجّهَ على الأهواءِ ، ورأيتَ الدّينَ قد إنكفى كما ينكفي الماءُ ، ورأيتَ أهلَ الباطلِ قد إستعلوا على أهلِ الحقِّ ، ورأيتَ الشّرَّ ظاهراً لا يُنهى عنهُ ويُعذرُ أصحابُه ، ورأيتَ الفسقَ قَد ظهرَ وإكتفى الرّجالُ بالرّجالِ والنّساءُ بالنّساءِ ، ورأيتَ المؤمنَ صامِتاً لا يُقبلُ قوله ، ورأيتَ الفاسقَ يُكذّبُ ولا يُردُّ عليهِ كذبُه وفريتُه ، ورأيتَ الصّغيرَ يُستحقرُ بالكبيرِ ، ورأيتَ الأرحامَ قد تقطّعَت ، ورأيتَ مَن يمتدحُ بالفسقِ يُضحَكُ منهُ ولا يُردُّ عليهِ قوله ، ورأيتَ الغُلامَ يُعطى ما تُعطى المرأةُ ، ورأيتَ النّساءَ يتزوّجنَ النّساءَ ، ورأيتَ الثّناءَ قد كثرَ ورأيتَ الرّجلَ ينفقُ المالَ في غيرِ طاعةِ اللهِ فلا يُنهى ولا يؤخذُ على يديهِ ، ورأيتَ النّاظرَ يتعوّذُ باللهِ ممّا يرى المؤمن فيهِ منَ الإجتهادِ ، ورأيتَ الجارَ يُؤذي جارَه وليسَ لهُ مانعٌ ، ورأيتَ الكافرَ فرحاً لِما يرى في المؤمنِ ، مرِحاً لِما يرى في الأرضِ منَ الفسادِ ، ورأيتَ الخمورَ تُشربُ علانيةً ويجتمعُ عليها مَن لا يخافُ اللهَ عزَّ وجلَّ ، ورأيتَ الآمرَ بالمعروفِ ذليلاً ، ورأيتَ الفاسقَ فيما لا يحبُّ اللهُ قويّاً محموداً ، ورأيتَ أصحابَ الآياتِ يُحتقرونَ ويُحتقرُ مَن يُحبّهم ، ورأيتَ سبيلَ الخيرِ مُنقطِعا وسبيلَ الشّرِّ مسلوكاً ، ورأيتَ بيتَ اللهِ قد عُطّلَ ويؤمرُ بتركِه ، ورأيتَ الرّجلَ يقولُ ما لا يفعله ، ورأيتَ الرّجالَ يتسمّنونَ للرّجالِ والنّساءَ للنّساءِ ، ورأيتَ الرّجلَ معيشتُه مِن دُبرِه ومعيشةُ المرأةِ مِن فرجِها ، ورأيتَ النّساءَ يتّخذنَ المجالسَ كما يتّخذُها الرّجال ... (الكافي للكُليني: 8 / 37 – 38) . 

 

3ـ وروى عليٌّ بنُ إبراهيمَ بسندِه عن إبنِ عبّاس ، عنِ النّبي ( صلّى اللهُ عليهِ وآله وسلّم ) أنّهُ قالَ في حجّةِ الوداعِ : إنَّ مِن أشراطِ القيامةِ إضاعةُ الصّلاةِ ، وإتّباعُ الشّهواتِ ، والميلُ معَ الأهواءِ وتعظيمُ المالِ ، وبيعُ الدّنيا بالدّينِ ، فعندَها يُذابُ قلبُ المؤمنِ في جوفِه كما يُذابُ الملحُ في الماءِ ممّا يرى منَ المُنكرِ فلا يستطيعُ أن يُغيّرَه ... إنَّ عندَها يكونُ المُنكرُ معروفاً ، والمعروفُ مُنكراً ، ويُؤتمنُ الخائنُ ، ويخونُ الأمينُ ، ويُصدّقُ الكاذبُ ، ويُكذّبُ الصّادقُ ... فعندَها إمارةُ النّساءِ ومشاورةُ الإماءِ ، وقعودُ الصّبيانِ على المنابرِ ، ويكونُ الكذبُ ظرَفاً ، والزّكاةُ مغرماً ، والفيءُ مغنماً ، ويجفو الرّجلُ والديهِ ويبرُّ صديقَه ... فعندَها يكتفي الرّجالُ بالرّجالِ ، والنّساءُ بالنّساءِ ، ويُغارُ على الغلمانِ كما يُغارُ على الجاريةِ في بيتِ أهلِها ، ويُشبّهُ الرّجالُ بالنّساءِ والنّساءُ بالرّجالِ ، ويركبنَ ذواتُ الفروجِ والسّروجِ فعليهم مِن أمّتي لعنةَ الله . (تفسيرُ القمّي: 2 / 303 – 305) . 

 

وغيرُها منَ الرّواياتِ الكثيرةِ الدّالّةِ على حُرمتِها .