رُويَ عن أبي جعفرٍ (ع): «لو بقيَت الأرضُ يوماً بلا إمامٍ منّا لساخَت بأهلِها ولعذّبَهم اللهُ بأشدِّ عذابِه»، مَن هوَ الإمامُ قبلَ النّبي إبراهيم (ع) الذي كانَ يجبُ عليهِ إطاعتُه؟
السّلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركات،
إنّ الرّواياتِ الواردةَ في بيانِ لزومِ وجودِ الحُجّةِ الإلهيّةِ في الأرضِ كثيرةٌ وألسنتُها متنوّعةٌ، وقد أُخذَ في بعضِها: عنوانُ «الإمام»، وفي بعضِها: «الحجّة»، وفي بعضِها: «العالِم»، وفي بعضِها: «أهلُ البيت»، ونحوها، وهذه العناوينُ المتنوّعةُ تجمعُها عنوانُ «حجّةُ اللهِ وخليفةُ الله»، أي: ما يكونُ واسطةً بينَ الخلقِ والخالقِ، فإنّ الأرضَ لا تخلو منَ الحُجّةِ، سواءٌ كانَ نبيّاً أو رسولاً أو وصيّاً أو إماماً، فسائرُ هؤلاءِ حُججُ اللهِ وخلفاؤه.. وقَد روى الشّيخُ الصّدوقُ في [كمالِ الدّينِ ص202] عن أبي عبدِ اللهِ عليه السّلام قالَ: « ولولا مَن على الأرضِ مِن حُججِ اللهِ لنفضَت الأرضُ ما فيها وألقَت ما عليها، إنَّ الأرضَ لا تخلو ساعةً منَ الحُجّةِ »، وروى أيضاً في [كمالِ الدّينِ ص204] عن سليمانَ الجعفريّ، قالَ: سألتُ أبا الحسنِ الرّضا عليه السّلام فقلتُ: أتخلو الأرضُ مِن حُجّةٍ؟ فقالَ: « لو خلَت مِن حجّةٍ طرفةَ عينٍ لساخَت بأهلِها ».
إذا عرفتَ هذا، نقولُ: إنّ المناطَ هوَ وجودُ الحُجّةِ الإلهيّةِ في الأرضِ، والحجّةُ قبلَ النبيّ إبراهيم عليه السّلام هوَ النبيّ أو الوصيّ الذي كانَ قبله.. وإختلفتِ الرّواياتُ في إسمِ الحُجّةِ الإلهيّةِ قبلَ النبيّ إبراهيم عليه السّلام، ففي روايةٍ في [كمالِ الدّينِ ص212] أنّ إسمَه عمران، وفي روايةٍ في [الرّوضةِ في فضائلِ أميرِ المؤمنين ص221] أنّه تارخ والدُ إبراهيم.
والحمدُ للهِ ربّ العالمين.
اترك تعليق