معنى وشرحُ الرّوايةِ ( سألتُ أبا الحسنِ عليهِ السّلام عَن قناعِ النّساءِ الحرائرِ منَ الخصيانِ فقالَ : كانوا يدخلونَ على بناتِ أبي الحسنِ عليهِ السّلام ولا يتقنّعن)؟ 

: السيد رعد المرسومي

 

السّلامُ عليكُم ورحمة الله

لابدّ أوّلاً أنْ نبيّنَ معاني المفرداتِ الواردةِ في هذا الحديثِ وِفقاً لِما وردَ في كتبِ اللغةِ كالصّحاحِ للجوهريّ، ولسانِ العربِ لابنِ منظور وغيرِهما، ومِن ثَمَّ نشرحُ الحديثَ، فنقولُ: النّساءُ الحرائرُ ، المُرادُ بهنَّ النّساءُ الكريماتُ في مقابلِ الإماءِ، وهنَّ الجواري، والقناعُ هوَ غطاءٌ تضعُه المرأةُ على رأسِها لتسترَ بهِ شعرَها، والخصيانُ جمعُ خصيٍّ، وهوَ الرّجلُ الذي ذهبَت خصيتاهُ بقطعٍ أو نحوه.    

فإذا عرفتَ ما تقدّم، فنقولُ: إنّ السّائلَ كانَ يسألُ الإمامُ الرّضا (عليه السّلام) عن حُكمِ مسألةٍ متعلّقةٍ بالمرأةِ الحرّةِ التي يدخلُ عليها الخصيُّ منَ الرّجالِ هل تضعُ على رأسِها القناعَ حتّى لا ينظرَ إلى شعرها، فأجابَه الإمامُ (ع) بأنّ الخصيانَ كانوا يدخلونَ على بناتِ أبي الحسنِ عليه السّلام [يعني على بناتِ الإمامِ الكاظمِ (ع)]، ولا يتقنعن. 

هذا هوَ المرادُ منَ الخبرِ بحسبِ ظاهرِه، معَ الأخذِ بعينِ الإعتبارِ أنّ أصلَ هذه المسألةِ قد إختلفَ فيها أهلُ العلمِ، إذْ ذهبَ الشيخُ الطوسيّ (قدّس) في كتابِه (الإستبصار ج ٣، الشيخ الطوسي، ص ٢٥٢) إلى أنّ الوجهَ في هذا الخبرِ هوَ ضربٌ منَ التّقيّةِ، والأولى العملُ على خبرِ أحمدَ بنِ إسحاق عَن أبي إبراهيم عليهِ السّلام، فهوَ أحوطُ في الدينِ، إذْ وردَ فيهِ أنّ أحمدَ بنَ إسحاق سألَ الإمامَ الكاظمَ عليه السّلام، فقالَ قلتُ له : يكونُ للرّجلِ الخصيّ يدخلُ على نسائِه فينا ولهنَّ الوضوءُ فيرى شعورهنَّ فقالَ : لا. 

قلتُ: وقد بيّنَ هذهِ المسألةَ والخلافَ فيها الشّهيدُ الثاني (قدّس) في مسالكِ الأفهامِ، (ج ٧، الشهيدُ الثاني، ص ٥٣)، فمَن أرادَ المزيدَ والتّفصيلَ، فليرجِع إلى المصدرِ المذكور. ودمُتم سالِمين.