هل يصحُّ الحديثُ المرويُّ عن النبيّ (ص) أنّه اطّلعَ في الجنّةِ فرأى أكثرَ أهلِها الفُقراء، واطّلعَ في النارِ فرأى أكثرَ أهلِها النساء؟
السلامُ عليكُم ورحمةُ الله،هذا الحديثُ مرويٌّ عن أبناءِ العامّة، رواهُ البُخاريّ ومُسلم وأحمد في مُسندِه وغيرهم، وأمّا عندَنا، فلا يصحُّ، خصوصاً فيما يتعلّقُ بالنساء، وننقلُ لكُم رأيَ بعضِ عُلمائنا في هذا الحديثِ الخطير، إذ يقولُ الشيخُ السُّبحاني في معرضِ تعليقِه على هذا الحديث: لو ثبتَ الحديثُ وأنّ النبيّ « صلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم » اطّلعَ مِن عالمِ الغيبِ على أنّ أكثرَ أهلِ النار منَ النساء ، لأخَذنا به ، لكنّه لم يثبُت ، والواقعُ المشهودُ في تاريخِ البشرِ هو أنّ نسبةَ وقوعِ المعاصي مِن قِبلِ الرجالِ أكثرُ منه عندَ النساء ، فثمّةَ معاصٍ مُوبقةٌ لا يقومُ بها غالباً إلاّ الرجالُ كاللواطِ والسرقةِ والقتلِ وغيرِها . أمّا النساءُ فيُلازمنَ المنازلَ غالباً ويقُمنَ بالوظائفِ البيتيّة أو العملِ في المزارعِ والمعامل. أضِف إلى ذلكَ أنّ المُعاناةَ التي تُلاقيها المرأةُ أيّامَ الحملِ والوضعِ بمثابةِ مُطهّرٍ لها منَ الذنوبِ ولو ماتَت في هذا السبيلِ ماتَت شهيدةً. روى النسائيُّ عن عُقبةَ بنِ عامر أنّ رسولَ اللّه «صلّى اللهُ عليهِ وآله وسلّم » قالَ : « والنفساءُ في سبيلِ اللّهِ شهيد ». ومَن لاحظَ الرواياتِ الواردةَ في هذا المجالِ رأى فيها قسوةً ظاهرةً في حقِّ النساء. [كتابُ الحديثِ النبوي بينَ الروايةِ والدراية، الشيخُ السُّبحاني، ص٢٥٠]. ويقولُ الباحثُ عبدُ الصمدِ شاكر، في كتابِه (نظرةٌ عابرةٌ إلى الصِّحاحِ الستّة)، (ص322): أقولُ : كونُ أكثرِ النساءِ في النارِ لا يبعدُ أنّه مِن وضعِ الوضّاعينَ فإنّهنَّ لضعفِ عقولِهم، أولى بالرّحمة ، على أنَّ تكثيرَ الشكايةِ وكفرانَ العشيرِ لا يوجبُ دخولَ النار كما لا يخفى. ودمتُم سالِمين.
اترك تعليق