(.....ومنَ العلماءِ مَن يتّخذُ علمَه مروءةً وعقلاً فذاكَ في الدركِ السّابعِ من النّارِ ) مُمكن معنى هذهِ الكلماتِ الواردةِ في حديثِ الإمامِ عليهِ السّلام
السّلام عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاته،
هذا الحديثُ رواهُ الصّدوقُ في [الخصالِ ج2 ص352] تحتَ عنوانِ: (سبعةٌ منَ العلماءِ في النّار)، عن أبي عبدِ اللهِ جعفرٍ الصّادقِ عليه السّلام، وقد ذكرَ فيهِ سبعَ طوائفَ منَ العلماءِ الذينَ يكونونَ في النّارِ، وسابعُهم: « ومنَ العلماءِ مَن يتّخذُ علمَه مروءةً وعقلاً فذاكَ في الدّركِ السّابعِ منَ النّار»، وفي بعضِ المصادرِ: « ونبلاً » بدلَ « وعقلاً ». والحديثُ رواهُ منَ المُخالفينَ إبنُ الجوزيّ في [الموضوعاتِ ج1 ص265]، من حديثِ معاذٍ بنِ جبلٍ عنِ النبيّ صلّى اللهُ عليهِ وآله، وفيهِ: « ومنَ العلماءِ مَن يتّخذُ علمَه مروءةً ونبلاً وذكراً في النّاسِ فذاكَ في الدّركِ السّابعِ منَ النّار».
ومعنى هذهِ الفقرةِ: أنّ العالمَ الذي يطلبُ العلمَ ويبذله ليعتبرَه النّاسُ مِن أهلِ المروّةِ والعلمِ ومنَ العقلاءِ وليكونَ لهُ ذكرٌ عندَ النّاسِ، فهوَ في الدّركِ السّابعِ منَ النّارِ؛ لأنّهُ لم يكُن ذلكَ للهِ تعالى، بل مِن أجلِ الدّنيا وبناءِ السّمعةِ والجاهِ والرّئاسةِ.. وقد وردَ ذمُّ ذلكَ في رواياتٍ كثيرةٍ، منها: ما رواهُ الشّيخُ الكلينيّ في [الكافي ج1 ص47] عن أبي جعفرٍ عليه السّلام: « مَن طلبَ العلمَ ليباهيَ بهِ العلماءَ، أو يماريَ به السّفهاءَ، أو يصرفَ بهِ وجوهَ النّاسِ إليه، فليتبوّء مقعدَه منَ النّارِ، إنَّ الرّئاسةَ لا تصلحُ إلّا لأهلِها »، ومعنى صرفِ وجوهِ النّاسِ إليهِ هوَ طلبُ الحكومةِ بينَهم والرّئاسةِ عليهم وقصدُ الغلبةِ والإشتهارِ وتحصيلِ التفوّقِ والإعتبار. [ينظر: شرحُ أصولِ الكافي ج2 ص164].
قالَ العلّامةُ المجلسيّ في [بحارِ الأنوارِ ج2 ص109] في بيانِ الحديث: (قوله عليهِ السّلام: « يتّخذُ علمَه مروّةً وعقلاً »، أي: يطلبُ العلمَ ويبذله ليعدَّهُ النّاسُ مِن أهلِ المروّةِ والعقل). وفي حاشيةِ [الفصولِ المُهمّةِ ج1 ص610] للحرِّ العامليّ: (أي للدّنيا لا للآخرة).
والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
اترك تعليق