يقولُ اللهُ تعالى: {وَإِن يَمسَسكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِن يُرِدكَ بِخَيرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضلِهِ}، ما الفرقُ بينَ {يَمسَسكَ} و{يُرِدكَ}؟
السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاته،
ذكرَ المُفسّرونَ أكثرَ مِن وجهٍ مُحتملٍ لذلك:
الأوّلُ: أنّ ذكرَ الإرادةِ معَ الخيرِ والمسِّ معَ الضّرِّ ـ معَ تلازمِ الأمرينِ ـ للتنبيهِ على أنَّ الخيرَ مرادٌ بالذاتِ وأنَّ الضّرَّ إنّما مسّهُم لا بالقصدِ الأوّلِ، أي: أن ما يريدُه سبحانَه يصيبُ، وما يصيبُ لا يكونُ إلّا بإرادتِه تعالى للإيذانِ بأنَّ الخيرَ مقصودٌ للهِ تعالى بالذّاتِ، والضّرُّ إنّما يقعُ جزاءً على الأعمالِ وليسَ مقصوداً بالذات. [تفسيرُ الصّافي ج2 ص429، تفسيرُ الآلوسي ج11 ص200].
الثاني: أنّهُ أريدَ معنى الفعلينِ في كلٍّ منَ الخيرِ والضّرِّ لاقتضاءِ المقامِ تأكيدَ كلٍّ منَ الترغيبِ والترهيبِ إلّا أنّهُ قصدَ الإيجازَ في الكلامِ فذكرَ في أحدِهما المسَّ وفي الآخرِ الإرادةَ ليدلَّ بما ذكرَ في كلِّ جانبٍ على ما تركَ في الجانبِ الآخرِ، ففي الآيةِ نوعٌ منَ البديعِ يُسمّى إحتباكاً. [تفسيرُ الآلوسي ج11 ص200].
والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
اترك تعليق