ما وجهُ تحليلِ الفيضِ الكاشانيّ للغناء؟
السّلامُ عليكم ورحمة الله،
يرى الفيضَ الكاشانيّ (رحمَه اللهُ) أنّ تفسيرَ (قولِ الزّورِ) الواردِ في قولِه تعالى: (واجتنبوا قولَ الزّورِ)، ونحوَ ذلكَ، وكذلكَ ما وردَ مِن تحريمِ الغناءِ في بعضِ رواياتِ المعصومينَ عليهم السّلام، إنّما يُقصدُ بهِ مواردُ خاصّةٌ كان يفعلها بنو أُميّةَ وبنو العبّاسِ في مجالسِهم اللهويّةِ المُشتملةِ على الموبقاتِ والمُحرّماتِ، إذ يقولُ في كتابِه «الوافي»: ) الوافي 17: 205): «والذي يظهرُ مِن مجموعِ الأخبارِ الواردةِ فيهِ إختصاصُ حُرمةِ الغناءِ وما يتعلّقُ بهِ منَ الأجرِ والتّعليمِ والإستماعِ والبيعِ والشراءِ كلّها بما كانَ على النّحوِ المعهودِ المُتعارفِ في زمنِ بني أميّةَ وبني العبّاسِ، من دخولِ الرّجالِ عليهنّ، وتكلّمهنَّ بالأباطيلِ، ولعبهنَّ بالملاهي منَ العيدانِ والقضيبِ وغيرِهما، دونَ ما سوى ذلكَ، كما يُشعرُ بهِ قوله: ليسَت بالتي يدخلُ عليها الرّجالُ»... ثمّ إستطردَ قائلاً: «وعلى هذا فلا بأسَ بسماعِ التغنّي بالأشعارِ الُمتضمِّنةِ ذكرَ الجنّةِ والنّارِ، والتشويقِ إلى دارِ القرارِ، ووصفِ نِعَمِ اللهِ الملكِ الجبّارِ، وذكرِ العباداتِ والترغيبِ في الخيراتِ والزّهدِ في الفانياتِ، ونحوِ ذلك». معَ العلمِ أنّ جمهورَ علماءِ الإماميّةِ يخالفُ ما ذهبَ إليهِ الفيضُ الكاشانيّ في هذهِ المسألةِ كما نُقلَ عنِ الشّهيدِ الثاني في (الرّوضةِ البهيّةِ 3/210)، أنّه قالَ في تعريفِ الغناءِ: «وهوَ مدُّ الصّوتِ المُشتملِ على التّرجيعِ المُطربِ، أو ما سمّيَ في العُرفِ غناءً وإن لم يُطرِب؛ سواءٌ كانَ في شعرٍ أم قرآنٍ أو غيرِهما)، وقد ذهبَ إلى ذلكَ طائفةٌ كبيرةٌ مِن علمائِنا. ودمتُم سالِمين.
اترك تعليق