ما المقصودُ بـ "بيتِ الغناء" الذي لا تؤمنُ فيهِ الفجيعة؟ هل الملاهي أم البيوتُ السكنيّة التي يستمعُ فيها الغناء؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : تواترَت رواياتُ المعصومينَ الدالّةُ على حُرمةِ الغناء، وما أشارَ إليه السّائلُ هو روايةٌ عن الإمامِ الصادقِ (عليهِ السلام) أنّه قال: الغناءُ بيتٌ لا تؤمنُ فيه الفجيعةُ، ولا تجابُ فيه الدّعوة، ولا تدخلهُ الملائكة) والمقصودُ أنَّ كلَّ بيتٍ يكونُ فيه الغناءُ لا تؤمنُ فيه الفجيعة، ففي الروايةِ أنَّ الإمامَ الصّادقَ (عليهِ السلام) سألَ أحدَ أصحابِه أينَ كنتَ أمس؟ قالَ: الرجلُ: فظننتُ أنّه قد عرفَ الموضعَ، فقلتُ: جُعلتَ فداكَ، مررتُ بفلانٍ فتعلّقَ بي وأدخلَني دارَه، وأخرجَ إليَّ جاريةً له فغنّت، فقالَ الإمامُ (عليهِ السلام): أفأمنتَ اللهَ على أهلِك ومالِك؟! إنَّ ذلكَ مجلسٌ لا ينظرُ اللهُ إلى أهله) وفي روايةٍ أخرى أنّه سألَ رجلاً ممَّن يتّصلُ به، عن حالِه، فقال: جُعلتُ فداك، مرَّ بي فلانٌ أمس فأخذَ بيدي وأدخلني منزلهُ، وعندَه جاريةٌ تضربُ وتغنّي، فكنتُ عندَه حتّى أمسينا، فقالَ أبو عبدِ الله (عليهِ السلام): ويحَك، أما خفتَ أمرَ اللهِ أن يأتيكَ وأنتَ على تلكَ الحال، إنّهُ مجلسٌ لا ينظرُ اللهُ إلى أهلِه، الغناءُ أخبثُ ما خلقَ الله، الغناءُ شرُّ ما خلقَ الله، الغناءُ يُورثُ النفاقَ، الغناءُ يورثُ الفقر) (يمكنُ مراجعةُ هذهِ الرواياتِ في مُستدركِ الوسائل ج13، ص 213) وبحسبِ دلالةِ الرواياتِ التي ذكرناها يتّضحُ أنَّ المقصودَ مِن (بيتِ الغناءِ الذي لا تؤمنُ فيهِ الفجيعة) هوَ كلُّ بيتٍ يقامُ فيهِ الغناءُ سواءٌ كانَ بشكلٍ مُباشرٍ مثلَ حضورِ المُغنّي أو المُغنّية كما فعلَت الجاريةُ، أو عن طريقِ تشغيلِ الأغاني عبرَ الأجهزةِ بوصفِه مِصداقاً عُرفيّاً للبيتِ الذي فيهِ أغاني، وعلى ذلكَ فإنَّ البيوتَ التي خُصّصَت للغناءِ كالملاهي هيَ مِن أبرزِ مصاديقِ البيوتِ التي لا تؤمنُ فيها الفجيعة.
اترك تعليق