في غيبة الامام المهدي (ع) من هم المقصودُون "بخاصّةُ شيعتِه" ومن هم "خاصّةُ مواليه" ؟
في الكافي: عن محمّدٍ بنِ يحيى، عن محمّدٍ بنِ الحسينِ، عن إبنِ محبوب، عن إسحاقَ بنِ عمّار، قالَ: قال أبو عبدِ اللهِ عليه السّلام: « للقائمِ غيبتانِ: إحداهُما قصيرةٌ، والأخرى طويلةٌ, الغيبةُ الأولى لا يعلمُ بمكانِه فيها إلا خاصّةُ شيعتِه، والأخرى لا يعلمُ بمكانِه فيها إلّا خاصّةُ مواليه ». السّؤالُ: ما المقصودُ مِن شيعتِه ومَن هم في الغيبةِ الأولى؟ ومَن هُم مواليه في الغيبةِ الثانية؟
السّلامُ عليكم ورحمة اللهِ وبركاته،
هذا الحديثُ الشّريفُ إسنادُه موثّقٌ، رواهُ الشيخُ الكليني في [الكافي ج1 ص340]، والشيخُ النّعماني في [الغيبةِ ص175]. وقد روى الكلينيّ أيضاً بإسنادِه عن أبي عبدِ اللهِ عليه السّلام قالَ: « لابدَّ لصاحبِ هذا الأمرِ مِن غيبةٍ، ولابدّ في غيبتِه مِن عزلةٍ، ونعمَ المنزلُ طيبة، وما بثلاثينَ مِن وحشةٍ »، فإنّ ظاهرَ العبارةِ الأخيرةِ هوَ أنّ الإمامَ عليهِ السّلام معَ ثلاثينَ شخصاً، وليسَ لهُم وحشةٌ لاستئناسِ بعضِهم ببعض.
الظاهرُ أنّ المرادَ مِن «خاصّةِ شيعتِه» الذينَ يعلمونَ مكانَه (عجّلَ اللهُ فرجه) في الغيبةِ الصّغرى هُم السّفراءُ وبعضُ الوكلاءِ، ولا يخفى أنّه كانَ للإمامِ (عليه السّلام) أربعةُ سفراء، وهُم: عثمانُ بنُ سعيدٍ العمري، ومحمّدٌ بنُ عثمانَ العمري، والحسينُ بنُ روحٍ النوبختي، وعليٌّ بنُ محمّدٍ السّمري (رضوانُ اللهِ عليهم).
وأمّا المُرادُ مِن «خاصّةِ مواليه» الذينَ يعلمونَ مكانَه في الغيبةِ الكُبرى فيحتملُ وجهان: الأوّلُ: أنّهم خدمُه وأهله الذينَ يحيطونَ بهِ ويكونونَ معه. الثاني: أنّهم حواريّوهُ وأصفياؤه، فإنّ لكلِّ واحدٍ منَ الأئمّةِ (عليهم السّلام) حوارييَن كما كانَ لعيسى (عليه السّلام). ينظر: مرآةُ العقولِ ج4 ص52، شرحُ أصولِ الكافي ج6 ص266.
ثمَّ لا يخفى أنّ الحديثَ ناظرٌ لمَن يعلمُ في ظرفِ الغيبةِ مكانَ الإمامِ (عجّلَ اللهُ فرجه) الذي يسكنُه ويتواجدُ فيه، وليسَ ناظراً لقضيّةِ التشرّفِ بلقائِه معَ عدمِ العلمِ بمكانِه الذي يسكنُه، وقد تواترَت أخبارُ التشرّفاتِ واللقاءاتِ التي حظيَ بها بعضُ الأوحديّينَ في زمانِ الغيبةِ الصّغرى والغيبةِ الكُبرى.
والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
اترك تعليق