هل الله حقيقة واقعية أم مجرد شعور نفسي؟
يقول الملحدون: هل نتحدث عن المشاعر أم عن الحقائق؟ من المحتمل أنّ كلاهما مهماّن، لكنّها ليسا نفس الشيء؛ أن نقول: إنّ الله موجود كحقيقة، عمّا لو نقول: إنّ مشاعرنا تتطلّب الإيمان بالله.
توضيح الإشكال:
حتى نفهم الإشكال لابد أن نبين أن هناك فرق بين الحقيقة الواقعية وبين الشعور بالحقيقة، فالحقيقة الواقعية ليس أمام الإنسان إلا التسليم بها، أما الشعور فإنه لا يكشف بالضرورة عن وجود حقيقة لها واقعية، وعليه فهل الله حقيقة واقعية أم هو مجرد شعور نفسي؟ وبعد وضوح الإشكال نقول: إن الله حقيقة لها واقعية وليس مجرد شعور بالعدم، وفي نفس الوقت هو شعور يجده كل إنسان في عمق وجدانه واحساسه، فلا تعارض بين أن يكون الله حقيقة وبين أن يكون لتلك الحقيقة انعكاس في الشعور والوجدان، فكل حقيقة لها حالة شعورية وليس كل شعور ناتج من حقيقة واقعية، والذي يميز بين الشعورين: أن الشعور الذي يعبر عن حقيقة يكون شعوراً نوعياً، أما الشعور الذي لا يعبر عن حقيقة واقعية يكون شعوراً شخصياً، فإن كان الشعور حالة شخصية ولا يشعر به الآخرين كمن يشعر بالحر والجميع بردان لا يعبر شعوره عن حالة واقعية، أما الشعور النوعي هو الذي يكون عاماً لا يختص به واحد دون الأخر؛ بل هو حالة متأصلة في الشعور الإنساني بشكل جمعي، فإن مثل هذا الشعور يعبر عن حقيقة واقعية اصيلة، والإيمان بالله الذي يمثل حالة متأصلة في الجنس البشري منذ أن وجد على ظهر الأرض وإلى الأن يدل على أن الله حقيقة واقعية وليس مجرد شعور عابر ينتاب الإنسان في بعض الظروف الحياتية، والامر الأخر الذي يدل على واقعية الشعور هي إمكانية العقل على الاستدلال على وجود هذه الحقيقة، والعقل الإنساني سطر عشرات الأدلة التي تثب وجود الله تعالى، وبالتالي لا يمكن أن يتوهم الإنسان بان الله مجرد شعور نفسي ليس له واقعية.
اترك تعليق