ما هوَ الردُّ المناسبُ على مَن ينكرُ الاستدلالَ بالأحاديثِ التي تُمثّلَ السنّةَ الشّريفةَ؟ حبّذا أن يكونَ الجوابُ منَ القرآنِ الكريم
السّلامُ عليكم ورحمة الله،
إنّ مَن ينكرُ الاستدلالَ بالأحاديثِ إمّا أنّه لم يقرأ القرآنَ العظيم، أو أنّه قرأهُ مِن غيرِ تدبّرِ آياتِه، وإلّا فإنّ القرآنَ العظيمَ بيّنَ أهميّةَ السنّةِ الشريفةِ مِن خلالِ قولِه تعالى: (وَأَنزَلنَا إِلَيكَ الذِّكرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيهِم وَلَعَلَّهُم يَتَفَكَّرُونَ) [النّحلُ : 44]، فالآيةُ صريحةٌ في أنّ اللهَ عزّ وجلّ أنزلَ القرآنَ العظيم على نبيّنا صلّى اللهُ عليهِ وآله حتّى يُبيّنَ لأمّتِه أحكامَه ويوضّحَ لهم غاياتِه وإرشاداتِه وغيرِ ذلكَ منَ الأمورِ التي نوّهَ بها أهلُ العلم، ومنَ البديهيّ أنّ بيانَ النبيّ صلّى اللهُ عليهِ وآله لهذهِ الأحكامِ عموماً قد وصلَت إلينا عن طريقِ الأحاديثِ التي ساقَها المحدّثونَ والرّواةُ طبقاً لِما هوَ مبيّنٌ في علمِ الدّراية، وهكذا الحالُ معَ قولِه تعالى: (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهَوَى، إِن هُوَ إِلَّا وَحيٌ يُوحَى) [النّجم : 4]. وكذلكَ قولِه تعالى: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُم عَنهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ العِقَابِ) [الحشرُ : 7]، فكلُّ ذلكَ يُبيّنُ لنا بوضوحٍ أهميّةَ ما يُروى مِن أحاديث عن النبيّ صلّى اللهُ عليهِ وآله التي تُمثّلُ السنّةَ الشريفةَ، مع التأكيدِ على عدمِ مخالفتِه. قالَ تعالى: (فَليَحذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَن أَمرِهِ أَن تُصِيبَهُم فِتنَةٌ أَو يُصِيبَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ) [النور : 63]. ودمتُم سالِمين.
اترك تعليق