ما الفرقُ بين الليبرالية والعلمانية؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الليبراليّةُ لها علاقةٌ بالحريّةِ فهيَ تُنادي بالحريّةِ المُطلقةِ في الشأنِ الشخصيّ والمُجتمعي والسياسيّ والإقتصادي ما لم يترتّب على ذلكَ ضررٌ حسّيٌّ على الآخرينَ، بينما العلمانيّةُ لها علاقةٌ بالحُكمِ فهيَ بحسبِ تفسيرِها المشهورِ تعني فصلَ الدّينِ عنِ الدّولة.
ويبدو أنَّ هناكَ تداخلاً بينَهما على مستوى الفعلِ السياسيّ والثقافي، والتباينُ الملحوظُ بينَ العلمانيّةِ والليبراليّة يمكنُ تمييزُه بوضوحٍ في موضوعِ الدّولة، حيثُ يمكنُ أن تكونَ الدولةُ علمانيّةً لا وجودَ للدّينِ في كلِّ أنظمتِها التشريعيّةِ والسياسيّة، إلّا أنّها ليسَت ليبراليّةً وغيرَ ديمقراطيّةٍ، وإن كانَت توليفةً مرفوضةً عندَ دُعاةِ العلمانيّةِ إلّا أنّها تحظى بالواقعيّةِ لوجودِ أمثلةٍ من الواقعِ السياسيّ عليها، فهتلر وستالين وموسوليني كانوا علمانيّينَ، لكنّهم لم يكونوا قطُّ ليبراليّين؛ لأنّهم لا يعترفونَ بالحريّاتِ بكلِّ صورِها السياسيّةِ والإقتصاديّةِ والإجتماعيّة.
أمّا علاقةُ الليبراليّةِ بالعلمانيّة يمكنُ تصوّرُها في حالِ نشاطِ الحركةِ الليبراليّة في مجتمعاتٍ دينيّة، حيثُ لا يمكنُ أن نتصوّرَ العلمانيّةَ في مجتمعاتٍ غيرِ دينيّةٍ بوصفِها سالبةً بانتفاءِ الموضوع، أو مجتمعاتٍ تتبنّى أدياناً ليسَ لها علاقةٌ بالشّأنِ العام منَ الأساس، وعليهِ يمكنُنا القولُ إنَّ كلَّ ليبراليٍّ هوَ علمانيٌّ بالضّرورةِ لأنَّ الليبراليّةَ تكفرُ بكلِّ سلطةٍ فوقيّةٍ ومن بينِها التشريعاتُ الدينيّة.
اترك تعليق