هل هناكَ منَ الصّحابةِ أو التابعينَ مَن شاركَ في قتل عثمان بن عفان ؟ مع ذكرِ الأسماءِ البارزةِ إن أمكن والإرشادِ إلى المصادر.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
إنّ إدارةَ عثمانَ بنِ عفان لأمورِ المسلمينَ الدينيّةِ والسياسيّة والإقتصاديّة وغيرِها، هي التي شكّلَت الأرضيّةَ الأساسيّة لنُفرةِ المسلمينَ عنه وعدمِ رضاهُم به وخروجِهم عليه، وقد جاءَ في الخطبةِ الشقشقيّةِ لأميرِ المؤمنين (عليه السّلام) واصِفاً لحاله: « إلى أن قامَ ثالثُ القومِ، نافجاً حضنيهِ بينَ نثيله ومعتلفِه، وقام معهُ بنو أبيهِ يخضمونَ مالَ اللهِ خضمَ الإبلِ نبتةَ الرّبيع، إلى أن إنتكثَ عليه فتله، وأجهزَ عليه عمله، وكبَت به بطنتُه ». [نهجُ البلاغة ج1 ص35].
والذينَ خرجوا على عثمانَ كانوا من المسلمينَ ـ صحابةً وتابعين ـ، وهذا ما تدلّ عليه الرّواياتُ التاريخيّة، بل المرويُّ هو أنّه لم يشذَّ منَ الصّحابةِ عن النقمةِ على عثمان سوى أشخاصٍ لا يزيدُ عددُهم عن أصابعِ اليدِ الواحدة، فكلّهم بينَ مُحرِّضٍ ومؤلّبٍ عليه وخاذلٍ له ومُجهزٍ عليه.. فما يلوكُه بعضُ علماءِ المُخالفينَ من عدمِ وجودِ صحابةٍ مِن بينِ المشاركينَ في مقتلِ عثمان مغالطةٌ واضحةٌ فاضحة.
روى البلاذريّ في [أنسابِ الأشراف ج6 ص350] أنّه « نظرَ ثابتٌ بنُ عبد اللهِ بنِ الزّبيرِ إلى أهلِ الشّام فقالَ: إنّي لأبغضُهم، فقالَ سعيدٌ بنُ خالدٍ بن عمرو بنِ عثمان: تبغضُهم لأنّهم قتلوا أباك؟ قالَ: صدقتَ قتلَ أبي علوجُ الشّامِ وجفاتُه، وقتلَ جدّكَ المهاجرونَ والأنصار »، وهذا واضحٌ بأنّ قتلةَ عُثمان هُم المهاجرونَ والأنصار.
وروى إبنُ عساكرَ في [تاريخِه ج27 ص220] عن أبي مسلمٍ الخولانيّ، قالَ: « سمعَ مكفوفاً بالمدينةِ وهو يقولُ: اللهمَّ إلعن عثمانَ وما ولد، قال: يا مكفوفُ ألِعثمانَ تقولُ هذا؟! يا أهلَ المدينةِ كنتُم بينَ قاتلٍ وخاذل فكُلّاً جزى اللهُ شرّاً يا أهلَ المدينةِ، لأنتُم شرٌّ مِن ثمودَ، إنَّ ثمود قتلوا ناقةَ اللهِ وأنتم قتلتُم خليفةَ اللهِ وخليفةُ اللهِ أكرمُ على اللهِ مِن ناقتِه »، ومنَ المعلومِ أنّ أهلَ المدينةِ هُم الصّحابةُ ـ وفيهم المهاجرونَ والأنصار ـ والتابعون.. ولهذا نجدُ أنّ يزيدَ بنَ معاوية بعثَ إلى أهلِ المدينةِ جيشَه واستباحوها ثلاثاً لمُداهنتِهم وقبولِهم قتلَ عثمان، قالَ مجاهد: « وبعثَ يزيدُ إلى أهلِ المدينةِ عشرينَ ألفاً فأباحوا المدينةَ ثلاثاً يصنعونَ ما شاؤوا لمُداهنتهم ». [الطبقاتُ الكبرى ج3 ص68].
وروى الواقدي: « لمّا كانَت سنةُ أربعٍ وثلاثينَ كتبَ بعضُ أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى بعضٍ يتشاكونَ سيرةَ عُثمان وتغييرَه وتبديلهَ وما النّاسُ فيه من عمّالِه ويكثرونَ عليهِ ويسألُ بعضُهم بعضاً أن يقدموا المدينةَ إن كانوا يريدونَ الجهادَ، ولم يكُن أحدٌ مِن أصحابِ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يدفعُ عن عُثمان ولا ينكرُ ما يُقالُ فيه ، إلَّا زيداً بنَ ثابتٍ وأبا أسيدٍ السّاعدي وكعبَ بنَ مالكٍ بنِ أبي كعبٍ مِن بني سلمةَ منَ الأنصارِ وحسّانَ بنَ ثابتٍ الأنصاري ، فاجتمعَ المُهاجرونَ وغيرُهم إلى عليٍّ فسألوه أن يُكلَّمَ عثمان ويعظَه.. إلخ »، [أنسابُ الأشراف ج5 ص549، تاريخُ الطبري ج3 ص375].
ووردَ: « كتبَ جمعٌ من أهلِ المدينةِ منَ الصّحابةِ وغيرِهم إلى مَن بالآفاقِ منهم إن أردتُم الجهادَ فهلمّوا إليه فإنَّ دينَ محمّدٍ قد أفسدَهُ خليفتُكم فأقيموه (وفي لفظٍ: فاخلعوه)، فاختلفَت عليه القلوبُ فأقبلوا مِن كلِّ أفقٍ حتّى قتلوه، [الكاملُ في التّاريخ ج3 ص161، شرحُ نهجِ البلاغة ج2 ص149].
ورُويَ أنّه جاءَ في كتابِ « المهاجرينَ الأوّلينَ وبقيّةُ الشّورى إلى مَن بمصرَ من الصّحابة ِوالتابعين، أمّا بعدُ، أن تعالوا إلينا وتداركوا خلافةَ رسولِ الله قبلَ أن يسلبَها أهلَها، فإنّ كتابَ اللهِ قد بُدِّل، وسنّةَ رسولِه قد غُيِّرَت، وأحكامَ الخليفتينِ قد بُدِّلت، فننشدُ اللهَ مَن قرأ كتابَنا من بقيّةِ أصحابِ رسولِ اللهِ والتابعينَ بإحسانٍ إلّا أقبلَ إلينا، وأخذَ الحقّ لنا، وأعطاناه، فأقبِلوا إلينا إن كُنتم تؤمنونَ باللهِ واليومِ الآخر، وأقيموا الحقّ على المنهاجِ الواضحِ الذي فارقتُم عليه نبيَّكم، وفارقَكم عليه الخلفاءُ، غُلبنا على حقّنا، واستُوليَ على فيئِنا، وحيلَ بينَنا وبينَ أمرِنا، وكانَت الخلافةُ بعدَ نبيّنا خلافةَ نبوّةٍ ورحمةٍ، وهيَ اليومَ ملكٌ عضوضٌ مَن غلبَ على شيءٍ أكله »، [الإمامةُ والسّياسة ج1 ص37].
ولهذا قال العلّامةُ الأمينيّ في [الغديرِ ج9 ص163] بعد أن أوردَ عشراتِ الأخبار: « تُعلِمُنا هذهِ الأحاديثُ المُتضافرةُ الواردةُ عن آحادِ الصّحابةِ منَ المُهاجرينَ والأنصار، أو عامّةِ الفريقينِ، أو عن جامعةِ الصّحابةِ البالغةِ مائتي حديثٍ: أنّه لم يشذَّ عن النقمةِ على عُثمانَ منهم أحدٌ ما خلا أربعةً وهُم: زيدٌ بنُ ثابتٍ، وحسّانُ بنُ ثابتٍ وكعبُ بنُ مالكٍ، وأسيدُ الساعديّ، فمِن مُجهزٍ عليه، إلى مُحبّذٍ لعملِه، إلى محرِّضٍ على قتله، إلى ناشرٍ لأحداثِه، إلى مؤلّبٍ عليه يسعى في إفسادِ أمره، إلى متجاسرٍ عليه بالوقيعةِ فيه، إلى مُناقدٍ في فِعاله يأمرُه بالمعروفِ وينهاهُ عن المُنكرِ، إلى خاذلٍ له بتركِ نُصرتِه، لا يرى هنالكَ في النّاقمينَ الثائرينَ عليه مُنكراً ينهى عنه، أو في جانبِ الخليفةِ حقّاً يتحيّزُ إليه ».
ومِن هذا يتبيّنُ أنّ جميعَ الصّحابةِ والتابعينَ كانَ لهم يدٌ في التأليبِ على عثمانَ وقتلِه، بل حتّى مثلُ معاويةَ بنِ أبي سفيان كانَ خاذلاً له لمّا إستنصرَه عثمان، فقد ذكرَ الطبريّ في [تاريخِه ج3 ص402]: « كتبَ [عثمانُ] إلى معاويةَ بنِ أبي سفيان وهوَ بالشّام: بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيم أمّا بعد، فإنَّ أهلَ المدينةِ قد كفروا وأخلفوا الطاعةَ ونكثوا البيعةَ، فابعَث إليّ مِن قِبلِك مِن مُقاتلةِ أهلِ الشّامِ على كلّ صعبٍ وذلول. فلمّا جاءَ معاويةَ الكتابُ تربّصَ بهِ وكرهَ إظهارَ مخالفةِ أصحابِ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه [وآله] وسلّم وقد علمَ اجتماعَهم »، ولهذا لم يُرسِل جيشاً لنُصرتِه، وقد جاءَ في محاورةِ الصّحابيّ أبو الطفيلِ معه: ما منعكَ مِن نصرِه ومعكَ أهلُ الشّام؟ فقالَ معاوية: أمّا طلبي بدمِه نصرةً له، فضحكَ أبو الطفيلِ ثمَّ قال: أنتَ وعثمانُ كما قالَ الشّاعر: (لا ألفينّكَ بعدَ الموتِ تندبُني * وفي حياتي ما زوّدتَني زادي)، [الإمامةُ والسّياسة ج1 ص165، أنسابُ الأشرافِ ج5 ص92، تاريخُ دمشقَ ج26 ص116، التذكرةُ الحمدونيّة ج7 ص217، وغيرُها].
فإذا كانَ الأمرُ كذلكَ، فالصّحيحُ أن يُسألَ: مَن لم يشارِك في مقتلِ عُثمان ولم يخذِله؟! لأنّ كلّ الصّحابةِ ـ عدا شرذمةٍ قليلةٍ ـ كانوا ناقمينَ عليه ومشاركينَ في حصاِره ومقتلِه وخاذلينَ له.. ولا بأسَ بذكرِ بعضِ الصّحابةِ الذينَ شاركوا في مقتلِ عُثمان وحرّضوا عليه:
1ـ عائشةُ بنتُ أبي بكرٍ بنِ أبي قحافة:
قالَ ابنُ أبي الحديد: « قالَ كلُّ مَن صنّفَ في السِّيرِ والأخبار: إنّ عائشةَ كانَت من أشدِّ النّاسِ على عُثمان، حتّى إنّها أخرجَت ثوباً من ثيابِ رسولِ الله (صلّى اللهُ عليه وآله)، فنصبَتهُ في منزلِها، وكانَت تقولُ للدّاخلينَ إليها: هذا ثوبُ رسولِ الله (صلّى اللهُ عليه [وآله] وسلّم) لم يبلَ، وعثمانُ قد أبلى سُنّتَه. قالوا: أوّلُ مَن سمّى عثمانَ نعثلاً عائشة.. وكانَت تقول: إقتلوا نعثلاً، قتلَ اللهُ نعثلاً.
وروى المدائنيُّ في كتابِ الجملِ، قال: لمّا قُتلَ عثمان، كانَت عائشةُ بمكَّة، وبلغَ قتله إليها وهيَ بشرافٍ، فلم تشكَّ في أنّ طلحةَ هو صاحبُ الأمرِ، وقالت: بُعداً لنعثلَ وسحقاً! إيه ذا الإصبع! إيه أبا شبل! إيه يا ابن عم! لكأنّي أنظرُ إلى إصبعِه وهو يبايعُ له: حثّوا الإبلَ ودعدعوها » [شرحُ نهجِ البلاغة ج6 ص215].
وينظر أيضاً: تاريخُ الطبري ج3 ص434، أنسابُ الأشراف ج5 ص565، ج5 ص583، الطبقاتُ الكبرى ج5 ص36، تاريخُ المدينة ج4 ص1172، الفتوحُ ج2 ص421، وغيرها.
ثمّ حينما وصلَ خبرُ اجتماعِ المسلمينَ على أميرِ المؤمنينَ (عليه السّلام) صُدمَت بذلكَ حيثُ كانت تحسبُ أن الأمرَ سيؤولُ إلى طلحة، « فانصرفَت إلى مكّةَ وهيَ تقولُ: قُتلَ واللهِ عثمانُ مظلوماً، واللهِ لأطلبنَّ بدمِه، فقالَ لها إبنُ أمِّ كلاب: ولم؟ فواللهِ إنَّ أوّلَ مَن أمالَ حرفَه لأنتَ، ولقد كنتِ تقولين: اقتلوا نعثلاً فقد كفرَ، قالت: إنّهم استتابوهُ ثمَّ قتلوه، وقد قلتُ وقالوا، وقولي الأخيرُ خيرٌ مِن قولي الأوّل، فقالَ لها ابنُ أمِّ كلاب: (منكِ البداءُ ومنكِ الغير * ومنكِ الرّياحُ ومنكِ المطر9 » [تاريخُ الطبري ج3 ص477، الكاملُ في التاريخ ج3 ص206، الفتوحُ ج2 ص437، وغيرُها].
ولهذا وردَ في كتابِ أميرِ المؤمنينَ (عليه السّلام) لها: « ثمّ بالأمسِ تقولينَ في ملأٍ من أصحابِ رسولِ الله (صلّى اللهُ عليه وآله): إقتلوا نعثلاً قتلَه اللهُ فقد كفرَ، ثمَّ تطلبينَ اليومَ بدمِه؟! فاتّقي اللهَ وارجعِي إلى بيتِك، واسبلي عليكِ سترِك » [مستدركُ نهجِ البلاغة ص136].
2ـ طلحةُ بنُ عُبيدِ الله:
كانَ طلحةُ أحدَ كبارِ المشاركينَ في حصارِ عثمانَ وقتلِه، ونُقلَ عن إبنِ سيرين قاَل: « لم يكُن من أصحابِ النبيّ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) أشدَّ على عثمانَ مِن طلحة »، (ينظرُ: الأنسابُ ج5 ص81، العقدُ الفريد ج2 ص269)، بل إنّ طلحة منعَ أن تُدفنَ جثّةُ عثمانَ وأرصدَ أناساً لئلّا تُدفنَ جثّتُه، فلمّا جاءَ نفرٌ يسيرٌ مِن أهلِ عثمانَ لأخذِ جنازتِه إنهالوا عليهم بالحجارةِ وصاحوا: (نعثل، نعثل)، وفي روايةٍ: لمّا قُتلَ عثمانُ تكلّموا في دفنِه، فقالَ طلحُة: يُدفنُ بديرِ سلع، يعني مقابرَ اليهود. (ينظر: شرحُ النهجِ لابنِ أبي الحديدِ ج10 ص7، تاريخِ الطبري ج3 ص439).
ثمّ إنّه بعدَما اجتمعَ النّاسُ على أميرِ المؤمنينَ (عليه السّلام) خرجَ ليطلبَ بدمِ عثمان! عجباً لقد كانَ بالأمسِ أحرصَ النّاسِ على قتلِه واليومَ صارَ منَ الطالبينَ بثأره؟! وهذا ما وردَ في كلامِ أميرِ المؤمنينَ (عليه السّلام) في طلحة: « واللهِ ما استعجلَ متجرّداً للطلبِ بدمِ عُثمان إلّا خوفاً مِن أن يُطالَبَ بدمِه؛ لأنّه كانَ مظنّتَه، ولم يكُن في القومِ أحرصَ عليهِ منه، فأرادَ أن يغالطَ بما أجلبَ فيه ليلبسَ الأمرَ ويقعَ الشكّ.. » [نهجُ البلاغة ج2 ص88].. ولهذا نجدُ أنّ مروانَ بنَ الحكمِ الذي كانَ في الجيشِ يومَ الجملِ رمى طلحةَ بسهمٍ فقتلَه، وقالَ: «لا أطلبُ بثاري بعدَ اليوم»، ثمَّ قالَ لابنِ عثمان: «كفيتُكَ بعضَ قتلةِ أبيك»، [ينظر: تاريخُ إبنِ عساكر ج7 ص84]، وقالَ إبنُ عبدِ البرِّ في [الإستيعابِ ج2 ص766]: « لا يختلفُ العلماءُ الثقاتُ في أنَّ مروانَ قتلَ طلحةَ يومئذٍ وكانَ في حزبِه ».
3ـ الزّبيرُ بنُ العوّام:
قالَ إبنُ أبي الحديدِ في [شرحِ نهجِ البلاغة ج9 ص35]: « كانَ طلحةُ من أشدّ الناسِ تحريضاً عليه [يعني على عُثمان]، وكانَ الزّبيرُ دونَه في ذلك، رووا أنَّ الزّبيرَ كانَ يقول: اقتلوهُ فقد بدّلَ دينَكم، فقالوا له: إنّ إبنكَ يُحامي عنهُ بالباب، فقالَ: ما أكرهَ أن يُقتلَ عثمانُ ولو بُدئ بابني، إنّ عثمانَ لجيفةٌ على الصّراطِ غداً »، وقالَ في [ج14 ص7]: « وأمّا طلحةُ والزّبيرُ فكانا شديدينِ عليه ».
ثمّ إنّ الزّبيرَ كانَ ممَّن خرجَ معَ طلحةَ وعائشةَ على أميرِ المؤمنينَ (عليه السّلام) لطلبِ دمِ عُثمان، وقد روى الحاكمُ في [المُستدركِ ج3 ص118] عن إسرائيلَ بنِ موسى، قالَ: «سمعتُ الحسنَ يقول: جاءَ طلحةُ والزّبير إلى البصرة، فقالَ لهُم النّاس: ما جاءَ بكم؟ قالوا: نطلبُ دمَ عُثمان، قالَ الحسنُ: أيا سبحانَ الله، أفما كانَ للقومِ عقولٌ فيقولون: واللهِ ما قتلَ عثمانُ غيرَكم؟! »، وقد كانَ ممّا قالَه أميرُ المؤمنينَ (عليه السّلام) في محاورتِه مع الزّبير: « أتطلبُ منّي دمَ عثمانَ وأنتَ قتلتَه؟! »، [تاريخُ الطبري ج3 ص520]، وقالَ (عليه السّلام) في خطبةٍ له في شأنِ طلحةَ والزّبير: « وإنّهم ليطلبونَ حقّاً هم تركوه، ودماً سفكوه، وقد ولّوه دوني، ولو أنّي كنتُ شريكَهم فيما كانَ لما أنكروه، وما تبعةُ دمِ عُثمان إلّا عليهم، وإنّهم لهم الفئةُ الباغية، بايعوني ونكثوا بيعتي »، [الإستيعابُ ج2 ص499، أسدُ الغابةِ ج3 ص61، نهجُ البلاغة ج1 ص59].
4ـ عمّارٌ بنُ ياسر:
كانَ الصّحابي الجليلُ عمّارٌ بنُ ياسر ممّن خرجَ على عُثمان، بل رُويَ أنّه كانَ يكفّرُ عثمانَ ويستحلُّ دمَه ويسمّيهِ نعثل، [أضواءٌ على السنّةِ المحمّدية ص361]. وجاءَ في محاورةٍ وقعَت بينَ عمّارٍ بنِ ياسر (رضوانُ اللهِ عليه) وعمرو بن العاص: « قالَ عمرو: أكنتَ فيمَن قتلَه؟ قالَ: كنتُ مع مَن قتلَه وأنا اليومَ أقاتلُ معهم، قالَ عمرو: فلمَ قتلتموه؟ قال عمّار: أرادَ أن يغيّرَ دينَنا فقتلناه ». [وقعةُ صفّين ص339، شرحُ نهجِ البلاغة ج8 ص22].
5+6+7ـ سهلٌ بنُ حنيف الأنصاريّ ورفاعةُ بنُ رافع الأنصاريّ والحجّاجُ بنُ غزية الأنصاري:
كانَ هؤلاءِ الثلاثة ممّن هجمَ على دارِ عثمان، فقد رُوي: إنّ زيداً بنَ ثابتٍ الأنصاريّ قال: يا معشرَ الأنصار، إنّكم نصرتُم اللهَ ونبيّهُ فانصروا خليفتَه، فقالَ سهلٌ بنُ حنيف: يا زيدُ، أشبعكَ عثمانُ من عضدانِ المدينة، فقالَ زيدٌ: لا تقتلوا الشيخَ ودعوه حتّى يموتَ فما أقربَ أجله، فقالَ الحجّاجُ بنُ غزيةَ الأنصاريّ: واللهِ لو لم يبقَ من عُمرِه إلّا بينَ الظّهرِ والعصر لتقرّبنا إلى اللهِ بدمِه، وجاءَ رفاعةُ بنُ مالكٍ الأنصاريّ بنارٍ في حطبٍ فأشعلَها في أحدِ البابينِ وسقط، وفتحَ النّاسُ البابَ الآخرَ واقتحموا الدار. [أنسابُ الأشراف ج5 ص569].
والحمدُ للهِ ربّ العالمين.
اترك تعليق