ما هيَ عقيدةُ الأيزيديّة او اليزيديّة الموجودينَ حاليّاً في منطقةِ سنجار والذينَ يعبدونَ الشيطان؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
اليزيديّةُ منَ الدياناتِ المُغلقةِ التي لا يعلمُ عنها الكثير، فهُم لا يُبشّرونَ لمُعتقدِهم ولا يقبلونَ عضويّةَ مَن لم يُولد يزيديّاً، وليسَ لهُم كتابٌ مُقدّسٌ يمكنُ الرّجوعُ إليه والتحقّقُ مِن تعاليمِه، ولذا وقعَ الاختلافُ حولَ جذورِ هذهِ الديانة، فالبعضُ يعتبرُها مِن بقايا الدياناتِ البابليّةِ القديمة، والبعضُ الآخرُ يعتبرُها خليطاً منَ الزرادشتيّةِ والمانويّة، ويرى الباحثُ اليزيديُّ خليل جندي أنّها منَ الدياناتِ الهندوإيرانية ما قبلَ الزرادشتيّة.
ومنَ المؤكّدِ أنّها ليسَت منَ الدياناتِ التوحيديّةِ الإبراهيميّة، فهُم لا يؤمنونَ بنبيٍّ منَ الأنبياءِ ولا يدّعونَ امتلاكَهم لكتابٍ سماوي، وبالتالي هيَ ديانةٌ قائمةٌ على فلسفةٍ بشريّةٍ لها تصوّرُها الخاصُّ للكونِ والخليقة، ويبدو أنّهم يعتقدونَ بوجودِ علاقةٍ جدليّةٍ بينَ الخيرِ والشرِّ ممّا يجعلهما في حالةٍ منَ التلازمِ الدّائم، فكلاهما يأتيان مِن مصدرٍ واحدٍ، ومِن هُنا لا حاجةَ عندَهم لوجودِ الشيطانِ ليكونَ مُمثّلاً للشرورِ، وبذلكَ يمكنُ استبعادُ تهمةِ عبادتِهم للشيطانِ، وهذا ما أكّدَه خليل الجندي في لقاءٍ معَ قناةِ الجزيرةِ واصفاً إيّاهُ بالاتّهامِ المُجحف، حيثُ قال: كيفَ يكونُ هناكَ إلهٌ للشرِّ اسمُه الشيطان إذا لم تكُن هناكَ أصلاً فكرةُ العصيانِ للخالقِ عندَ اليزيديّة؟
ومنَ المعروفِ عنهم تقديسُهم للظواهرِ الطبيعيّةِ مثلَ الشمسِ والقمرِ والنارِ والترابِ والماء، ولهُم فلسفتُهم الخاصّةُ التي قادَتهم لمثلِ هذا التقديسِ، وقد تعودُ تلكَ الفلسفةُ إلى تصوّرٍ خاصٍّ لوحدةِ الوجودِ والموجود، فمعَ إيمانِهم بالحقيقةِ الكُليّةِ والمُطلقةِ يؤمنونَ بوجودِ أربابٍ كثيرةٍ (خودان) ومهمّتُها الإشرافُ على أمرِ الدّنيا.
كما أنَّ لهُم صلاةً وطقساً عباديّاً لهُ علاقةٌ بحركةِ الشمسِ في شروقِها وغروبِها، الأمرُ الذي قد يؤكّدُ أنَّ هناكَ نوعاً منَ العبادةِ للشمس.
وفي المُجملِ لا يمكنُ الجزمُ بمعلوماتٍ مُحدّدةٍ عن فلسفةِ هذهِ الديانةِ ومُعتقداتِها، لعدمِ إيمانِهم بالتبشيرِ حتّى يخبرونا بمُعتقداتِهم، مُضافاً لعدمِ وجودِ كُتبٍ ومصادرَ يمكنُ الرّجوعُ إليها.
اترك تعليق