علاج الوساوس العقائدية
السائل: عرضت لي وساوس قوية جدا جدا في الدين و نبوة الرسول محمد (صلى الله عليه وآله) وفي القرآن الكريم, مع العلم اني قرأت كثيراً من قبل في العقيد ولكني الآن اواجه وساوس قوية, فساعدوني جزاكم الله خيرا.
إن الإنسان العاقل يعمل بقاعدة دفع الضرر المحتمل، فلو أخبرنا أحد أن سفرنا الذي نحن فيه يوجد أمامه طريقان: الأول خطر تسلكه السباع والذئاب, والثاني آمن مؤمن, فلو سلكنا الطريق الثاني ولم نسلك الطريق الأول فلا نخسر شيئا ونكون ضمنا حياتنا حتى لو كان الطريق الأول لم تسلكه السباع واقعا.
فكذلك الحال فيما يتعلق بموضوع الآخرة فالانبياء اخبرونا بوجود الحساب والعقاب والجنة والنار، وأهل الإلحاد قالوا لا يوجد شيئاً، فهنا العقل يأمرنا بالاحتياط والحذر بأن نلتفت لدعوى الأنبياء لاحتمال صدقها, وعليه يجب العمل بها فلو انتقلنا للآخرة ووجدنا الحساب نكون قد اعددنا عدتنا ونجونا, وإن لم يكن حساب لا نخسر شيئا بل يمكن عد ما عملناه من عبادات وأعمال رياضات روحية تنعش النفس لا أكثر، هذا بخلاف لو أهملنا دعوى الأنبياء ولم نلتفت لها, فلو انتقلنا للآخرة ووجدنا ماقاله الأنبياء حقاً نكون قد خسرنا فعلاً .. والعاقل الحاذق من يعمل بالاحتياط حتى يبعد عن نفسه الضرر المحتمل.
اترك تعليق