هل للأبراجِ أصلٌ في العقيدةِ الإسلاميّةِ؟ وما مدى تأثيرِها على الإنسانِ؟ وهل طالعُ الأبراجِ صحيحٌ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : لا يتعارضُ التنجيمُ فقَط معَ الإسلامِ وإنّما يتعارضُ أيضاً معَ جميعِ المناهجِ العلميّةِ التي توافقَ عليها العُقلاء، فما يروّجونَ له مِن توقّعاتٍ مُستقبليّةٍ على شاشاتِ التلفازِ ليسَ إلّا تخميناً وتخيّلاً لا يرتكزُ على أيّ مبرّراتٍ منطقيّة، ومعَ ذلكَ يخدعونَ الناسَ تحتَ مسميّاتٍ علميّةٍ لا أساسَ لها، فيتمُّ تقديمُهم على أنّهم علماءُ الفلكِ والأبراجِ أو مُختصّونَ بعلمِ النجوم، وإذا سألنا عن مصدرِ هذا العلمِ والقوانينِ التي تحكمُه لما وجَدنا أيَّ إجابةٍ لذلك، ومِن هُنا يعدُّ التنجيمُ جهلاً بحسبِ مقاييسِ العلمِ، وحراماً بمقاييسِ الشرع، وما هوَ مُرتبطٌ بالنجومِ في الإسلامِ هو فقط الاهتداءُ بها في المسيرِ ومعرفةِ الاتّجاهاتِ، قالَ تعالى: (وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجمِ هُم يَهتَدُونَ)، وقالَ تعالى: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ البَرِّ وَالبَحرِ…) وقد جاءَ في الخبرِ أنَّ أميرَ المؤمنينَ عندَما سارَ لقتالِ الخوارجِ قالَ له بعضُ أصحابِه: إن سرتَ يا أميرَ المؤمنينَ في هذا الوقتِ خشيتُ أن لا تظفرَ بمُرادِك مِن طريقِ علمِ النجوم. فقالَ له عليهِ السلام: أتزعمُ أنّكَ تهدي إلى الساعةِ التي مَن سارَ فيها صُرفَ عنهُ السوء، وتخوّفَ منَ الساعةِ التي مَن سارَ فيها حاقَ به الضرُّ؟! فمَن صدّقكَ بهذا فقد كذّبَ القرآنَ، واستغنى عن الاستعانةِ باللهِ في نيلِ المحبوبِ ودفعِ المكروه. وينبغي في قولِك، العاملُ بأمرِك أن يولِيكَ الحمدَ دونَ ربّه، لأنّكَ بزعمِك أنتَ هديتَه إلى الساعةِ التي نالَ فيها النفعَ وأمنَ فيها الضرّ. ثمَّ أقبلَ على الناسِ فقالَ: أيّها الناسُ إيّاكُم وتعلّمُ النجومِ إلّا ما يهتدى به في برٍّ أو بحر، فإنّها تدعو الكهانةَ والمُنجّمُ كالكاهنِ والكاهنُ كالساحر. والساحرُ كالكافر. والكافرُ في النارِ. سيروا على اسمِ الله. زادَ في نصٍّ آخر: فخرجَ في الساعةِ التي نهاهُ عنها، فظفرَ وظهر. (وسائلُ الشيعة:11/ 373) وفيه: أنّه عليهِ السلام قالَ لذلكَ المُنجّم: (أما واللهِ إن بلغني أنّكَ تعملُ بالنجومِ لأخلّدنّكَ السجنَ أبداً ما بقيت، ولأحرمنّكَ العطاءَ ما كانَ لي سلطان. إلى أن قال: أما إنّه ما كانَ لمُحمّدٍ مُنجّم، ولا لنا بعدَه، حتّى فتحَ اللهُ علينا بلادَ كِسرى وقيصر. أيُّها الناسُ، توكّلوا على اللهِ، وثقوا به، فإنّه يكفي ممَّن سواه). (شرحُ نهجِ البلاغة للمُعتزلي:2/ 270) وفي المُحصّلةِ ليسَ هناكَ أصلٌ للتنجيمِ والأبراجِ في العقيدةِ الإسلاميّة، وليسَ لها علاقةٌ بالطالعِ ولا تؤثّرُ على خياراتِ الإنسانِ في الحياةِ، وللمزيدِ منَ المعلوماتِ يمكنُ مراجعةِ مقالٍ تحتَ عنوانِ (تفنيدُ علمِ النجومِ والأبراجِ علميّاً ودينيّاً) تمَّ نشرُه في قسمِ الشؤونِ الفكريّة والثقافيّةِ مكتبةُ العتبةِ الحُسينيّةِ المُقدّسةِ، ويمكنُ مراجعتُه على الرابطِ التالي https://imamhussain-lib.com/arb/1062
اترك تعليق