ما صحّةُ هذه الروايةِ وما تفسيرُها؟ عن أبي الحسنِ موسى (ع) قالَ : إنَّ اللهَ عزَّ وجل غضبَ على الشيعةِ فخيّرني نفسي أو هُم فوقيتُهم واللهِ بنفسي؟

: السيد رعد المرسومي

السلامُ عليكُم ورحمةُ الله،هذهِ الروايةُ مرويّةٌ في كتابِ الكافي لثقةِ الإسلامِ الكُلينيّ (ره) في (ج1/ص308) بإسنادِه عن عليٍّ بنِ إبراهيم عن محمّدٍ بنِ عيسى عن بعضِ أصحابنا عن أبي الحسنِ موسى - عليهِ السلام - قالَ : إنَّ اللهَ عزَّ وجل غضبَ على الشيعةِ فخيّرني نفسي أو هُم، فوقيتُهم واللهِ بنفسي.  فهذهِ الروايةُ هيَ موردُ خلافٍ بينَ علمائِنا مِن جهةِ صحّتها، إذ ضعّفها بعضُهم لكونِ أحدِ رواتِها منَ المجاهيل، وذلكَ صريحٌ فيما جاءَ في سندِ هذهِ الرواية، وتحديداً في عبارةِ (عن بعضِ أصحابنا)، فلذا عـدّها بعضُهم مُرسلةً، كالعلّامةِ المجلسي في كتابِه (مرآةُ العقولِ في شرحِ أخبارِ آلِ الرسول، ج ٣/ ص ١٣٠)، وكذلكَ، السيّدُ السيستاني في استفتاءٍ وجِّهَ إلى مكتبِه برقم (725)، (ص187).  وأمّا الذينَ ذهبوا إلى اعتبارِ الروايةِ كونَها مرويّةً في أحدِ أهمِّ الكتبِ المُعتبرة، ففسّروا الروايةَ بما يلي: أن يكونَ المقصودُ مِن غضبِ الله تعالى على الشيعةِ، إمّا لتركِهم التقيّةَ فانتشرَ أمرُ إمامةِ الكاظمِ عليه السلام فتردّدَ الأمرُ بينَ أن يقتلَ الرشيدُ شيعتَه وتتبعّهم أو يحبسَه عليهِ السلام ويقتلهُ ، فدعا عليهِ السلام لشيعتِه واختارَ البلاءَ لنفسِه، أو أن يكونَ غضبُ اللهِ على الشيعة، لكثرةِ مُخالفتِهم وقلّةِ إطاعتِهم وعدمِ نُصرتِهم للإمامِ الحقِّ . وأمّا قولهُ ( فخيّرَني نفسي أو هُم ). أي فخيّرَني بينَ إرادةِ موتي أو موتِهم لتتحقّقَ المفارقةُ بيني وبينَهم فوقيتُهم واللهِ بنفسي للشوقِ إلى لقاءِ الله تعالى وللشفقةِ عليهم ولئلّا ينقطعَ نسلُ الشيعةِ بالمرّة ولتوقّعِ أن يخرجَ مِن أصلابِهم رجالٌ صالحون. [ينظر: كتابُ شرحِ أصولِ الكافي، ج ٦، مولي محمّد صالح المازندراني، ص ٤١، وكتابُ الأنوارِ الساطعةِ في شرحِ الزيارةِ الجامعة، ج ٥، الشيخُ جواد بنُ عباس الكربلائي، ص ٤٠٤]. ودمتُم سالِمين.