هل هناكَ تفسيرٌ لآلِ البيتِ عليهم السلام، وهل سألَهم أحدٌ عن الجنِّ والملائكة؟
السلامُ عليكُم ورحمة الله،أمّا الشقُّ الأوّلُ منَ السّؤال، فالمعروفُ بينَ أهلِ العلمِ أنَّ هناكَ تفاسيرَ لمدرسةِ أهلِ البيت، نقلَت أقوالَ أئمّةِ أهلِ البيتِ عليهم السلام في تفسيرِ الآياتِ القرآنيّة، فمنها: 1 – تفسيرُ القُمّيّ للمُحدّثِ الثقةِ الشهير، وهوَ عليٌّ بنُ إبراهيم بنِ هاشم القميّ، وكتابُه مطبوعٌ متداول. 2- تفسيرُ العياشيّ، للمُحدّثِ الشهيرِ الثقةِ محمّدٍ بنِ مسعود العياشيّ، وكتابُه مطبوعٌ متداول. 3- التفسيرُ المنسوبُ إلى الإمامِ العسكريّ (ع) وهو مطبوعٌ متداول، وقد رواهُ الشيخُ الصدوقُ (ره) عن شيخِه أبي الحسنِ محمّدٍ بنِ القاسمِ الاسترآبادي. وأمّا ما يتعلّقُ بالشقِّ الثاني منَ السّؤال، فنشيرُ إلى بعضِ الرواياتِ التي وقفنا عليها بصددِ ذلك، فقد أوردَ العياشي في تفسيرِه (1/33): عن جميلٍ بنِ درّاج قالَ: سألتُ أبا عبدِ اللهِ عليهِ السلام عن إبليسَ أكانَ منَ الملائكةِ أو كانَ يلي شيئاً مِن أمرِ السّماء؟ فقالَ: لم يكُن منَ الملائكةِ وكانَت الملائكةُ ترى أنّهُ منها، وكانَ اللهُ يعلمُ أنّه ليسَ منها ولم يكُن يلي شيئاً مِن أمرِ السّماءِ ولا كرامةَ فأتيتُ الطيّارَ فأخبرتُه بما سمعتُ فأنكرَ وقال: كيفَ لا يكونُ منَ الملائكةِ واللهُ يقولُ للملائكة: " اسجدوا لآدمَ فسجدوا إلّا إبليسَ" فدخلَ عليهِ الطيّارُ فسأله وأنا عندَه فقالَ له: جعلتُ فداكَ قولُ اللهِ عزَّ وجل: " يا أيّها الذينَ آمنوا " في غيرِ مكانٍ في مُخاطبةِ المؤمنينَ أيدخلُ في هذهِ المُنافقون؟ قالَ: نعم يدخلُ في هذهِ المنافقونَ والضُلّالُ وكلُّ مَن أقرَّ بالدّعوةِ الظاهرة. وهناكَ رواياتٌ يستدلُّ منها على أنّ بعضَ الجنِّ كانَ مِن أتباعِ الأنبياءِ السّابقينَ وأنَّ توبتَه جرَت على يدي نوحٍ وأنّه كانَ معَ إبراهيمَ وموسى وهود وصالح وأنّه قرأ الكتبَ كلّها ويطلبُ تعلّمَ شيءٍ منَ القرآنِ وقوله أنّه لا يطيعُ إلّا نبيّاً أو وصيَّ نبيّ (بحارُ الأنوار 60/ 83ـ 84). وفي روايةٍ أخرى (إنَّ موسى علّمني التوراةَ وإنَّ عيسى علّمني الإنجيلَ فعلِّمني القرآنَ، فعلّمه) (بحارُ الانوار 60/ 302). وفي خبرٍ آخر: (إنَّ أحدَ الجنيّينَ يقولُ: إنّي لم أزَل مؤمناً باللهِ ورسولِه ومُصدّقاً وكنتُ أعرفُ التوراةَ والإنجيلَ وكنتُ أرجو أن أرى محمّداً...) (بحارُ الأنوار 60/ 128ـ 130). ودمتُم سالِمين.
اترك تعليق