هل أفتى الإمامُ عليّ (ع) بقتالِ الدواعش؟
السلامُ عليكم،أحدُ الاشخاصِ سألَ هذا السؤالَ ويريدُ جواباً مقنعاً منَ الأصدقاء السؤالُ هو: هُم يقولونَ بأنَّ الفتوى صدرَت منَ الإمامِ عليّ (ع) لقتالِ داعش .طيب ولماذا لم تصدُر لقتالِ المغولِ والتتارِ عندَما جاؤوا قادمينَ نحوَ العراق بلدِ الإسلام؟ ولماذا لم تصدُر الفتوى لقتالِ الوهابيّةِ عندَما نهبَت وحرقَت قبرَ الحُسين (ع)، كذلكَ فعلوها في مرقدِ الإمامِ عليّ (ع) في سنة 1802 هـ؟
عليكم السلامُ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه،القولُ بأنَّ فتوى قتالِ الدواعش صدرَت منَ الإمامِ عليّ (عليهِ السلام) كلامٌ غيرُ صحيح، فالمرجعيّةُ الدينيّةُ في النجفِ الأشرف هيَ التي صدرَت منها الفتوى، وهيَ فتوى الدفاعِ عن الأرضِ والمُقدّسات. نعَم وردَ في بعضِ الرواياتِ ما يظهرُ منهُ إخبارُ أميرِ المؤمنينَ (ع) بظهورِهم، وذلكَ مِن خلالِ انطباقِ الأوصافِ على الدواعشِ كالروايةِ التي رواها نعيمٌ بنُ حمّاد (ت 228 هـ) في كتابِ الفتنِ، قالَ: حدّثنا الوليدُ ورشدين عن ابنِ لهيعةَ عن أبي قبيلٍ عن أبي رومان عَن عليٍّ بنِ أبي طالب رضيَ اللهُ عنه قالَ: إذا رأيتُم الراياتِ السودَ فالزموا الأرضَ، فلا تحرّكوا أيديكم ولا أرجلكم، ثمَّ يظهرُ قومٌ ضعفاءُ لا يؤبهُ لهم، قلوبُهم كزبرِ الحديد، هُم أصحابُ الدولة، لا يفونَ بعهدٍ ولا ميثاق، يدعونَ إلى الحقِّ وليسوا مِن أهله، أسماؤهم الكنى، ونسبتُهم القُرى، وشعورُهم مُرخاةٌ كشعورِ النساء، حتّى يختلفوا فيما بينَهم، ثمَّ يؤتي اللهُ الحقَّ مَن يشاء. (الفتنُ لابنِ حمّاد، ص120). لعلَّ المرادَ هُم الدواعش، ولعلّه غيرُهم. واللهُ العالم. ولكن لا يوجدُ في الروايةِ ما يدلُّ على فتوى أميرِ المؤمنينَ (ع) بقتالِهم. وعليه: فإذا لم يثبُت أنّ أميرَ المؤمنينَ (عليهِ السلام) قد أفتى بقتالِ الدواعش بالخصوصِ، فلا معنى لأن يقالَ: لماذا لم يفتِ أميرُ المؤمنينَ (ع) بقتالِ المغولِ والوهابية؟! والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
اترك تعليق