هل المنيُّ يتكوّنُ مِن صُلبِ العمودِ الفقريّ للرجلِ ومِن ترائبِ المرأةِ عظامِ صدرِها، وهل للمرأةِ المشاركةُ في تكوينِ المني؟
السلامُ عليكُم ورحمةُ الله،بعدَ الاطّلاعِ على قولِه تعالى في سورةِ الطارق: (فلينظُر الإنسانُ ممَّ خُلق، خُلقَ مِن ماءٍ دافق، يخرجُ مِن بينِ الصّلبِ والترائب)، ومراجعةِ كلماتِ المُفسّرينَ تبيّن لنا أنّهم يفسّرونَ (خلقَ الإنسانِ مِن ماءٍ دافق)، بأنّه الماءُ المُمتزجُ منَ المائينِ في الرّحمِ لقولِه تعالى: « يَخرُجُ مِن بَينِ الصُّلبِ والتَّرائِبِ» : أي مِن بينِ صلبِ الرّجلِ وترائبِ المرأة ، وهي عظامُ صدرِها . وفي تفسيرِ عليٍّ بنِ إبراهيمَ القمّي 2 / 415 ما يؤيّدُ ذلك. والصّلبُ: لغةً عظمٌ في الظهرِ ذو فقارٍ يمتدُّ منَ الكاهلِ إلى أسفلِ الظهر ويجمعُ على أصلابٍ وأصلبةٍ وصلبة. وأمّا الترائبُ: فهيَ عظامُ الصّدرِ حيثُ تكونُ القلادة. وواضحٌ ممّا تقدّمَ أنّ المولودَ الخارجَ مِن رحمِ المرأةِ هوَ حصيلةُ ماءِ الرجلِ الذي مصدرُه العمودُ الفقري ومِن ماءِ المرأةِ الذي مصدرُه عظامُ صدرِها حيثُ تكونُ القلادة، وبهذا فهيَ مُشاركةٌ في ذلك. [تفسيرُ كنزِ الدقائقِ وبحرِ الغرائب، ج ١٤، الشيخُ محمّدُ بنُ محمّد رضا القمّي المشهدي، ص ٢٢٥]. ودمتُم سالِمين.
اترك تعليق